شبكة ذي قار
عـاجـل










أن يتم تحالف رباعي بين روسيا وايران والعراق وسوريا اكذوبة روسية ايرانية لا يمكن لها أن تنطلي على أبسط مراقب سياسي ، لأن دولتي العراق وسوريا لا دور لهما على أي صعيد لا الامني ولا العسكري ، ولا حتى الوجود الفعلي على الأرض ، وأن ما يدير أمور الدولة في كل من العراق وسوريا هي ايران بشكل مباشر أو غير مباشر ، فالتحالف الفعلي بين روسيا وايران على حساب العراق وسوريا .

العراق وسوريا مجرد ساحة للعمليات الروسية والايرانية في الاستحواذ على ما في القطرين العربيين ، وإنتظار المشاركة في اقتسام الكعكة لما ستؤول إليه الأمور على الأرض السورية تحديداً ، بعد الوصول بقرار أمريكي روسي لإنتهاء نظام بشار الأسد، وأما ايران فلن تتردد لحظة في بيع النظام السوري في سبيل تحقيق مصالحها، وهاهي تركيا تسرح في شمال سوريا دون أن تنبس ايران بكلمة واحدة .

الأمريكيون ليسوا جادين برحيل الأسد ، فلو كانت هذه نواياهم لسقط النظام السوري في تطبيق سياسة مناطق حظر الأجواء السورية ، وحرموا النظام من استهداف المواطنين بالبراميل المتفجرة ، وإنتهى ما يملكه من استخدام الجو في الصراع ، بعد وهن دور الجيش العربي السوري عسكرياً ومعنوياً على الأرض ، ولولا عمليات القصف لزادت مساحات الأرض التي فقدها النظام ، وباتت سوريا ليست تحت سيطرته ، ومع ذلك فقد النظام مساحات واسعة من الأرض السورية لصالح التنظيمات الارهابية .

ايران وروسيا حليفان ، والعراق فاقد السيطرة على مقدراته وصناعة قراراته ، وسوريا النظام لا يملك من أمره شيئاً في ظل النفوذ الايراني ، فعن أي تحالف يتحدث الروس والايرانيون مع العراق وسوريا ، ودخول الروس في الوضع السوري بهذه السرعة بعد أكثر من أربع سنوات من الصراع على الأرض السورية ، هو لشعورهم بأن الامريكان لا يريدون للصراع الدائر على الأرض السورية أن ينتهي، والامريكان مع نظام بشار المهترئ ، لأنه ليس في مقدورهم أن يضمنوا ولاء أي نظام قادم في سوريا أكثر من ولاء النظام القائم ، وليس هناك من نظام أفضل من النظام السوري في خدمة المصالح الصهيونية ، فالجولان جبهة آمنة ، وتهويدها على قدم وساق ، والأجواء السورية مستباحة من الطيران "الاسرائيلي" ، وما زلنا منذ خمسين عاماً تقريباً ونحن نسمع ذات العبارة، أن النظام يحتفض بحقه في الرد في الزمان والمكان المناسبين ، وأما ايران وحزب الله فالعلاقات الايرانية والامريكية الصهيونية أكدت أن الجعجعة الكلامية التي يتمتع بها نظام ايران لا تؤثر على مصالح امريكا و"اسرائيل".

الروس والايرانيون يتكاذبون في اعلان التحالف الرباعي ، فهو التقاء مصالح روسية ايرانية على حساب كل من العراق وسوريا ، والروس يبحثون عن موطئ قدم لهم في سوريا لقناعتهم أن النظام السوري قد فقد دوره وإنتهى ، ولابد أن يكون لهم حصة في اقتسام الكعكة السورية عند الجلوس مع الامريكان على طاولة المفاوضات، لبحث الوضع في سوريا ومصير بشار ، والورقة السورية فرصة للروس لابتزاز الغرب في عملية الصراع في اوكرانيا والعقوبات الاوروبية .

الوضع في العراق بات يزلزل الأرض تحت أقدام عملاء المنطقة الخضراء ، وايران تعي مغزى بعض الشعارات في مظاهرات الجمعة في المدن العراقية ، حتى المرجعية الدينية باتت في مواجهة الجماهير الشعبية التي اتهمتها صراحة بما وصل إليه العراق من فشل وفساد ، والوضع في سوريا يسير في غير صالح النظام ، فهو يفقد كل يوم مساحة من الأرض السورية ، وفقدان لمعنويات جنود الجيش ، حتى الهروب من الجندية وعمليات التجنيد في حرب باتت غير مقنعة للمواطن السوري ، الذي لايمكن أن يفضل البقاء على النظام على حساب فناء الشعب وتدمير الوطن .

روسيا وايران تلعبان لعبة المصالح ، فهما تريدان تحقيق مصالحهما ، وليس للعراق أو سوريا أي علاقة في هذه المصالح ، لأنهما لا يملكان من أمرهما شيئاً ، والتحالف الرباعي تكاذب روسي ايراني ، وهوتحالف ثنائي ، فهل يملك أي من النظامين الجرأة في رفض تعليمات المرشد الأعلى في طهران ؟ ، وهل يملك بشار رفض الطلب الروسي ؟ ، بأن تقوم الحكومة السورية بطلب رسمي من روسيا بالتدخل لمساعدة سوريا، والروس يريدون من هذا الطلب لاخراج مسرحية التدخل بمخرج رسمي ، في أن التدخل الروسي جاء بموافقة الحكومة السورية الشرعية على غرار حكومة كرامل والتدخل السوفييتي في افغانستان ، وإن كانوا على يقين أن المخرج لا يملك الحدود الدنيا من أبجديات أمر الاخراج ، لأنه فاقد للسلطة على الأرض ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، وليس أمام الجماهير العربية في كل من سوريا إلا مواصلة النضال لاسقاط نظامي الحكم، واقامة حكم وطني قومي عربي يؤدي إلى هزيمة ايران ، وهروب روسيا من المستنقع الذي وضعت نفسها فيه، حتى تتعلم أن الهزيمة في الوطن العربي أشد قسوة من الهزيمة في افغانستان.

dr_fraijat45@yahoo.com
 





السبت ١٩ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة