شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس جديداً ما اكتشفته الحكومة البحرينية من التدخل الايراني في الشأن الداخلي البحريني ، والعمل على تجنيد العملاء لاحداث القلاقل ، والقيام بالتفجيرات ، واستهداف الأمن الوطني للدولة ، ولن تكون الأخيرة في طرد القائم بالأعمال الايرانية من المنامة ، وسحب السفير البحريني من طهران مادام حكم الملالي قائم ، يمارس الدور السياسي على رغم من تطلعات الجماهير الايرانية والشعوب والأقليات التي تشكل المكون الايراني .

ايران أعلنت أطماعها في البحرين منذ زمن الشاه ، وأسدل الستار على هذا الملف بعد استفتاء شعبي ، حظي بالأغلبية نحو الاستقلال ، ورفض المطالب الايرانية ، وأقيمت علاقات بين الطرفين ، وايران الشاه الذي كان يمثل شرطي الخليج العربي لصالح السياسة الامريكية قد قام باحتلال الجزر العربية الثلاث " أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى " التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة ، وفي حينها رفضت المعارضة الايرانية بمجملها هذا التصرف من حكومة الشاه ، وعندما جاء ملالي الفرس للسلطة رفضوا التخلي عن الجزر ، وأعادوا إحياء المطالب الايرانية بالبحرين، وبدأوا بممارسات التدخل والتآمر كما هي سياسة الملالي في عموم المنطقة إن في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن ، وتحولو إلى شرطي الخليج الوظيفة التي كان يقوم بها الشاه ، لا بل أكثر حمقاً وصلافة وأسوأ سياسة في تاريخ العلاقات العربية الايرانية .

السياسة الايرانية في المنطقة لا تخدم إلا السياسة الصهيونية ، فضعف الدول العربية والعمل على تمزيقها بالحروب الطائفية التي تدعمها ايران تصب في مصلحة "اسرائيل" ، فليس هناك خطر على الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة أكبر من خطر الوحدة العربية ، وفي حده الأدنى التنسيق العربي ، فلو لم تكن حكومة طهران في خدمة الامبريالية والصهيونية لسعت لخلق تكتل عربي اسلامي في وجه الأطماع الصهيونية ، تمهيداً لتحرير كامل التراب الفلسطيني .

لن يستطيع العرب الوقوف في وجه الكيان الصهيوني في ظل وجود نظام ايراني طائفي ، يسعى لتمزيق الوطن العربي في الحروب الطائفية ، إلى جانب وجود نظام اسلامي عثماني مازالت له الأطماع لإحياء الامبراطورية العثمانية ، التي اندثرت كما اندثرت الامبراطورية الفارسية ، إلا أن الممارسات الفارسية باتت أشد خطراً من النوايا التركية ، وهي تلتقي مع المصالح الصهيونية ، وبمعنى أدق تلتقي مع "اسرئيل" وأهدافها في المنطقة تحت المظلة الامريكية .

على الدول العربية وبشكل خاص دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أن تعيد النظر في سياساتها باتجاه ايران ، فتنحو باتجاه سياسة الهجوم بدلاً من سياسة الدفاع ، وعلى الرغم أنها قد بادرت بعاصفة الحزم في اليمن ، إلا أن المطلوب التوجه نحو الداخل الايراني ، في دعم حركات الشعوب الايرانية الثائرة على حكم الملالي ، وتمد يد العون لها بكل ما تستطيع ، لتحقيق مطالبها المشروعة التي هي بلا شك تصب في خندق التخلص من حكم الملالي العدواني ، إلى جانب مد يد العون لحركة المعارضة الايرانية في نضالها المشروع ضد نظام الدولة الاسلامية، وعقد اتفاقيات معها على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للجانب العربي والجانب الايراني ، مع العمل الجاد في دعم المقاومة العراقية بشكل خاص ، ومحاربة نفوذها في سوريا ، فهزيمة الملالي في العراق مقدمة لهزيمة مشروعهم العدواني في المنطقة العربية .

ايران وسياساتها في الوطن العربي تسعى جاهدة لتقاسم النفوذ مع "اسرائيل" ، وما الجعجعة الكلامية عن الاسلام والشيطان الأكبر والعداء ل"اسرائيل " إلا لنفث الرماد في العيون ، لتحقيق حلم اندثر منذ زمن طويل ، ولا امكانية لعودة امبراطورية ماتت بفعل التاريخ ، وانتصار الحق على الباطل بقدرة إلهية وأيادي عربية ، جلبت للايرانيين الخير والهداية والصلاح ، بدلاً من الشر والظلام والجهل الذي كانت تعيش فيه الامبراطورية الفارسية قبل الفتوحات العربية .

ايران الملالي لن تردعها عن سياساتها العدوانية إلا القوة ، سواء أكانت مباشرة بالوقوف في وجه أطماعها كما في اليمن ، أو غير مباشرة بمساندة الحركات التحررية داخل ايران ، والتعاون مع حركة المقاومة الايرانية للخلاص من نظام الملالي الطائفي الذي يتستر بالدين والدين براء منه ، وإلا سيبقى هذا النظام يلعب في المنطقة العربية دون رادع ، وسيعمل على تحقيق الحلم الصهيوني بتدمير الأمة العربية ، دون أن يخسر هذا الكيان على أرض فلسطين شيئاً ، وفي نهاية المطاف يتم تقاسم النفوذ في المنطقة العربية بين ايران الملالي والكيان الصهيوني .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاثنين ٢١ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة