شبكة ذي قار
عـاجـل










وحدهم الوحدويون اصحاب شعار الممانعة الذين هللوا للغزو الروسي لسوريه , كما هللوا الى التدخل الايراني من قبل في سوريه لدعم نظام بشار الاسد الطائفي , وقد تخلوا عن الاعتقاد المبدئي بان اي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية مرفوض بكل الاشكال , ويعد خرقا للسيادة وثلما للاستقلال الوطني .

ولكن كيف لماذا حصل هذا التدخل في سوريه , وهل كان بالامكان منعه ؟ . نعم كان بالامكان منع التدخل الخارجي في سوريه وصون وحدتها الجغرافية والديمغرافية , ومنع الكارثة التي حلت بالشعب السوري وبالوجود البنيوي السوري , كان بالامكان لو ان الاسد كان وفيا للمبادئ التي يدعي انه ينتمي اليها وهي مبادئ البعث الوحدوية التحررية , ولكن الحقيقة ان الاسد وزمرته لا يمتون للبعث باية صله , ولم يؤمنوا بمبادئ البعث الاصيلة في يوم من الايام , بل ركب الاسد الاب سفينة البعث وحرفها عن مسارها في 23 شباط من عام 1966 , وسيطر على الحزب القطري في سوريه بعد ان اعتقل قادة البعث التاريخيين او اجبرهم على الفرار من سوريه .

ولان الاسد الاب والابن لم يؤمنوا بمبادئ البعث فقد تصرفا وفق عقيدتهم الطائفية التي التقت مع الطائفية في ايران , فكان تعاون الاسد الاب مع ايران ضد العراق في الحرب الايرانية – العراقية 1980-1988 , ومد نظام خميني بالسلاح والذخائر والاستشارات الاستخباراتية , وكان حشد الجيش السوري مع قوات التحالف الغربي في حفر الباطن لمقاتلة الجيش العراقي عام 1991 .

ومن هذا المنطلق الطائفي لم يفهم الاسد الابن معنى الانتفاضة السورية الشعبية من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية التي قامت عام 2011 , انسجاما مع ما حصل في تونس ومصر وليبيا . ومن منطق الحل العسكري تصرف مع اول انتفاضة حصلت في مدينة درعا جنوب دمشق , ولو كان الاسد يؤمن بمبادئ البعث لما ترك الامر للقوى الامنية ان تتصرف بالقوة والبطش والعنف مع المتظاهرين السلميين .

بشار الاسد انتصر للطائفة ضد عموم الشعب السوري المطالب بالحرية , وعليه فكل القوى والدول التي دعمت الاسد هي قوى طائفية مستكبرة لا تحترم خيارات الشعوب , ولاتؤمن بالحرية والديمقراطية , فهي قوى ظلامية ديكتاتوريه تناصر ديكتاتور متسلط يبطش بشعبه من اجل ان يبقى في السلطه .

ايران الملالي تسلحت بشعارات الدين والطائفة لاستعادة الامبراطورية الفارسية المتسلطة , التي سبق لها ان تسلطت على الارض العربية وخاصة ارض العراق التي كانت المدائن عاصمة للدولة الفارسية التي اسقطها المسلمون العرب زمن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب . ولا يهم الملالي من خميني الى خامينئي ان يتعاونوا مع الشيطان من اجل مصالحهم , وبالفعل فقد تعاونوا مع الشيطان الاكبر الولايات المتحدة اثناء عزوها افغانستان 2001 والعراق 2003 , باعتراف اكثر من مسؤول ايراني كمؤشر على فضل ايران على الادارة الاميركية .

اما روسيا فهي وريثة الاتحاد السوفيني ذو النزعة التسلطية والتوسعية ايضا , وبوتن هو وريث المخابرات الروسية , يطمح لاستعادة مجد روسيا القيصرية , ولديه طموحات في التواجد في المنطقة العربية حيث كان الاتحاد السوفيتي السابق , لمنافسة الولايات المتحدة , وكذلك لديه اطماع في البحث عن النفط والغاز في شواطئ البحر المتوسط . وللاسف فان التدخل الروسي جاء بغطاء ديني , وهذا التوجه يلتقي مع التوجه الايراني الطائفي .

ويعتقد البعض ان التدخل الروسي جاء بعد فشل ايران واتباعها من الاحزاب الطائفية العراقية وتابعها حزب الله اللبناني في تحقيق نجاح ملحوظ في الساحة السورية ضد قوى المعارضة المتعددة المعتقدات والانتماءات والولاءات الخارجية . في هذا التحليل بعض الصحة , لان ايران الملالي لم تدرك انها تعادي المد الشعبي الكبير في سوريه , اي انهم يعادون الغالبية السنية في سوريه .

ولكن روسيا وايران ملتقيان على اسناد الاسد واخذ كل واحد حصته من الكعكة السورية , فروسيا لن تشترك بقواتها البرية الا اذا تدخلت الولايات المتحدة او حلف الناتو في الحرب في سوريه , وهذا مستبعد لان الروس والامريكان غير مختلفين في الرؤية الى الوضع في سوريه , ما دام التواجد الروسي في سوريه لا يؤثر سلبا على الامن الاسرائيلي , ولاسيما بعد زيارة نتنياهو الى موسكو وعقد اتفاق بين اركان روسيا والكيان الصهيوني , وهو ما ظهر مؤخرا من مد خط اتصال بين قاعدة حميمين السورسة واركان الصهاينة في تل ابيب . وقد اوكلت روسيا الاسناد البري الى ايران , التي لا تعير اي اهتمام الى الشعوب والى الانسان بعامه , فنظام الملالي بطش بالشعوب الايرانية ايضا من اجل البقاء في السلطة , ونظام ينفذ حكم الاعدام باكثر من 120 الف سياسي من منظمة مجاهدي خلق المعارضة , لمجرد انهم يعارضون ولاية الفقيه . لا يعبه لمزيد من القتلى من المغرر بهم طائفيا من اجل تنفيذ مخططهم التوسعي .

ما يجري في سوريه هو تدويل للصراع, والمسؤول عن هذا الوضع هو بشار الاسد الذي يشتكي بان معظم ارض سوريه صاربيد المعاضة بكل اطيافها , وكان الاحرى ان يتنحى عن الحكم , ولا يتشبث بارادة الشعب السوري , لان هذا الشعب صار لاجئا في المنافي والبحار والمخيمات في الدول المجاورة والبعيدة . وفي ادنى الاحتمالات فان الامر الواقع هو العودة الى ما تقرر في جنيف واحد , وليس في الحل العسكري الذي سينهي ما تبقى من سوريه ارضا وبنى تحتية وشعب . لانه لم يبقى في سوريه الا الاطلال .





الثلاثاء ٧ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة