شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن المناضل الراحل إنعام الجندي طوال حياته المديدة، إلا ذلك البعثي الأصيل والنبيل، الذي يختزن بفكره ووجدانه العروبة بأنقى صورها، وهدف الوحدة العربية بكل ضروراته، والإبتعاد عن مغريات السلطة وكل مبازل الحياة.

كان الأديب في فكره العروبي، والعروبي في أدبه، منذ روايته الأولى "زمن الرعب" إلى آخرها "الجرثومة الخبيثة". كان لغوياً ضليعاً لا يشق له غبار، وشاعراً بالحداثة التي كان من اوائل من كتبها، وناقداً أدبياً لايدنو أحد من قامته.

من إيمانه بالعروبة عشق لسانها العربي، فأبدع أدباً وفكراً ونثراً وشعراً ونقداً. وتجلى في كتابه الرائع "المتنبي والثورة" الذي صوب به الإتجاه الثوري لشعر المتنبي.

كان من المؤمنين بحتمية الوحدة العربية، وبالحرية والتحرر، وبقضايا أمتنا العربية العادلة في فلسطين والعراق بعد الإحتلال. وكثيراً ماكان يلقي جام غضبه في كتاباته على أعداء أمتنا، وعلى الرجعية العربية وعلى النظام السوري.

منذ أن عرفته قبل حوالي أربعين عاماً، وإستمر الود والعلاقة الفكرية والنضالية سواء في لبنان في كل المراحل صعوبة وخطورة، وكنت أواظب على زيارته في منزله بزقاق البلاط خلال الحصار الصهيوني عام 1982 وتأمين ضرورات الحياة له ولأسرته، ولاحقاً في فرنسا عبر نضال دؤوب دفاعاً عن قضايا أمتنا العربية وخاصة فلسطين والعراق حيث تعاونا في إصدار دوريات عربية تعني بالدفاع عن ما نؤمن به فأصدرنا "الفجر الجديد" عام 1990 واستمرت حتى العدوان على العراق. ثم أصدرنا لاحقاً أسبوعية "صوت الأحرار" عام 2003 باللغتين العربية والفرنسية.

أنجز بعد إحتلال العراق الترجمة العربية لكتاب المحامي الشهير جاك فرجيس حول العدوان على العراق والتعذيب في أبو غريب، ولم نوفق بإصدره بعد رحيل صديقنا فرجيس، لعدم التوصل إلى تفاهم مع دار النشر الفرنسية التي تملك الحقوق.

أبو رائد .. المناضل العروبي، والإنسان الراقي، والأديب الرائع والكاتب المجلي .. وداعاً ..
 





الاربعاء ٢٥ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة