شبكة ذي قار
عـاجـل










الظروف الموضوعية والذاتية في عموم الأرض الفلسطينية تؤكد على حتمية انتفاضة ثالثة يقوم بها أطفال فلسطين ، أطفال الحجارة الذين ولدوا تحت نير الاحتلال الصهيوني ، وعانوا من قسوة القهر والذل والعبودية وسلب الكرامة ، سواء من المحتل الصهيوني على مدار أكثر من ستين عاماً ، أو من سلطة اوسلو على مدار أكثر من عشرين عاماً ، هذه السلطة التي غيرت عقارب وعد بلفور الذي أعطى حق من يملك لمن لا يملك ، فجاءت أوسلو فأعترفت بحق من يملك لمن لا يملك ، وعمدت على تسويق الاحتلال الذي ازداد شراسة أمام سلطة ماكان لها أن تكون إلا لخدمة الاحتلال ، وتنفيذ مآربه وتحقيق أهدافه ، وخاصة على الأرض ، في ظل التوسع في عمليات الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية .

لم يبق أمام الفلسطيني من شيئ ليخسره في المواجهة مع الكيالن الصهيوني ومرتزقته في شوارع القدس ، وعلى امتداد الوطن الفلسطيني المحتل من البحر إلى النهر، خاصة في ظل هذا الوضع العربي والاقليمي والدولي الذي بات يصب جام غضبه وجرائمه على الأرض العربية ، ممعناً قتلاً وتمزيقاً وتشريداً في الانسان العربي والارض العربية دون سواهما ، فلا دول الاقليم قد اكتوت بنيران الطائفية والاجرام الصهيوني الامبريالي الفارسي ، ولا دول العالم التي أصابها الفزع من مجموعات اللاجئين المشردين من ويلات الحرب التي لم تترك لهم بصيص أمل في الحياة ، ففروا إلى حيث أن يجدوا ضالتهم في كرامة قد هدرت ، وانسانية قد ضاعت، واوطان قد تمزقت أشلاؤها ، ومواطنين باتوا يبحثون في كل انحاء المعمورة عن فرصة أمل للعيش ، بسبب الاجرام الذي حل بهم وباوطانهم.

الوضع الفلسطيني ليس بأفضل حال مما يحل بدول الاقليم وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا ، مما يعني أن لا شيء أمام الانسان في هذه الحالة إلا المواجهة ، ولا سبيل أمام الفلسطيني إلا المقاومة ، ولا طريق تعيد له ما فقده من وطن وكرامة غير الانتفاضة المسلحة ، فقد انتهى عهد التكاذب الفلسطيني الصهيوني في التفاوض، وقد فشل فرسان أوسلو في الرهان على انسانية الكيان الصهيوني ، ليقبل صاحب الحق الشرعي في العيش بكوخ ملحق بمستعمرته المدججة بالسلاح .

المقاومة حق مشروع لكل شعوب الأرض التي تقع تحت الاحتلال ، والفلسطينيون يعانون من الاحتلال الصهيوني ووجوده على عموم أرض فلسطين ، والكيان الصهيوني رغم مظاهر القوة التي يتباهى بها إلا أنه كيان هش يعيش على فتات الموائد الامبريالية ، ولا قدرة له على الصمود في المواجهة ، مما يؤكد على أن بقاءه على أرض فلسطين مرهون بحجم ما يواجه من مقاومة ، ولن تنفعه كل أنواع الأسلحة التي يتدثر بها ، ولا كل المعونات والمساعدات الامبريالية التي يعتاش عليها، ومشروعه خاسر لأن النصر في نهاية المطاف للحق والهزيمة للباطل ، ومشروعه باطل لا يمكن له البقاء في منطق التاريخ ، وأمام تضحيات الشعوب وتطلعاتها للانعتاق والحرية التي هي أسمى القيم الانسانية .

الفلسطينون لا تنقصهم الخبرة ولا المراسة في المواجهة ، فقد كانت حياتهم كلها مواجهة أمام ما ابتلو به من كيان صهيوني عدواني توسعي غاصب ، يتوهم أن بمقدوره بناء دولة بالاعتماد على هلوسات دينية تافهة ، لا تقيم وزناً للحرية والكرامة الانسانية ، ولا لحق الشعوب في الحياة باوطانها بكرامة ، ولا لمنطق التاريخ الذي يدحض كل هذه الهلوسات الفارغة .

نعم لانتفاضة ثالثة ، وما يحتاجه أبناء فلسطين من الدعم بكل صوره وأشكاله ، حتى أن للكلمة دور كما للسكين الفلسطيني دورهها في اقتناص مرتزقة الكيان الصهيوني في حارات وشوارع وأزقة المدن والقرى الفلسطينية على امتداد الوطن الفلسطيني من البحر إلى النهر، ففلسطين لن تكون إلا حرة عربية ، مصبوغة بدم الشهداء الأكرم منا جميعاً ، فالف تحية لهؤلاء الأبطال الذين يواجهون البندقية بالسكين ، وتحية لهذه الأم التي تقود أبناءها في مواجهة الاحتلال ، وتحية تقدير واحترام أمام كل ابناء فلسطين الذين يأبون إلا أن يعيدو لفلسطين وجهها العروبي من الأيادي الصهيونية المجرمة التي لوثت الأرض والسماء الفلسطينية .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاثنين ٢٨ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة