البعض يبحث عن اثباتات وبراهين لعلاقات صداقة وتفاهم ورضا وتنسيق بين حكومة الاحتلال في بغداد وبين الكيان الصهيوني ( اسرائيل ). شأن هؤلاء كشأن من يريد برهانا على ان الانسان تلده امرأة فمن يستطيع ان يقدم اثباتات وبراهين على هذه الحقيقة ؟ . هؤلاء و يا للعجب يجهلون حقيقة مطلقة هي ان اميركا لا تغزو وتحتل الا ومن بين أولوياتها أمن إسرائيل التي هي كيان نغل يغتصب أرض فلسطين العربية المسلمة .
ومن يغض الطرف على ان من جلبتهم أميركا لاستلام السلطة في العراق الذي غزته مع تحالف من عشرات الدول العظمى والكبرى والصغرى هم بالأساس قد اتفقوا مع أميركا على أن يقيموا علاقات طيبة مع الكيان الصهيوني وينهون بؤرة الرعب التي تعاني منها الصهيونية من نظام صدام حسين رحمه الله ورفاقه ، من يغض الطرف عن بديهية مفروغ منها من ان أميركا لم تأت غازية الى العراق الا لتحقق أمن اسرائيل فإننا نحن نطالبه بأن يثبت ان أميركا معادية للكيان الصهيوني و لكي نحاور فرضية عدم اللقاء والتوافق الودي بين خدم المشروع الامريكي الاحتلالي في العراق وبين الكيان الصهيوني.
اذن ..اميركا انجبت سلطة احتلال احدى مهامها تطبيع العراقيين على علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني وكان الاعلان المتكرر عن زيارات لأقطاب العملية السياسية الاحتلالية الى تل أبيب مثل مثال الالوسي وأحمد الجلبي وغيرهم كثير هو المفتاح لفكرة التطبيع . وكانت زيارة مثال الالوسي واعلانه عنها في بغداد بعظمة لسانه تشبه الى حد كبير قبول عشيرة عراقية أن تزني احدى نساءهم ولا يقتلونها حيث من المعروف ان قبائل العراق وبيوتاته تغسل العار بقبضة نساء ان لم يكن هناك رجل يفعل.
لذلك فان التنسيق الرباعي الروسي الايراني ( السوري العراقي ) الذي اعلن بعد غزو روسيا لسوريا من جهة والتنسيق الروسي الاسرائيلي الذي أعلن ايضا رسميا من جهة أخرى هو في حقيقته تنسيق خماسي وليس رباعي ... وهذا ليس اتهام يحتاج الى أدلة ولا تحليل نظري مجرد يستند الى منطق بل هو حقيقة مطلقة نهائية مثل حقيقة ان الانسان تلده امرأة .
اما اشكالية ان يكون العبادي قد انتقل مع ميليشياته ومرتزقة حكومته وبرلمانه الى حضن روسيا تاركا حضن الام التي انجبته وربته وحمته فهذه اشكالية مفتعلة على الاقل لحد هذه اللحظة ولحين ما نرى ان اميركا وحلف الناتو قد وجه انذارا لروسيا بمغادرة المنطقة التي انفقوا على توضيبها وضمان ولاءها وقبولها للكيان الصهيوني بليارات الدولارات والاف القتلى واجزاء المليون من الجرحى في العراق فقط والا فان روسيا قد جاءت لتعاون اميركا ميدانيا في استكمال بروتوكولات انهاء القضية الفلسطينية نهائيا والانتهاء من تثبيت اسرائيل كدولة امنه مستقرة تتسيد المنطقة كلها .
اما العبادي ... فسوآءا ضل يرضع من صدر امه اميركا أو انتقل الى فراش زنا اخر مع روسيا فهو وشلته جزء من مخطط تركيع العرب لصالح الاسرائيليتين الصهيونيتين ( ايران واسرائيل ) ولسنا بحاجة الى برهان فأميركا وروسيا كلاهما تحميان أمن الصهيونية ومصالحها الاستعمارية وكلاهما يسعيان لتقاسم خيرات العرب .. والى أن نرى حربا بين اميركا وروسيا في منطقتنا لن نرد على تساؤل : اين برهانكم من ان العبادي وسلطة الاحتلال من يوم تأسست بعمائمها ومدنييها هم صهاينة.
