شبكة ذي قار
عـاجـل










أما إيران فلقد عارضت الأنظمة العربية ، بينما طورت علاقاتها مع الإسلاميين باعتبار أن نظرتهم الإسلامية ستكون عاملاً مشتركاً . ولكن أول ما إن يصل هؤلاء الإسلاميون إلى السلطة يقومون بالابتعاد عن إيران ليطمئنوا الغرب وحلفاءهم العرب ، تعاونت أمريكا مع بعض دول الخليج في غزو العراق واحتلاله ، وإزاحة معمر القذافي وتتعاون معهم لإزاحة بشار الاسد اليوم وتدّعي أنه يجب عليها أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ بينما تساند أنظمة تريد لدول غيرها ما لا تريده لنفسها ، وما الذي يجمع أدعياء الديمقراطية المنتفضين على دولهم مع دول لا تطبق ما يدعون أنهم { يجاهدون } من أجله غير المال ؟

إن نظام التحالفات الجديد في المنطقة يرتكز على العديد من الافتراضات الكاذبة والمخادعة فهذه التحالفات ليست صحية لصعوبة اعتبارها حقيقية إذ إنها في أفضل حالاتها تحالفات مغرضه ومصلحيه نفعيه لا تستند إلى قيم مبدئية شيء ما بها غير طبيعي لذلك فلن يكون لها نهاية سعيدة ، يجتمع الناس في ميدان التحرير وتصوب الفضائيات كاميراتها صوب المحتجين ولكن ماذا عن الملايين الذين فضلوا البقاء في منازلهم ؟ هل كانوا جميعاً فرحين برحيل مبارك ؟ وماذا عن شعورهم الآن نحو الفوضى الحالية ، والانهيار الاقتصادي ، وعدم الوضوح السياسي ؟ في الانتخابات الاخيرة 50 % من المصريين لم يشاركوا في الانتخابات كما أن نصف هؤلاء صوّت لأحمد شفيق ممثل النظام القديم وهل هؤلاء ال50 % هم على الجانب الصحيح من التاريخ ؟ ، أكثر السوريين لا يحاربون من اجل النظام ولا من أجل المعارضة فهم المتلقون لمصائب المواجهة ولا أحد يهتم برغباتهم ، ويستمع إلى صوتهم أو يهتم بمصائرهم وتصبح الكاميرا أداة للقلاقل والتعبئة والدعاية والاثارة وميزان القوى يميل لمصلحة النظام ولكن يتم التعويض عن ذلك بماكينة الدعاية التي تنحاز نحو المعارضة ، أما دول الربيع العربي فلا يوجد في أي بلد منها قائد بارز يستطيع أن يخطّ لها طريقاً جديداً وإن وجدت قيادة فهي للجان من الخارج { كسوريا مثلاً }،

فلا أحد أعطاها التفويض ، حيث يتم تفويضها من الغرب الذي يعطيها المسؤولية ويبرزها ويدفع بها إلى الظهور ، فبعض الدول تقدم المال والمؤسسات الدولية تقدم الدعم المعنوي أما القادة للحركات المعارضة فلا يبرزون بناء على ثقة تأتيهم من الداخل بل إنما يأتون بدعم أجنبي ، وهكذا عليهم أن يكونوا حذرين وأن يعدلوا مواقفهم لتكون مقبولة من هؤلاء الأجانب أما القادة السابقون فلم تكن تحكمهم مثل هذه الاعتبارات سواء أكانوا على خطأ أم على صواب كانوا يعاندون في قراراتهم بل ويتفاخرون بالاعتراض عليها ، تماماً كما كان الحكام المعزولون يحاولون إرضاء { الغرب }، فكذلك الإسلاميون وتماماً كما كان الحكام المعزولون يستعملون الإسلاميين كفزاعة لإخافة الغرب لابقائه بجانبهم ، فالإسلاميون يستعلمون اليوم السلفيين كفزاعة لاخافة الغرب في ما لو فشلوا ،

في حين يحار السلفيون بين المحافظة على تاريخهم أو التلذذ بطعم القوة والنفوذ الذي وصلوا اليه ، أصبحت حركة الجهاد مقام حماس سابقاً تطلق الصواريخ من غزة لإحراج حماس حكام غزة ، وأصبحت حماس هي فتح الجديدة ، تدّعي أنها حركة مقاومة في الوقت الذي تضايق أولئك الذين يقاومون وأصبحت فتح كواحد من الانظمة العربية التي طالما احتقرت ، السياسة في مصر مرسي منقسمة بين الإخوان المسلمين المنتصرين بفعل الدعم الامريكي ، وسلفيين أكثر تشدداً وغير إسلاميين خائفين ، وبقايا النظام القديم ، قبل ان يتخذ عبد الفتاح السيسي قراره بانهاء جماعة الاخوان بمطالبه شعبية , وتونس مرت بمرحلة انتقالية بقيادة حزب النهضة الذي يقدم حلولاً ووجها" معتدلاً للإسلام بالرغم من تمدد السلفيين محاولتهم للهيمنة على السلطة تثير القلق وسوف تظل بين الإسلامين والعلمانيين في ازدياد الا ان الشعب التونسي اتخذ قراره وسحب البساط من تحت اقدام الاسلاميين حرصا" على تونس ، في اليمن اجبر صالح على التنحي عن الحكم لكنه بقى مؤثراً في المسرح السياسي وتحالف مع غريمه الحوتي تتغلي الحرب في الشمال والعمل على نقلها للجنوب ، والجهاديون يعرضون عضلاتهم ، والثوار الشباب الذين أرادوا تغييراً شاملاً يرون فقط فئة مختلفة من الحكام أنفسهم يحتلون المسرح ومازالت الطائرات الأمريكية من دون طيار تقتل عناصر القاعدة وأولئك الذين يصادف وجودهم على مقربة منهم ، أما القوى التي هزمت لكنها لم تتحطم عملت بدعم ايراني ان تعيد ترتيب صفوفها وتقاوم ،

أما ميزان القوى فهو غير واضح المعالم والنصرلا يُقوّي المنتصرين أحياناً المنتصرون يقبعون في سلطة الدولة ، ولكنها ذات فائدة محدودة حيث ينظر المواطنون العرب إلى دولهم نظرة ريبة وشك ، ولتكون في مقعد قيادة الدولة لا يعني ممارستك القيادة والقوة فريق 14 آذار استجمع قوته بينما كان في المعارضة ولكنه خسرها بعد استلامه السلطة 2005 وحزب الله لم يكن يوماً في موقع دفاع كما هو الآن كونه القوة وراء النظام السوري الإخوان المسلمون في مصر انتهجوا فعلهم الحقيقي الارهاب متخذين من سيناء والمدن المصرية مسرحا" لترويع المواطنين واستهداف الجيش والقوى الامنية ، ، وهم أقوياء في سوريا والأردن . حتى عبارة سيطر المسلمون كانت قبل قليل من الزمان لايمكن نطقها . تعايش الإخوان لمّدة ثمانين عاماً من العمل تحت الارض وقُتلوا وعُذبوا وأجبروا على المقاومة ينتظرون يومهم هذا ، لقد كان النزاع بينهم وبين القوميين مريراً وطويلاً ودامياً . فهل اقتربت نهاية العذاب والصراع ؟ لقد غيّبت الحرب العالمية الاولى حكماً إسلامياً عثمانياً لأربعه قرون ورأت صعود الامبرياليه الغربية وكان القرن العشرون قرن القومية العربية ولقد أجبر الامر الواقع الإسلاميين على التعايش مع الدول التي نشأت بعد الدولة الإسلامية العثمانية ولكن سعيهم لتغيير هذا الواقع بقي ثابتاً ،

أما عالم الإخوان المسلمون فهو مسلمون بلا حدود لقد تمت إطاحة بمبارك لأنه كان شديد الخضوع للغرب أما الإسلاميون الذين جاءوا بعده فهم سيقدمون ما لم يستطع تقديمه ، كان مبارك طاغية ليس لديه برامج ، أما الإخوان المسلمون فلهم برامج أخلاقية واجتماعية وثقافية ، فهم يعتقدون أن بإمكانهم الالتزام بمعتقداتهم حتى لو أنهم ليسوا معادين للغرب ، بعكس أصدقاء الغرب المخلوعين ، فنحن سمعنا الإسلاميين يطالبون بالتدخل في ليبيا بالأمس ، وسوريا اليوم ، وهم الذين طالبوا بغزو العراق واحتلاله فهم يرون إمكانية استدعاء الكفار الأجانب لخلع الكفار المحليين { حسب عقائدهم ورؤيتهم التكفيرية ان كانوا اخوان أو اتباع ولاية الفقيه } فعدم السماح بالتدخل الأجنبي كان سمة عقود الاستقلال الأولى لكنه ليس الحال هذه الأيام ، ما سعت أمريكا للحصول عليه بالتدخل والإكراه يمكنها أن تحصل عليه الآن بالتراضي ، وهو أنظمة عربية لا تهدد مصالحها فلهذا لا عجب إذا من أن الكثيرين في المنطقة يعتقدون أن أمريكا كانت شريكاً في حركات الربيع العربي في كل مكان وألتساءل هنا هل أن سياسة مسك العصا من الوسط ستضع الإسلاميين في ورطة حين استلامهم الحكم ؟ ، و في أي اتجاه يسيرون ؟ ،

فإذا كان النظام العربي ميتاً كما يدعي المحللون الغربيون فهل يعالج من هو في غيبوبة الموت بحبة أسبرين أو بصدمة كهربائية ؟ أن الادارة الامريكية المتعاقبة والغرب كانوا وما زالوا يخططون لإفشال المشروع الإسلامي كما خططوا لإفشال المشروع القومي من قبله ؟ ليس كل ما يتمناه الغرب يدركه كما علمنّا التاريخ القريب في العراق وأفغانستان ، وهناك نظام عالمي جديد يتشكل هذه الأيام نظرية الاستراتيجي الجيوسياسي البريطاني ماكندر بأن من يستحوذ على النفوذ في يوارسيا سيكون له اليد الطولى في الهيمنة على العالم ووطننا العربي هو قلب يوراسيا وهو قلب ساحة المعارك لنظام عالمي عربي وإسلامي جديد ، وستكون الغلبة في النهاية لقانون العواقب غير المحسوبة من الغرب ، {{ أمريكا إسرائيل الكبرى}} و{{إسرائيل أمريكا الصغرى}} تقول الإنسايكلوبيديا ويكي بيديا يرى المؤرخون أصل المصطلح الثقافة اليهومسيحية {{ نصارى يهود }} يعود إلى الثورة البروتوستانتية وفي السياق الأمريكي يرى المؤرخون بأن استعمال هذا المصطلح هو للدلالة على تأثير العهد القديم اليهودي {التوراة } والعهد الجديد {الإنجيل } على الفكر البروتوستانتي ومفاهيمه بشكل خاص ،

ولقد رأى المهاجرون الأوائل لأمريكا أنفسهم الوارثين للكتاب المقدس العبري وتعاليمه والتي أصبحت بدورها أساساً لمفاهيم النظام الأمريكي لتصبح تلك المفاهيم العبرية أساساً للثورة الأمريكية ، وميثاق الاستقلال ، ودستور الولايات المتحدة الامريكية كلام واضح لا لبس فيه ، الحضارة الغربية والأمريكية جذورها وروحها يهودية تلمودية ! ، أفرزت الثورة البروتستانتية في بداية القرن السادس عشر شراكة يهودية مسيحية بروتستانتية كانت الغلبة فيها لليهودية والتي ما لبثت أن حللت الربا وأطلقت النظام الرأسمالي الذي استعار اسمه من بارونات رأس المال اليهود فصار النظام بأكمله خادماً لهم ، وما لبث الغرب أن انطلق بغزواته الاستعمارية عبر شركاته عبر القطرية كشركة الهند الشرقية سنة 1600 يبني ثرواته باستنزاف ونهب ثروات الآخرين واستعبادهم كعبيد يباعون ويشترون ، أو كمستعمَرين لا حول لهم ولا قوة ، ولقد صاحبت جيوش المستعمرين الغربيين غزوات ثقافية خصوصاً في القرن التاسع عشر، ثم جاء الاستعمار المباشر خصوصاً في القرنين التاسع عشر والعشرين ، والاستعمار غير المباشر ما بعد منتصف القرن العشرين في عهد ما بعد الاستعمار أو ما يسمى أحياناً بعصر الاستقلال ، خلّف الاستعمار وراءه نخباً من أهالي مستعمراته تم إرضاعهم بحليبه وثقافته ومن ثم تم برمجتهم ،

وتهيئتهم لتحكم هذه النخب نيابة عن الغرب يساعدهم في ذلك محافل ومؤسسات سرية أو شبه سرية رعاها وبناها المستعمر إبان حكمه المباشر ، وهكذا انفصلت هذه النخبة عن شعوبها وتوسّعت الهوة بينها وبين شعوبها يوماً بعد يوم ، وأزمة بعد أزمة حتى عرتها الأيام حتى من ورقة توت تستر بها عورتها ، قبل أكثّر من سبعين سنة من دعوة تيودور هيرتزل لحركته الصهيونية كتب الجد الأبعد للرئيسين جورج بوش الأب والابن كتاباً { القوة والعقيدة والخيال } نقتبس منه وكما جاء في كتاب للمؤرخ الأمريكي {{ الاسرائيلي }} مايكل أورن والذي اختاره نتنياهو سفيراً لكيانه في الولايات المتحدة حيث جاء مانصه {{ وجدت الأصولية المؤمنة بضرورة إعادة اليهود لفلسطين أكبر تعبير لها في كتاب نشر سنة 1844 بعنوان وادي الرؤى اعادة “إسرائيل” للوجود” كتبه بروفيسور اللغة العبرية في جامعة نيويورك جورج بوش الجد الأبعد لرئيسين أمريكيين يحملان الاسم نفسه طالب بوش في كتابه بالارتقاء باليهودية ورفع اليهود إلى مرتبة نبيلة أمام الأمم في العالم وإقامة دولة لهم في فلسطين فذلك سوف يأتي بالخير على الإنسانية ،

حيث يصبح اليهود عندئذٍ همزة الوصل بين الإنسانية والله }} بهذه العقلية تتعامل الاداره الامريكية وخاصة بوش الاب والابن واستهدافهما النظام العربي الذي له المواقف الواضحة من التوجهات الامريكية والتي يتقدمها النظام تلوطني القومي في العراق ومن هنا كان الاستهداف باعلى حقده وكراهيته وتوافق معه المدعين بالاسلام ان كان نظام الملالي في قم وطهران او ادواته حزب الدعوة العميل ومن هم على شاكلته كالمجلس الاعلى وحزب الله ...... الخ

يتبع بالحلقة السادسة





الخميس ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة