شبكة ذي قار
عـاجـل










الله جل علاه ورسوله صل الله عليه واله وسلم يؤكدان على وجوب الوحدة والتحابب بين ابناء الامة ، الا أن الافكار التي تم زرعها في الجسم العربي الاسلامي والمتخذه من الاسلام ستار وبرقع للوصول الى اهدافها والاجندة التي تم انشائها من اجلها استهدافا" للاسلام المحمدي والنهضة القومية تحت عناوين { جماعة الاخوان المسلمين ، وحزب التحرير } ، وما خرج عنهما لاستيعاب الفكر الطائفي الشعوبي كحزب الدعوة العميل وما خرج منه في العقد السادس من القرن المنصرم وأن تسيس الدين الاسلامي بدعة ،

لأن الله عز وجل ساقها مساق الذم في مواضع كثيرة من كتابه الكريم ، ونهى عنها رسول الله صل لله عليه وأله وسلم وحذر منها في أحاديث كثيرة في ذم التفرق والتعصب والتحزب ، هو ماجرى عليه سلفنا الصالح أل بيت النبوة عليهم السلام والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة الدين رضي الله عنهم وارضاهم أجمعين ، الاخوه المتابعين والمطلعين على ما اكتب اتوقف عند رمزين اسلاميين بعد النبي محمد بن عبد الله العربي القرشي صل الله عليه وأله وسلم { فهذا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام يطلق الدنيا لانها دار فناء وبلاء بغرورها ونزواتها وفتنتها ، وبعهده الى مالك الاشتر عند توليته على اليمن وما وجب عليه اتباعه مع الرعية وعدم التحزب وجعل البطانه هي التي تسير الامور ، وعهده الى محمد بن ابي بكر عندما ولاه مصر وما عليه ان يتبع ويسمع ويطيع ، والخليفة الاول أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول إنما أنا مثلكم ، وإني لا أدري لعلكم ستكلفوني ما كان رسول الله صل الله عليه وأله وسلم يطيقه ، إن الله اصطفى محمداً على العالمين ، وعصمه من الآفات فإن استقمت فتابعوني وإن زغت فقوموني } ، وعبدالله بن مسعود يقول اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ، وهذا عبدالله بن عمر يقول كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ،

وقال عبدالله بن مسعود ايضاً للقوم الذين أتى عليهم في المسجد وقد تحلقوا ومعهم حصى يعدون به التسبيح والتكبير والتهليل ، قال لهم عدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيئاً ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صحابة نبيكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة ، قالوا والله يا أبا عبدالرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لم يصبه ، وكتب عمر بن عبدالعزيز لعدي بن أرطأة حين كتب إليه يستشيره في بعض القدرية فقال {{ أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة نبيه صل الله عليه وأله وسلم وترك ما أحدث المحدثون فيما قد جرت به سنته ، وكُفُوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطإ والزلل والحمق والتعمق ، فارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم ، فإنهم على علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ،

وهم على كشف الأمور أقوى وبفضل كانوا فيه أحرى فلئن قلتم أمر حدث بعدهم ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سنتهم ورغب بنفسه عنهم إنهم لهم الاسبقون فقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي وعن مجاهد في قوله - ولا تتبعوا السبل - قالوا البدع والمشتبهات }} وعن عبدالرحمن بن مهدي قال سئل مالك بن أنس عن السنة قال { هي ما لا اسم له غير السنة وتلا * وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله * قال بكر بن العلاء يريد إن شاء الله حديث ابن مسعود أن النبي صل الله عليه وأله وسلم خط له خطاً وذكر الحديث فهذا التفسير يدل على شمول الآية لجميع طرق البدع لا تختص ببدعة دون أخرى وعن الحسن قال خرج علينا الخليفة عثمان عنه يوماً يخطب فقطعوا عليه كلامه فتراموا بالبطحاء حتى جعلت ما أبصر أديم السماء ، قال وسمعنا صوتاً من بعض أزواج النبي صل الله عليه واله وسلم فقيل هذا صوت أمهات المؤمنين قال فسمعتها وهي تقول { قد برئ رسول الله صل الله عليه وأله وسلم ممن فرق دينه واحتزب وتلت قول الله * إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ * } ،

قال القاضي إسماعيل أحسبه يعني بقوله أم المؤمنين أم سلمة وأن ذلك قد ذكر في بعض الحديث وقد كانت عائشة حاجة في ذلك الوقت.قال القاضي{{ ظاهر القرآن يدل على أن كل من ابتدع في الدين بدعة من الخوارج وغيرهم فهو داخل في هذه الآية لأنهم إذا ابتدعوا تجابوا وتخاصموا وتفرقوا وكانوا شيعاً }} وخرَّج ابن وهب عن ابن مسعود أنه قال { عليكم بالعلم فإن أحدكم لايدري متى يفتقر إلى ما عنده وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم ، فعليكم بالعلم وإياكم والبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق - والمراد بالعتيق العلم الأول الذي جاء عن النبي صل الله عليه وأله وسلم وأصحابه وعنه أيضاً القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة } وعن حذيفة أنه قال يا معشر القراء استقيموا لإن استقمتم فقد سبقتم سبقاً بعيداً ولئن أخذتم يميناً وشمالاً فقد ضللتم ضلالاً بعيداً ، وعنه أيضاً أخوف ما أخاف على الناس اثنتان - أو يؤثروا ما يرون على ما يعلمون ،

وأن يضلوا وهم لا يشعرون - ، قال سفيان صاحب البدعة وخرَّج ابن وهب عن ابي إدريس الخولاني أنه قال { لأن أرى في المسجد ناراً لا أستطيع إطفاءها أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها } وعن الفضيل بن عياض اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة لسالكين ، وإياك وطريق الضلالة ولا تغتر بكثر الهالكين ، وعن أيوب السختياني ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً ، وعن ابن المبارك قال اعلم أي أخي أن الموت كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكوا وحشتنا وذهاب الإخوان وقلة الأعوان وظهور البدع وإلى الله نشــــكوا عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة وظهور البدع وخير القول ان نقول {{ اللهم اعصمني بدينك وبسنة نبيك من الاختلاف في الحق ومن اتباع الهوى ومن سبل الضلالة ومن شبهات الأمور ومن الزيغ في الخصومات }} ومن كلام عمر بن عبدالعزيز الذي عني به وبحفظه العلماء وكان يعجب مالكاً جداً قوله { سن رسول الله صل الله عليه وأله وسلم وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شئ خالفها ، من عمل بها مهتد ، ومن انتصر بها منصور ،

ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وبئس المصير } وخرَّج ابن وهب عن ابن عباس أنه قال من رأى رأياً ليس في كتاب الله ، ولم تمض به سنة من رسول الله صل الله عليه وأله وسلم لم يدر ما هو عليه إذا لقي الله عزوجل وعن أبي العالية ـ رحمه الله ـ قال {{ تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وعليكم بالصراط المستقيم ، فإنه الإسلام ولا تحرفوا يميناً ولا شمالاً ، وعليكم بسنة نبيكم وما كان عليه أصحابه... وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء }}، فحدث الحسن بذلك فقال {{ رحمه الله صدق ونصح خرجه ابن وضاح وغيره وكان مالك كثيراً ما ينشد:وخير أمور الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع }} وفي بيان مساوئ الحزبية الدينية لقد استعرضنا بعض الآيات والأحاديث التي نهى الله فيها ورسوله عن الاختلاف والتفرق والتحزب وذم أهل هذه الصفات كقوله تعالى * إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ * وقوله تعالى * ولا تكونو من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً * وكقوله تعالى * وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله * و قول النبي صل الله عليه وأله وسلم {{ فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم }} وقوله صل الله عليه وأله وسلم {{ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ،

فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة }} ، فهل ترى أن نهى الله عزوجل عن التفرق والتحزب والتشيع وذم أهل هذه الصفات والتحذير من طريقتهم كان عبثاً أو أنزله الله عزوجل وقاله رسوله صل الله عليه وأله وسلم ليكون ضرباً من ضروب التسلي أو ليكون حديثاً عابراً من أحاديث السمر ؟ كلا ثم كلا إن القرآن كله عظات وعبر وأوامر ونواهي وأخبار عن العصاة وعواقب العصيان السيئة في الدنيا والآخرة بالإخبار عما يصيبهم في الدنيا من قوارع واستئصال وما ينتظرهم في الآخرة من عذاب أليم وأنواع انتقام ونكال وإخبار عن المؤمنين أهل التصديق والأعمال الصالحة وما يحوزونه ويحرزونه بإيمانهم وأعمالهم ومتابعتهم للرسل من عز ونصر وفتوح وغلب وإدالة لهم على غيرهم وما سيلقونه في الآخرة من أمن واطمئنان وفرح واستبشار وعيشة راضية في جنان عالية قطوفها دانية ونعمها متوالية يبقون فيها بقاء الأبد ويخلدون فيها بلا انقطاع ولا زوال ، فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ما هي إلا ريحانه تهتز ونهر مطرد وثمرة ناضحة وقصر مشيد وأزواج حسان لأنهم آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ، فأين أنتم يا اتباع ولاية الفقيه التي لم يرد عنها اي قول او حديث او نصيحة بل انها خروج متعمد على الدين بل ماهي الا نسخه تغيرت فيها بعض العناوين والمصطلحات من مفهوم الحاكمية

يتبع بالحلقة الثانية





الجمعة ١١ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة