شبكة ذي قار
عـاجـل










حزمة الإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء العراقي برئاسة العبادي هي ألاقرب إلى اعتراف بالعجز دون الغوص في عمق الأزمة التي يعاني منها العراق منذ الغزو والاحتلال 2003 م والمتمثّلة في الطائفية السياسية ، والطائفية المذهبية من جهة ، والتوافق الامريكي الايراني ليكون العراق تحت هيمنة ألاحتلالين والميليشيات الايرانية التي استثمرت الفتوى التي اصدرها المرجع علي السيستاني لتفرض وجودها العلني في العراق ، فحلّت المذهبية بديلا عن الشعور بالانتماء إلى وطن يكون لجميع العراقيين فيه متساوين بالحقوق والواجبات والقيمة التي تفصل بين الافراد هو القرب والبعد من روح المواطنة الصادقة الحقة ، وان كلّ معالجة تبتعد عن هذا الواقع ويمكن وصفها هي معالجة مريض مصاب بالعضال تتم معالجته بالعقار الذي ينفع في نزلت البرد أو بالعامية ظربة الشمس ، فبدلا" من الاعلان عن اسماء المفسدين الذين سبق وطالهم التحقيق والمتابعه وما كشفه اعضاء لجنة النزاهة البرلمانية في ملفات التسليح ووزارة التجاره والتي هي من ابشع منابع الرشا والفساد ويعد الضالعين فيهما من المافيات يظهر العبادي بحزمه من القرارات التي تلغي نواب رئيس الجمهوريه و رئيس مجلس الوزراء وقد تظاهر الهالكي بقبول إلغاء منصبه في مناورة ذكيّة من جانبه تستهدف تنفيس الاحتقان الشعبي تجاه ممارساته الطائفية والمفسده والتي حمت طاقم المفسدين بل اصبح مكتبه مرتعا" للفساد والمفسدين الذي كانت نتيجته تسليم الموصل والسلاح وانهيار المؤسسه العسكريه التي صرف بعنوانها المليارات من الدولارات وحقيقتها نزلت الى حساباته وبطانته ،

لكنّه ما لبث أن اتخذ موقفا معارضا لما قرّرته الحكومة لانه يعرف أنّه مستهدف من الشعب العراقي الذي يحمله ماحصل في - نينوى وصلاح الدين والانبار - وما نزف من دم عراقي خلال سني دكتاتوريته وطائفيته وفشله الذي لم يشهده العراق عبر تاريخه الحديث وبهذا سيكون وبدون منازع هوألمطلوبا ألاول يجب تقديمه كبش فداء من قبل من انشق عليه في المكتب السياسي لحزب الدعوة العميل ومنهم حيدر العبادي في ضوء التظاهرات التي تشهدها المدن العراقية والتي أخذت بالتزايد والانتشار في عموم مدن العراق وها هي اليوم محافظة ديالى تنظم الى باقي محافظات ومدن وقصبات العراق ، وان تظاهرات بغداد والبصرة لها وقع خاص ومعنى عميق كون حزب الدعوة العميل تسلط عليها وبعده المجلس الاعلى تحت عنوان كتلة المواطن ، هذه التظاهرات ليست سوى ردّ شعبي صادق على الحال التي وصل إليها العراق وتعبّير هذه الحال المزري والفشل والتضليل والخداع والدجل بوضوح ، وعن إفلاس حكومات الاحتلال المتعاقبه التي لم تستطع التعاطي مع التطورات التي توالت منذ دخول القوات الأميركية بغداد وحملها رؤوس الميليشيات الطائفية التابعة لأحزاب مدعومة من إيران إلى السلطة لتعيث فسادا" وتنهب الثروات الوطنية وخاصة النفط ان كان المجلس الاعلى او حزب الفضيلة او حزب الدعوة العميل ومن هم على شاكلتهم وان كان هناك خلاف بينهم فهو ليس حول حقوق الشعب ورفاهيته بل على الكعكه وما ينبغي ان يحصل كل منهم على الحصة الاكبر ،

نوري الهالكي القريضي يمثّل مرحلة سوداوية في تاريخ العراق كان لا بدّ من العراق أن يمرّ بها بعد الانسحاب العسكري الأميركي وتسليم العراق لايران على طبق من ذهب لان إيران منذ اللحظة الأولى شريكا في الحرب الأميركية على العراق وانتظرت اللحظة المناسبة للانقضاض عليه بعدما قرّر الأميركيون الانسحاب عسكريا منه تنفيـذا للوعـود التي قطعها باراك أوباما خلال حملته الانتخابية التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض في العام 2008 ولابد من التأكيد على أن الهالكي القريضي أنّه متعصب مذهبيا ولا يؤمن سوى بماهو يؤمن به طائفيا" واستجابه لولاية الفقيه التي جاء بها خميني ، ولابد أيضا" من الاشاره انه حاول السير في نهج مستقلّ نسبيا لكنّه ما لبث أن سقط كلّيا تحت التأثير الإيراني ونفوذ إيران ابتداء من العام 2010 ، تاريخ حصول انتخابات نيابية في 7 / 3 / 2010 وحلّت فيها كتلته دولة القانون في الموقع الثاني بحصوله على 89 مقعد خلف العراقية بقيادة أيّاد علاوي 91 مقعد ، ومن أجل أن يبقى رئيسا للوزراء استسلم الهالكي لإيران في ظلّ تفاهم بين واشنطن وطهران مهّد لاحقا للاتفاق النووي الذي أمكن التوصّل إليه حديثا ، فأقول استطاعت إيران إخضاع الهالكي الذي كان يريد البقاء في موقع رئيس الوزراء بأيّ ثمن كان فأصبح الهالكي ابتداء من أواخر 2010 مجرّد رهينة لدى إيران لم يعد يشبه سوى {{ حزب الله في لبنان ، أو بشّار الأسد في سوريا ، أو أنصار الله عبدالملك الحوثي في اليمن }} صارت حكومته مجرّد تابع لإيران وأداة من أدواتها في المنطقة ، وهنا السؤال فهل باستطاعة حيدر العبادي الموصوف بالضعف والتردد والمرتهن للتوافقات السياسية التي جعلت منه مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس مجلس الوزراء يعلن محاكمة الفساد والمفسدين ؟ ، محاكمة ما كان في الواقع حكومة إيران في العراق ؟

ليست المسألة مسألة فساد يعترض عليها العراقيون الذين نزلوا إلى الشارع بالرغم من التهاب حرارة الجو ، ويريدون معرفة مصير عشرات مليارات الدولارات التي تبخّرت في السنوات القليلة الماضية ، والتي لم تستطع أن تأتي لهم بالكهرباء التي كانت متوافرة في العراق قبل 2003 إلى حدّ ما وحتّى في ظل الحصار الدولي الظالم الذي فرض على العراق ، تجاوز الوضع العراقي حيدر العبادي والإصلاحات التي أقدم عليها لم تعد المسألة مسألة مرتبطة بما ارتكبه نوري الهالكي القريضي ووزراء حكومات الاحتلال وحيتان الاحزاب والكتل والتيارات التي تدعي انها اسلامية الهوى وتنتهج منهج ال البيت عليهم السلام الذين أغرقوا العراق في الفساد والطائفية والمذهبية ، ووفّر كلّ المطلوب منه إيرانيا لدعم النظام في سوريا كان هذا الدعم من منطلق مذهبي ليس إلا ، ولربمى هناك من يتسائل لماذا لا يمكن الرهان على العبادي وعلى حملته على الفساد ؟ ،

والجواب أنّه لا يمكن في أي شكل الاتكال على رئيس للوزراء في العراق يعتبر أن مرجعيته الدينية فوق كلّ مرجعيّة أخرى ، المنطق يقول أن مرجعية الحكومة العراقية هي مواد الدستور ومجلس النوّاب أوّلا منهما تستمد شرعيتها وليس من أي مكان آخر من يلجأ إلى المرجعية الدينية ولا يستحي في ذلك ، إنّما يريد تحويل العراق إلى جمهورية إسلامية أخرى تدار من النجف على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران ، هناك المرجع الأعلى السيستاني الذي تقدّم في العمر وغدا ، سيكون المرجع نائب الولى الفقيه الذي عيّنه حديثا الخامنئي ممثلا له في النجف وهذا يعني في طبيعة الحال أن الجمهورية الإسلامية في العراق ستدار من خامنئي ، أو من خليفته ، لا أكثر ولا أقلّ ولا حاجة إلى إضاعة كثير من الوقت في جدل يتعلّق بما يستطيع أن يفعله حيدر العبادي المنتمي إلى حزب الدعوة العميل بامتياز ، وهو حزب مذهبي طائفي مقيت أسسه النظام الايراني القديم وتبناه خميني لانه موطىء القدم المتقدم في العراق اليوم ، وحزب الدعوة العميل يشكّل نسخة تدعي اتباع ال البيت عليهم السلام للإخوان المسلمين في نهاية المطاف وتناولت ذلك في أكثر من مقال لانهما يؤمنان بالحاكمية التي بينها واعدها الماوردي وسيد قطب والبنا واليوم يعمل بها كل التنظيمات الارهابية التي خرجت من صلب الاخوان ، هناك انهيار للدولة العراقية أفضل تعبير عن هذا الانهيار أن يعتبر العبادي المرجعية الدينية مرجعيته ، أين الدستور العراقي ؟ أين مجلس النوّاب ؟ الأخطر من ذلك كلّه أن الإجراءات التي أعلن عنها العبادي ومجلس النواب لا تتناول من قريب أو من بعيد الحشد الشعبي ،

وهو مجموعة ميليشيات مذهبية خارجه على القانون تشكّل ألوية في الحرس الثوري الإيراني ، حلّت مكان الجيش العراقي بحجة أنّها تشكّل دعما له وان عدنا الى اصل الفتوى التي نطق بها السيستاني نجدها تنص على الانخراط المتطوعين في الجيش والاجهزة الامنية ، لكن الامر وكما اشرت استثمر ايرانيا" وتمددت المليشيات لتكون هي نواة الحشد وهيكليته والعبادي والعامري وقبلهما الهالكي وابو مهدي المهندس يصرون على ان تكون نواة الحرس الوطني تشكيلات الحشد ، وهنا السؤال يتكرر ما موقف العبادي من الحشد الشعبي الذي يخدم داعش ؟ ، ولا دور له سوى تنفيذ عمليات تطهير عرقي في العراق ؟ لا تزال تكريت شاهدا على ممارسات الحشد الشعبي التي تتلخّص بالانتقام من السنّة بحجة أن صدّام حسين كان سنّيا وأنّه من العوجة القريبة من تكريت ، تجاوزت الأحداث حيدر العبادي وحكومته وإجراءاته الترقيعية التي يراد منها الهروب الى امام ، ليس لدى الرجل أي مشروع وطني للعراق كلّ ما لديه مشروع لترقيع مشروع نوري الهالكي القريضي هذا المشروع الإيراني لا ينطلي على العراقيين الذين لا يبحثون عن الكهرباء ، ولا عن مصير عشرات مليارات الدولارات فحسب ، بل يبحثون أيضا عن مشروع وطني ينصف كلّ مواطن بغض النظر عن طائفته ومذهبه وقوميته ، مشروع يعيد العراق إلى العراقيين الاصلاء الذين تحملوا ما نتج عن الحصار الجائر والظالم والحرمان الناتج بفعله لا أكثر ولا أقلّ ولكن هل من أمل في إنقاذ العراق في نهاية المطاف أم فات أوان ذلك ؟ هذا السؤال يجيب عليه المتظاهرون بمختلف شرائحهم وامكاناتهم العلمية والمهنية من خلال الاصرار على التظاهر وتحدي كل انواع الارهاب الحكومي والحزبي الذي يمارسه ايتام القريضي عبدة الدولار والدينار تجار النخاسة بائعي كرامتهم بابخس الاثمان يرقصون على الام وجراح ألعراقيين على انغام الشعوبية والطائفية المقيتة والصفوية الجديده متناسين ان الشعب اذا يوما" اراد الحياة سيحطم كل القيود والاسوار ويلزم الزمن للاستجابه عاجلا" او أجلا"

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
لقد رأى المستعمرون فرائسا           منا وألفـوا كلب صــــيد سائبا
فتعهدوه فراح طوع بنانهــــم          يبرون أنيــابا لــــــــه ومخالبا
أعرفت مملكة يبـاح شهيدهـا           للخائنين الخادمــــــين أجانبـا ؟
مستأجرين يخربون ديارهم            ويكافأون على الخراب رواتبا





الاحد ١ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة