شبكة ذي قار
عـاجـل










أبدء وجهة نظري  بقول الجليل الاعلى الرحمن الرحيم *  ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا  *  وذلك لنتمكن انا وأنت أخي الذي تطلع وتقرأ على ماخلصت اليه  ، إن من أشد البلايا والرزايا التي أبتلينا بها كعراقيين هي التحزبات الدينية التي تمزق مجتمعنا اليوم وتقطع أوصاله النازفة ، فترى صراعاتنا ومعاركنا الداخلية هي الأشد ضراوة والأحمى وطيسًا بالرغم من وجود الخطر الاكبر المتمثل بالكيان الصهيوني والفكر الصفوي الجديد الهادف لانبعاث الامبراطورية الفارسية الغابره بوجهها المزيف الاسلام  وخاصة منهج ال بيت النبوة عليهم السلام  وما افرزته دهاليز المخابرات المعادية من اجل قتل الاسلام المحمدي والعروبة  ،  يشتد فيها النزال حتى تخال أنك في ليلة الهرير ، وتسخّر الموارد لإبقائها مشتعلة لأبد الآبدين أو يندحر الطرف الآخر أي الوطن والمواطنين  ولا أجد أننا نحتاج لسرد الأمثلة اللامتناهية لتبيين الواقع المرير الذي أوصلتنا إليه هذه التحزبات  ومما لا يخفى على اللبيب أن التحزب الديني له أصناف  متنوعة  فمنه ما هو {  ديني طائفي ، أو مرجعي ،  ومنه ما هو تحزب لأفراد معينين  كالهالكي  ، أو ابو الحسن العامري  ، أو ابو مهدي المهندس تحت عنوان الحشد الشعبي }  وهنا لا بد من أن نعي أن لهذه التحزبات مسببات ومصادركما أن لها آثارًا سيئة للغاية قد تفتك  بالأمة  والمجتمع الذين تتفشا فيهما وتعكر صفو أجوائهما  ، وان هذا الوعي المتمثل بالثورة الشعبية  التي تشهدها المحافظات العراقية في الفرات والوسط والجنوب والشعارات التي ترفعها الحشود الثائره  ونها  {{ نريد واحد يســـتحي مو ملتحي  ، باسـم الدين باكونه الحرامية  ،  دولة مدنية لادينية  .... الخ }}  

يشكل الخطوة الأولى نحو القضاء على هذا الداء الخبيث ، إذ أن معرفة وتحليل منابع الداء ومضاعفاته السلبية هو مقدمة ضرورية جدًا للتخلص منه واستئصاله ، مصادر التحزب  الديني ومنابعه كثيرة ومتنوعة ولكنها في الغالب ترتكز على أسباب تتعلق بنفس الإنسان وسريرته ، لأنه مهما كانت العوامل الخارجية حول الإنسان فإن نفسه هي من تلعب الدور الأكبر في كيفية تجاوبه مع هذه العوامل والضغوط الخارجية  وهنا التركيز على بعض مصادر التحزب الديني  لنعرف كيف نتعامل مع كل واحد منها سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو الأمة ككل ، لنتجنب الوقوع في التحزبات السلبية ونقلصها قدر الإمكان ، الحاجة النفسية لكل فرد للشعور بـالإنتماء والتميز وعادة ما يقود الإنتماء لمجموعة ما للشعور بضرورة تميز وتفوق هذه المجموعة على غيرها ، وهذا في حد ذاته ليس مشكلة ولكن المشكلة هي عندما تخرج الأمورعن حدها وتتحول المسألة إلى الاعتقاد بالتفوق المطلق ومحاولة النيل من انتماءات الآخرين فهنا تبدا الشرارة الأولى فلماذا يحصل هذا يا ترى ؟ ،

والاجابة ببساطه  من اجل ابعاد الرقابة  والتشخيص للخطأ والمحاسبة والمسألة بالنقد البناء  تكون نزعة التفرد بالساحة  وعدم اعطاء الفرصة والدور للاخرين وهذا ما انتهجه حزب الدعوة العميل منذ ان قدم على ظهر الدبابه الامريكية  ان كان في داخله او مع شركائه بالجريمة  كالمجلس الاعلى  والتيارات والحركات  الاخرى  ،  وان هذه المسألة تعرض لها علماء النفس والاجتماع بالبحث والملاحظة -  فعندما يبحث الإنسان عن الإنتماء فإنه مستعد لأن يتوسل بأتفه الأسباب ليقنع نفسه بأنه ينتمي للمجموعة المميزة التي لا ينتمي لها إلا مجموعة من البشر بمواصفات خاصة  ولكنه في بعض الأحيان يحاول التملص من هذه المجموعة إن فقدت ما يجعلها المميزة  والاعتقاد أن الجماعة التي تنتمي إليها هي بيضاء بلا سواد وأن الجماعات الأخرى هي سواد بلا بياض ، نتيجة الاعتقاد بالتفوق المطلق  ، أو بكلمة أخرى الاعتقاد بأنه خير مطلق ، ومن يخالف فهو شر مطلق ،  وهنا السؤال  الضروري والمهم  فهل وصلنا لدرجة العصمة الكبرى والاصطفاء الإلهي لنعتقد بهذا  ؟  -  ، هذا يظهر بشكل جلي عندما يعتبر أن جميع ما يصدر من الحزب او الحركة  او التيار او المنظمة هو إنجاز كبير وصواب  ، وأن ما يصدر من الجماعات الأخرى المتعارضة هو خطأ وإخفاق بل الامر من ذلك عندما يتم التعامل بذات العقلية مع  القيادات او القواعد عندما ترى التزامها بالحياة الديمقراطية داخل الحزب سلوب عمل  واجب التقيد به والتنفيذ  وحتى عندما يكون إنجازها مما لا يمكن نكرانه ،  لكن المضحك المبكي فإننا نميل لإقناع أنفسنا ومن حولنا بأن هذا ما هو إلا استثناء شاذ عن القاعدة هذا المنطق فيه ظلم كبير للآخرين  وخداع لعقولنا عندما نتعامى عن سلبياتنا وإيجابيات الآخرين ،

كما أنه يتضارب مع قوله تعالى *  ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا  *  و { الشنآن هو العداوة }  ،  وقوله تعالى  *   ولا تبخسوا الناس أشياءهم *   ،  وتحويل الاختلاف إلى خلاف  ، هناك فرق بين اختلاف وتعدد الآراء وطرق العمل وهو أمر إيجابي يساعد على استخراج الفوائد من كل واحد منها وتجنب مساوئه مما يقود للتكامل والتعاون ، وبين التعصب الذي لا يطيق سماع الطرف الآخر إطلاقًا ، ويحول ذلك إلى اختلاف ومواجهة وعداوة والاعتقاد بأن الصواب والخطأ معزولان تمامًا ولا يتجزآن ، فعندما يكون طرف ما مصيباً فإنه لا بد أن يكون الخطأ من نصيب الطرف الآخر بنسبة 100%  ، ولا مجال لأن يكون الصواب والخطأ متوزعان على عدة أطراف بنسب متفاوتة تحثنا عن التعاون سوية لاستخراجهما من كل الأطراف لمضاعفة الإيجابيات والقضاء على السلبيات  طريق الخلاف هذا ليس له إلا نهاية واحدة هي { خسارة الجميع } التي يوقن بها كل من يتأمل في تاريخ البشرية الممتد لآلاف السنين ، ولكن للأسف يبدو أن البشر لا يأخذون العبر ولا يتعلمون الدرس أبدًا وخاصه من يدعون انهم مؤمنون وسائرين على منهج النبي صل الله عليه واله  وال البيت عليهم السلام بل انهم يقولون عكس ما يفعلون ويدعون ، الشعور بالاستهداف والتضييق  وهذا ما يحفز الإنسان للقيام بعمل دفاعي مضاد وربما يكون استباقيا  ، فيكون جل اهتمامه وتفكيره منحصرًا في مصلحة الجماعة الخاصة المستهدفة دون الالتفات لمصحلة الجميع  ،  

تغييب العقل وصوت العقلاء من داخل الجماعة وخارجها  ، وأخطر نتائجه على الإطلاق هي رؤية الباطل حقا والحق باطلاً ، لتحزب المضاد  حيث تسعى –  في كثير من الأحيان  -  الفئة التي يمارس التحزب ضدها للدفاع عن نفسها مستخدمة نفس السلاح التي طالما اشتكت منه وصرخت بعدم شرعيته ومخالفته للعقل والإنصاف  ! وهذا مما يزيد الوضع سوءً ، ويخلق مصدرًا لتحزبات جديدة ربما تكون أقوى من القديمة ، وهكذا ندخل في دوامة لا يعلم نهايتها وما ستؤول إليه إلا الله   صعوبة التخلص منه حيث يربي كل جيل الجيل الجديد الذي بعده على هذه النفسية  ، وربما يكون الجيل الجديد أشد تعنتا من الجيل القديم لأنه يتعصب لأسباب لا يعرفها تمامًا ولأحداث لم يعايشها بنفسه وإنما سمعها من طرف واحد فقط  خسارة الجميع كمجموعة كبيرة ، فكما هو معلوم أن { الكل أكبر من مجموع أجزائه } اي ان الوطن والشعب أكبر من المحافظة او عدد من المحافظات  وفئة او طائفة  أو مكون  وهناك بعض الربح المؤقت لمجموعة معينة تظن أن التحزب الديني  لن يضرها بل بالعكس ربما يزيدها تألقًا  ،

إلا أنها في حقيقة الأمر تظل خاسرة في النهاية لأنه كان يمكنها أن تحقق ربحا أكثر لو تعاونت مع البقية -  وان واقع  المواطنين المتخذين من منهج ال البيت  وسيلة وطريقة لعباداتهم ومعاملاتهم  والمخدوعين بشعارات رفع المظلومية اليوم هم  الحيز الاكثر وجعا" وايذاءا" في العراق بسبب من هم متسلطون عليهم باسم المذهب  والمظلومية  -  ولأنه عندما يخسر الآخرون فإن ذلك سيقودها كمجموعة -  بشكل أو بآخر -  للخسارة المباشرة استفحال الأخطاء نتيجة الابتعاد عن انتقاد الفئة المتحزب لها مما يؤدي لانعدام التجديد والإبداع والتعلم من الأخطاء وعدم تكرارها ، فيقود الفئة للشيخوخة والعجز عن تحقيق ما يطمح له من ينتمي لها وربما تواجه بذلك نهايتها  ،  هذه العملية قد تكون تلقائية ولا شعورية أحيانًا لأن عقل الإنسان يميل لتصديق ما يريد الإنسان تصديقه ويلتفت لذلك بكل سهولة ولكنه لا يلتفت لما يخالف هواه إلا عند حدوث صدمة قوية عدم معرفة الأخطاء يؤدي إلى عدم معرفة نقاط القوة كذلك ، لأنه بهذا المنطق كل ما تقوم به المجموعة هو من نقاط القوة  وبذلك لا يمكن تركيز الموارد والجهود على نقاط القوة الحقيقية وتنميتها  وهذا ما يجعلها تخسر نقاط قوتها الفعلية إضافة لما تخسره بسبب نقاط ضعفها ، لأنه لا يمكن لأي جماعة مهما كانت مميزة وقوية أن تكون الأفضل في كل الأمور وتشتت ما تملكه من قدرات على كل الأمور بما فيها الأمور التي لا تستطيع النجاح فيها  وهل توجد خسارة أكبر من هذه الخسارة  ؟  ، 

وهل يقبل أي شخص مخلص لجماعته التي ينتمي إليها ويتحزب لها ويحبها أن يقودها تحزبه وأمثاله لهذا المصير المأساوي ؟  ، هذه الاسئله  تطرح امام الذين اغتروا بالشعارات البراقة التي رفعتها الاحزاب  والتيارات والحركات الدينية  المتأسلمه  حقيقة" وليس المسلمة  ،  وهاهو التاريخ يحدثنا عن تنازع ملوك الطوائف في الأندلس وتحزبهم ضد بعض  ، بل وباستعانتهم بالعدو ضد الأخ المختلف –  وهذا ما يفعله بعضنا في هذه الأيام - ، فما كانت نهايتهم  ؟ وهل فرق العدو بين جماعة وأخرى  ؟  وهل خسرت مجموعة دون أخرى لضعف الأولى وقوة الثانية ؟  فالعراق اليوم يأن تحت وطىء المحتليين  الشريرين  الذين يريدان قتل جدوة الحياة والبقاء لدى العراقيين  ومن هنا كانت المليشيات الوقحة التي تقودها ايران  لتكون هي الدولة  والحكومة  والاخرين ماهم الا السامعون المطيعون لاحول ولاقوة عندهم  سوى الاستسلام والياس وقولي هذا  لم يكن بعيدا" عن الواقع بل ما حصل في شارع فلسطين وقبله منطقة الحبيبية  في عاصمة الدولة العراقية  ماهو الا بداية لشرعنت السلوك المليشياوي والاماهو تفسير وردة الفعل لحكومة الاحتلال عندما يخرج مجموعة من الارهابيين المرتبطين بالخارج والمتمردين على  القانون والمرجعية  الدينية في النجف  مهددين ومتوعدين  لما يسمى بمجلس النواب  بعدم تمرير قانون الحرس الوطني  تمهيدا" لايجاد الالية التي  تجعلهم هم القوة الفعلية والقيادة التي يراد لها ان تكون واجهة العراق  والاخرين بالرغم من ملاحظات الوطنيين بشأنهم أن يكونون خريع  الخضرة لايهشون ولاينشون  سيدهم قاسم سليماني ومن يخلفه الى ابج الابدين ومن هنا  ألم يكن من حق العراقيين الوطنيين ان يعملون من اجل عراق خالي من الاحزاب الدينية  بكل انواعها والوانها وشعاراتها  ؟

ألله أكبر    ألله أكبر     ألله أكبر

العزة والحرية والسيادة للعراق

وليخسأ الخاسئون




الاحد ٢٩ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة