شبكة ذي قار
عـاجـل










ممارسات ملالي الفرس ستكون وصمة عار في جبين الاسلام السياسي الذي صمم على تطويع الاسلام ليخدم أهدافه القومية الشوفينية ، بعيداً عن سماحة الدين وتعاليمه الأخلاقية ، التي لا تقوم على التمييز العنصري ولا الطائفي ولا القومي ، ولكنها في ثقافة الملالي ، تقوم على كل هذه الموبقات اللاأخلاقية ، فيها تمييز بين الطوائف ذات الدين االواحد ، وفيها تمييز بين أتباع هذا الدين وذاك ، وفيها تمييز عنصري واقليمي وعرقي ، مزقت المجتمع ، ودمرت نسيجه الاجتماعي لصالح أهدافها الطائفية والعنصرية .

ماذا أبقى الملالي من الدين في اصطفافهم باتجاه تأييد ومناصرة هؤلاء المجرمين في حق الإنسان والإنسانية على أرض العراق وسوريا تحديداً ، فماذا أبقت حكومة المنطقة الخضراء لغيرها من المجرمين في ممارساتها الإجرامية التي طحنت العراق، ودمرت بنيته ، ومزقت نسيجه الاجتماعي ، وسرقت ثروته ، وجعلت منه جثة هامدة ، وهاهي سوريا تلعق جراحها ، تمزقت أوصالها ، فبات السوري ما بين قتيل وشريد ولاجئ ، يبحث عن الأمن والأمان في بلاد الله ، عله يجد ملاذاً له للعيش بكرامة ، بحثاً عن لقمة عيش مغموسة بالذل والمهانة ، مواطنون لم يطيقوا العيش في بلادهم فهربوا لبلاد الله ، علهم يجدوا من يكون رؤوفاً بهم في دنيا غير دنيا وطنهم ، وبعيداً عن المتفجرات التي تحصد الأطفال والنساء والشيوخ ، وبعيداً عن جرائم التنظيمات التكفيرية و الارهابية.

ملالي الفرس المجوس ما بين دموية سلطة المنطقة الخضراء في بغداد المكلومة ، والعنف الدموي الجاري على الأرض السورية، تحت راية الطائفية المجوسية التي أصابها الهوس أن في مقدورها بالتحالف مع الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية تستطيع أن تعيد مجد امبراطورية اندثرت ، ولا يمكن أن يكون لها وجود بعد أن اصابها العطب في عقلها وتفكيرها ، وجاء الاسلام ليغسل هذا العفن الذي كانت تدين به ، وكان دور العرب في اهداء شعوب ايران هذا الاسلام الذي انار الطريق للكثيرين منهم، فما نالهم على ذلك غير الحقد الفارسي ، حتى جاءت المجوسية وصممت على تدمير الدين من الداخل بهلوسات أشبه بهلوسات بني صهيون ، الذين التقوا واياهم على مواجهة العقل والحق والخير والجمال التي ارادها الله سبحانه من هذه الرسالة الخالدة إلى يوم الدين ، فالتقت مصالحهم ، وباتت أهدافهم واضحة في التكالب على العرب وجوداً و أرضاً وثروة تحت المظلة الامريكية .

ما الفرق بين سلطة حزب ولاية الفقيه الذي يدين به الملالي ؟ ، وما كان باباوات اوروبا تدين به في العصور المظلمة ، التي حولت اوروبا إلى ظلام فكري دامس ، عطلت فيه الحياة الفكرية ، وأوقفت العقل الإنساني عن العمل ، ودمرت الحياة البشرية ، ليتسنى لهؤلاء الباباوات أن يركبوا البشر ، ويسوقوهم لخدمة مصالحهم الخاصة ، فهاهو حزب ولاية الفقيه الذي يدين أتباعه لسلطة المرشد المتمثل بخامئيني طهران ، فعلى نفس المنهج ، وعلى نفس الفكر والعقيدة التي سار عليها باباوات القرون الوسطى ، وبنفس الاسلوب يسير الاتباع والمناصرون والمؤيدون ممن جندتهم سلطات ملالي طهران ، فعميت أبصارهم ، وفقدوا البصيرة للتفكر فيما هو صحيح ، وفيما هو غير صحيح .

دموية القتل في بغداد ودمشق مصبوغتان بتوجيه الملالي ، ممارسات مغموسة بالدم ، والعمل على تدمير الحياة الإنسانية في العراق وسوريا لخدمة نظام طهران المتخلف في الفكر والعقيدة والسلوك ، فهو يملك عقيدة معادية للبشر ، ويمارس القتل والتدمير للحياة الإنسانية ، فالطائفة فوق كل اعتبار ، وهي متقدمة على الوطن والمجتمع ، فالولاء للطائفة قبل الولاء للوطن ، واتباع تعاليم المرشد في حزب ولاية الفقيه متقدمة على المصلحة الوطنية ، فقد تم اختزال الوطن بالطائفة ، وتم اختزال الطائفة بتوجيهات وتعاليم المرشد ، فلتسحق الأوطان ، وتدمر الشعوب ، وتلغى الحياة الإنسانية ارضاء للسيد المرشد الذي يأمر ويطاع دون نقاش ، أو اعترض ، وحكومتي بغداد ودمشق تنفذان دون مناقشة ، وقد سقط الملالي فيما بين دموية القتل والتشريد في العراق وسوريا .

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ٨ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة