يقارن البعض في منشوراتهم وكتاباتهم بين التظاهرات التي حصلت في عدد من الاقطار العربية تحت مسمى الربيع العربي وهو مسمى أثار جدلا وخلافات واسعه ولازال يثير، وبين ما يجري في العراق من احتجاجات وتظاهرات. ونحن نقول ان مثل هكذا مقارنة ومقاربة هي غير صحيحه وتطلق العنان لسلسلة من الاستنتاجات والاستدلالات غير الصحيحة بل والخطيرة قدر تعلق الامر بالعراق.
فالعراق بلد محتل احتلالا مركبا ولا يمكن ان يحصل لا ربيع ولا خريف في بلد محتل ببساطة لان فكرة الربيع هي فكرة اصلاح سياسي والبلد المحتل لا يمكن ان يدور فيه اي حديث عن أصلاح بل يجب الحديث ويتوجب العمل على ثورة تحرير واستقلال.
النقطة الثانية هي ان السلطة التي فرخها الاحتلال في العراق هي سلطة طائفية وعرقية والحديث عن اصلاحها يعني عمليا بقاء الاحتلال وافرازاته ومنتجاته ويعني الاقرار بصحة منهجها في خطه العام وهذا ممنوع وحرام وكفر .
الامر الثالث المختلف في الحالة العراقية هو وجود فصائل مقاومة مسلحة تقاتل الاحتلال والعملية السياسية الاحتلالية قبل عام انطلاق الاحتجاجات والتظاهرات في الاقطار العربية بقرابة 8 أعوام ولن تلقي سلاحها وتلجأ لأسلوب الربيع المزعوم ابدا حتى لو مرت بزمن محدود الفعاليات والعمليات وبذلك فان فعاليات الاحتجاج والعصيان والاعتصام في العراق لن يكون لها سوى معنى الدعم والاسناد للمقاومة المسلحة .
ان القبول بوصف الاصلاح بربيع او شتاء في العراق يعني اعلان شرعية سلطة الاحتلال ويعني بالتالي اسقاط المقاومة المسلحة البطلة بوصف الارهاب وهذه واحدة من الاتجاهات الممنهجة الخبيثة للإيقاع بالعراقيين وبالعراق.
اننا نساند التظاهرات ليس لأننا نريد اصلاحا فنحن لا نعترف اصلا بالعملية السياسية ولا بحكومتها المجرمة بل لأننا نأمل من هذه التظاهرات ان تدق وتسحق عظام المتبقي من هيكل سلطة الاحتلال التي نخرها الفشل والفساد والاجرام. نريد منها ان تكون منارات تعليمية للجيل الذي نشأ بعد الاحتلال وصدق زيف وكذب وتدليس المرجعية واحزابها وميليشياتها ليعود الى الوراء فيبحث في اشراق تاريخ العراق ويقارنه بظلام ما بعد الاحتلال .