شبكة ذي قار
عـاجـل










لا نحتاج الى مزيد من البراهين والادلة لنثبت عنصرية النظام الايراني القديم والجديد , العلماني والديني الطائفي , فتسلط القومية الفارسية على القوميات الاخرى بات واضحا للعيان , وخاصة القومية العربية من عرب الاحواز الذين يبلغ عددهم ما بين 8-10 ملايين نسمة . ومنطقة الاحواز هي الخاصرة الشمالية للخليج العربي والمحاذية لشط العرب , ومن خلالها تجرأت ايران على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي .

منذ الفتح العربي والاحواز قطعة من الدولة العربية وجزء من ارض بلاد الرافدين – العراق , وسكانها عرب ينتمون الى عشائر عربية لها جذور في العراق وخاصة في منطقة البصرة , وفيها من الخيرات الشيء الكثير وخاصة النفط , كما انها مطلة على مياه الخليج العربي وفيها اكبر ميناء لتصدير النفط في عبادان والمحمره . ويحدها من الشرق جبال زاغروس الوعرة التي تشكل حاجزا طبيعيا بين الاحواز وبلاد فارس .

لقد تم اقتطاع الاحواز عام 1925 بمؤامرة حاكتها بريطانيا ضد حاكم الامارة الشيخ خزعل الكعبي , حيث اوهمه الحاكم البريطاني باجراء مفاوضات مع الجانب الايراني على ظهر قارب في مياه الخليج العربي , ونم اعتقاله وظل في السجن حتى مات عام 1936 .

لقد عملت سلطات الشاه على قهر العرب في الاقليم , وتهجيرهم من اراضيهم واسكان الفرس محلهم لتغيير الخارطة الديمغرافية في الاقليم , كما اجبرت العرب على تعلم اللغة الفارسية , وفرضت اللغة الفارسية في المدارس والقضاء والمعاملات الرسمية , الامر الذي اجبر العرب على تعلم اللغة الفارسية , اضافة الى تغيير اسم الاقليم من الاحواز الى الاهواز. وامعانا في التمييز العنصري فقد تولى المهمات الادارية في الاقليم عناصر فارسية , وحرمت العرب من هذه المناصب , اضف الى ذلك حرمانهم من ابسط الحقوق الانسانية الحياتية والخدمات المتعارف عليها .

وكلما طالب العرب بحقوقهم المشروعة امعنت السلطات الايرانية في قمع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم , كما قمعت الشخصيات الثقافية والسياسية التي حاولت تشكيل احزاب او هيئات شعبية للدفاع عن حقوق العرب في الاقليم .

وعودة الى عنوان المقالة فان الفرس لا يتوانون عن الاساءة الى العرب سواء من خلال الثقافة السياسية او الدينية الطائفية , ومن يرقب الفضائيات التابعة لايران واعوانها في العراق ولبنان واليمن يلحظ ذاك الكم الهائل من الدس والتشويه ضد الرموز العربية في التاريخ العربي ورموز الحاضر , ويتبع ذلك فعل على الارض بقتل العرب وتهجيرهم من اراضيهم واسكان العنصر الفارسي فيها وهو ما يحصل الان في محافظة ديالى شرق بغداد . اضف الى سيل السباب والشتائم التي تطال اصحاب الرسول محمد – صل الله عليه وسلم – وزوجاته وخاصة السيدتين عائشة وحفصه ابنتي الخليفتين الاول والثاني ابو بكر وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -. وقد عبر اكثر من معمم عن هذه الاحقاد ضد العرب عبر الفضائيات التابعة لنظام الملالي في طهران .

قبل ايام تداولت وسائل التواصل الاجتماعي موضوع اغنية باللغة الفارسية مشحونة بالحقد على العرب , وقد فتح موقع ( اهواز عربي أست ) حوارا حول هذه الاغنية , وكيف سمحت وزارة الثقافة في نظام الملالي بتداولها في الاسواق الايرانية .

اغنية تفوح منها رائحة الكراهية والحقد الدفين الذي يضمره الفرس ضد العرب , كتب كلماتها الشاعر الفارسي ( بهزاد مهدوي بخش ) , وغناها مطرب الراب ( بهزاد بكس ) , تقول مقدمة الاغنية " لم اكن يوما أحب هؤلاء أكلة الجراد " . وذلك للتعبير عن العربي , وهي كلمة توازي كلمات مثل : الحفاة , وراكبو الجمال , وأكلة الضب . واكثر ما يغيض الفرس هو ان العرب الذين ركبوا الجمال قد هزموا فيلتهم , وحطموا ايوانهم الكسروي في المدائن بالعراق .

وتعيد الاغنية امجاد الفرس ممثلة في الملك قورش , الذي يعد رمزا قوميا للفرس فتقول الاغنية " انهض يا قورش فقد بلغ بنا ليتم تهديدنا من قبل العرب " . ويجد الكاتب نموذج قورش في قاسم سليماني الذي يقود فيلق القدس الارهابي الذي له اذرع في اكثر من بلد في العالم ويقول في الاغنية " هذه هي ايران يا ايها الحمقى , هذا هو جيش قورش وليس داعش " . وهذه اشارة الى دور نظام الملالي في دعم داعش لتحقيق اغراض مخططهم التوسعي على حساب العرب .

ويتمادى الكاتب الشاعر الفارسي بصلفه وكبريائه وحقده على العرب بقوله " سنضرب رقابكم عند مقبرة قورش , وسوف تدفعون الثمن في الرياض , فمن اليوم وصاعدا بات اسمي قاتل العرب " .

حتى الحج زج في الاغنية وتحريض للايرانيين بان لا يحجوا الى مكة المكرمة . حتى لا يصرفوا اموالهم هناك وتدخل الاموال في جيوب العرب . وتدعو الايرانيين للحج في ايران بدعوى ان الله هنا وليس في مكة " يا ايها المواطن انهض لنفرض الحظر على العرب , واعلم ان الله هنا فالى اين انتم ذاهبون " .

اغنية فيها برنامج سياسي واضح المعالم ينسجم مع مخطط الملالي في استعادة الامبراطورية الفارسية التي تسيطر على معظم البلدان العربية وخاصة العراق وسوريه ولبنان واليمن , لكي تسيطر على الممرات البحرية والتحكم بحركة التجارة العالمية .

ان مخطط الملالي وبرنامجهم الثقافي العنصري ضد العرب لا يواجه بعنصرية مقابلة , لان القومية العربية ليست عنصرية , بل هي قومية منفتحة متسامحة من سماحة الاسلام الذي حمل رايته العرب ونشروا مبادئه بدمائهم الزكية , فالعنصرية لا تولد الا عنصرية مماثلة , ولكن مواجهة المخطط الفارسي المعادي لا يكون الا باحياء القومية العربية المؤمنة التي لا تميز بين الاديان ولا المذاهب ولا الاعراق ولا الطوائف . والمواجهة تستلزم من القوميين العرب ان يكونوا مخلصين لمبادئ القومية العربية , ويدركوا مكامن الخطر على الامة العربية وعلى الفكرة القومية المؤمنة . لا ان تدس راسها في التراب وتتعامى عن الحقائق البينة .

واولى خطوات المواجهة في دعم نضال اخوتنا العرب في الاحواز العربي المحتل , ودعم الحركات النضالية في الاحواز ماديا وسياسيا واعلاميا . وعلينا ان نثقف الاجيال الشابة بالاراضي العربية المحتلة سواء من الكيان الصهيوني او من نظام الملالي العنصري , فكلا الكيانيين يمارسان ابشع انواع العنصرية ضد العرب , والنضال ضدهما نضال مشروع دينيا وقوميا .





الاحد ٨ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة