شبكة ذي قار
عـاجـل










سبق لاعلامي عربي مخضرم يعيش في واشنطن ان دعا الاعلاميين العرب وخاصة وزراء الاعلام العرب والمسؤولين الكبار الى قطع راس الحية في واشنطن قبل قطع الذنب " اسرائيل " اعتقادا منه ان الولايات المتحدة هي حامية اسرائيل وممدتها باسباب القوة العسكرية والسياسية , وخير دليل على ذلك ما قاله باراك اوباما امام منظمة الايباك اليهودية وهو تكرار لما وعد به رؤوساء امريكا من قبل , بان امن اسرائيل من امن الولايات المتحدة , وان اوباما وعد بتقديم 10 مليارات دولار لاسرائيل دعما لها ولاقتصادها , كما انه وعد بيسليح الجيش الاسرائيلي باسلحة مماثلة لما تقدمه الى قوات حلف التاتو في اوروبا .

انها دعوة خيالية كما يبدو للبعض , واعتقد ان المقصود ليس تدمير امريكا لان هذا الامر ليس في مقدور العرب ولا غيرهم من غير العرب , ولكن بامكان العرب استخدام سياسة مستقلة تراعي المصالح القومية للامة العربية , وتستخدم موقعها الاستراتيجي وثرواتها الكبيرة في صالح العرب وقضاياهم المصيرية . 

ولو كان للعرب موقف موحد وسياسة موحدة حقا لكان لهم ان يفرضوا على اسرائيل بقوتها الحالية الكثير من الامور التي تبدو الان مستحيلة , ولا سيما في موضوعات الاستيطان , وتهويد المقدسات والاجراءات التعسفية ضد المواطنين العرب وخاصة في القدس الشرقية .

لقد حاولت اسرائيل اختراق المجتمعات العربية عقب اتفاقيات التطبيع الرسمية بينها وبين بعض الانظمة العربية , " كامب ديفد , اوسلو , وادي عربه " , ورغم ما عملته الاموال والرشاوى والدعاية الاعلامية , فلم تستطع اسرائيل التأثير الكبير على المواطن العربي مباشرة , بل تمكنت من استقطاب بعض الرأسماليين والتجار الجشعيين وبعض الفنانين ولاعلاميين الراكضين وراء الشهرة او المال .

بالجانب الشرقي للوطن العربي تتكرر الصورة , فهناك ذيول للحية الرقطاء الكامنة في ايران , ففي لبنان يوجد ذيل هو حزب الله , وفي اليمن ذيل اسمه الحوثي , وفي البحرين ذيل اسمه جمعية الوفاق , وفي سوريه ذيل اسمه الاسد وبطانته الطائفية , وفي العراق يوجد 34 ذيل باسماء ونعوت . وكل هذه الذيول تحارب نيابة عن الحية التي في طهران واسمها " الولي الفقيه " , ونظام الملالي القائم على دس السم بالعسل .

مكمن الخطورة في ان العرب كلهم او جلهم يعرفون الخطر الصهيوني , ويكرهون الصهاينة وينأون بأنفسهم عن التعامل معهم او الاطمئنان لهم مهما كانت وعودهم  . ورغم توقيع بعض الانظمة العربية اتفاقيات تسوية مع الكيان الصهيوني , ومحاولات هذا  الكيان تطبيع العلاقات بين العرب واليهود الصهاينة , الا أن تلك المحاولات باءت بالفشل , مع وجود بعض الاستثناءات الفردية في حقول الفن والصحافة التجارة . اضف الى ذلك ان الصهاينة يحتلون فلسطين ذات مساحة لا تتجاوز 17 الف كيلومتر مربع , من مساحة فلسطين الكلية البالغة 27 الف كم2 . في حين تحتل ايران اقليم الاحواز الذي تبلغ مساحته 345 كم2 , اي ما يعادل اضعاف مساحة فلسطين , ومع ذلك تبقى فلسطين ذات رمزية دينية وتاريخية تهم المسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء . اضف الى ذلك احتلال الجزر العربية الثلات طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى . فنظام الملالي يرفض التحكيم في قضية الجزر العربية الثلاث, رغم مطالبة دولة الامارات العربية المتحدة بإعادة هذه الجزر الى سيادتها . كما يرفض التفاهم مع الدول العربية الخليجية على تسمية الخليج .. اهو عربي ام فارسي ؟ , رغم ان كثيرا من الحكماء اقترحوا تسميته " بالخليج الاسلامي " , حلا للإشكال بين الطرفين .

ان الوضع مع ملالي ايران مختلف .  فالملالي مسلمون يدخلون من هذا الباب رغم اختلاف المذهب , , كما انهم دخلوا  اعلاميا من مدخل القضية الفلسطينية , فدعموا حزب الله في لبنان وحماس في غزة , في وقت كانت الانظمة العربية لاهية في مشاغلها الخاصة , كما استثمر نظام الملالي الملف النووي ورقة للاستقطاب الجماهيري في الشارع العربي , وصار لهذا النظام اتباع وعيون واذناب ومؤيدون ومدافعون عنه في الجمعيات وبعض الاحزاب, والحركات والمليشيات الطائفية في اكثر من بلد عربي . ورغم ذلك فان الريبة ظلت قائمة لدى العرب الطامحين الى التقدم والنهضة والوحدة من تصرفات الملالي الطائفية .لماذا ؟ .

1. ان نظام الملالي يتصرف بفوقية واستعلاء على العرب , ان لم اقل بكراهية وعقد تاريخية , تعود الى 1400 سنة ونيف , وحقد على الرموز العربية التي اطفأت نار المجوسية في بلاد ايران .

2. اطماع الملالي البارزة في الاراضي العربية  والثروات العربية , بدليل ما يجري في العراق , فرغم ان الحكومة العراقية التي يرأسها عملاء لإيران بالكامل , وينفذون  الاجندة الايرانية بحذافيرها , الا ان نظام الملالي يتصرف بحقد وطمع , حيث يسعى هذا النظام الى السيطرة على ثروات العراق المائية والنفطية , والسيطرة على السوق العراقية باغراقها بالمواد والمصنوعات الرديئة مقارنة مع اخرى من بلدان اجنبية , اضف الى ذلك ما يسرقه اذناب الملالي امثال المالكي من واردات النفط العراقي ويسلمه الى قاسم سليماني ليدير عمليات الارهاب في العراق وفي دول الجوار الاخرى . والاهم والاخطر هو اغراق العراق بالعنصر الايراني بهدف تغيير الخارطة الديمغرافية وخاصة في ديالى وصلاح الدين وبغداد .

3. السيطرة على القرار السياسي  في البلدان التي ينفذ اليها نظام الملالي , ولم  يخجل رموز النظام من التصريح بان نظامهم يسيطر على القرار السياسي في العراق وجنوب ولبنان ( تصريحات قاسم سليماني قائد قوات القدس الارهابية ) . ولا يتورعون عن الاشهار بتدخلهم في الاقطار العربية , فهذا قائد الحرس الايراني يتبجح بان قواته في لبنان والعراق وفي سوريه , ومن الواجب على حزب الله الموالي لإيران " ولاية الفقيه " مساعدة نظام بشار الاسد ردا للجميل . وانهم يسيطرون على المداخل البحرية وانهم صاروا اسياد البحار والتجارة الخارجية فيها . كما انهم يتدخلون في الشؤون العربية الداخلية واثارة الفتن فيها كما حصل في البحرين , الادعاء بأن البحرين جزء من ايران .كما يتدخلون في شؤون الدين والعمل على نشر المذهب الشيعي بالإغراء المادي او المنح الدراسية للطلاب , او الاغراء بتزويجهم بفتيات ايرانيات لضمان ولاء نسلهم لإيران والمذهب الذي يؤمنون به .

4. ما نشهده اليوم في العراق وسوريه ولبنان واليمن والبحرين والسعودية من احتراب طائفي على الارض بين سكان البلد الواحد , وما نشهده من تراشق اعلامي بين الفضائيات الموالية لهذه الطائفة او تلك , والسب واللعن على رموز الامة العربية والاسلامية , هي النار التي اشعلها نظام الملالي بين العرب والمسلمين , وهي اشد خطرا من كل المؤامرات الصهيونية السابقة .فما اشد ان يقتتل المسلمون مع بعضهم البعض , ويسفكون دماء بعضهم البعض وهو محرم عليهم هذا الفعل بأمر الله تعالى , وما افظع ان تسمع شتم زوجات رسول المحبة والسلام , او شتم اصحابه المبشرين بالجنة , وليس من فتنة اكبر من ان يبجل القاتل المجرم , ويحط من قدر العظماء الذين صنعوا مجد هذه الامة وحضارتها ( يمجد ابو لؤلؤة المجوسي ويبنى له مقام يزوره الالوف , ويحقر الفاروق العادل ) .

ان الرد على مخطط ملالي طهران لا يكون الا بالمثل , دفاعا عن الامة وعن مستقبلها ومستقبل اجيالها , وعلى القوى العربية القومية واليسارية ان تعمل على فضح من يخطط لأثارة الفتن الطائفية , وأن ينتصروا الى المعارضة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي تحررت من الظلم الذي لحق بها وزجها في لائحة الارهاب ارضاء لنظام الملالي , هذه المعارضة ترمي الى اقامة نظام مدني مسالم غير معادي للجيران , يحترم القوانين الدولية ويسعى الى تغليب المصالح الجماعية على المصالح الذاتية .  ولابد من الانتصار لعرب الاحواز والاكراد والبلوش  الذين يعانون من التهميش والاقصاء من نظام الملالي , ولابد من دعمهم ماليا واعلاميا وهم يجاهدون من اجل نيل حقوقهم التي ضمنتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية .

وان عاصفة الحزم هي اول الطريق لتحجيم نظام الملالي وقطع اذرعه الارهابية في المنطقة والعالم . ولابد للعالم ان يكون واضحا في تعاملة مع نظام الملالي , وادانته على جرائمه بحق الانسانية , سواء باعدام المئات من الرجال والنساء او زج الالوف منهم في غياهب السجون , او قمع الراي الاخر .

العالم الغربي ما زال يكيل بمكيالين , ويغلب مصالحه على الامن والسلام العالمي . ولا بد للمؤتمر العالمي يوم 13 الجاري في باريس ان يدين الصمت الغربي على جرائم الملالي , والعمل على تقديم قادته الى محكمة الجنايات الدولية .





الثلاثاء ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة