شبكة ذي قار
عـاجـل










كان بأمكان البيئة المذهبية الممتدة من أرض معركة الطف التي استشهد فيها الامام الحسين عليه السلام وصولا الى قم الفارسية مرورا بالنجف والبصرة أن تلد شعائر تخلد وتمجد ذكرى ثورة الحسين (ع) غير التي أنجبتها وصارت ليس مثار جدل وتطرف وغلو فقط بل تغولت مع الزمن حتى صارت قضية خلاف تمهد لمستخدميه سبل شرعنة ما هو باطل واباحة ما هو محظور من غزو البلاد الى ذبح العباد واغراق الناس بالدماء والفواجع حين حولها البعض الى سلاح سياسي ومفتاح من مفاتيح الهيمنة على هذه البيئة وتوظيفها لاغراض مصالح حزبية وعائلية وأمتدت أبعد من هذا لتصير اداة في تحقيق مصالح دولية على حساب أهل العراق كلهم وأولهم أهل البيئة المذهبية التي نحن بصددها.

كان بامكان العقل والروح المؤمنة صدقا وحقا بالاسلام الحنيف ان تؤسس لشعائر حسينية تليق بثورة واستشهاد الامام الحسين بن علي (ع) وان تقطع الطريق على الكثير مما هو مصنف وواقع في أطر وتوصيفات الغلو والتطرف بل و مجافاة المذهب والدين . فزيارة كربلاء ومرقد سيد شباب أهل الجنة سبط رسول النور والمحبة والسلام محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه والاندماج بذاك الجو الروحاني الجليل في مرقده مشفوعة بصلاة وتلاوة القران المجيد مثلا واقامة احتفاءات خطابية مهيبة تنور العقل وتنقي الضمائر وتعمق الايمان وفتح مراكز خيرية لمساعدة المحتاجين والمعوزين بل وحتى اقامة مشاريع تشغيل للعاطلين عن العمل وجمع تبرعات لبناء مدارس وجامعات مجانية وربما مشاريع اسكان لمواطنين يستحقون الدعم والاسناد وتعزز روح المواطنة وحب الخير وتفتح كربلاء احضانها لكل العراق ولكل المسلمين وغير ذلك مما يمكن ان يجود به العقل الايجابي البناء.

لقد كان غزو العراق واحتلاله عام ٢٠٠٣ وتاسيس حكم طائفي من قبل اميركا وحلفاءها بما فيهم حلفاء محليون لبسوا ثياب الطائفية و استخدموا واقعة الطف وفاجعة الشهادة فيها كعقيدة سياسية منافقة مزورة كاذبة للاستحواذ على البيئة المذهبية واستغلالها استغلالا بشعا لتحقيق مآرب حزبية وشخصية مادية وسلطوية قذرة وقبيحة ولتحقيق مصالح ايران القومية التي تسترت هي الاخرى بأغطية مذهبية مهلهلة وخرقة ممزقة كان بمثابة تاريخ مفصلي حاسم وفيصل في فرز وفضح هذه القوى السياسية التي جيرت قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام لاغراضها البعيدة عن الدين ولا تربطها بالمذهب أية رابطة.

الشعائر الدخيلة التي أشرنا اليها اعلاه لم تنجبها سوى عقلية شعوبية تطورت غاياتها وأهدافها الاجرامية عبر عشرات بل مئات السنين لتجعل منها وسيلة استرزاق تجاري مختلف الاوجه والفعاليات يتراوح بين عائدات النذور و خلق موسم ساخن لدفع الزكاة و وصولا الى اغراضها التجارية المرتبطة بتصريف البضائع وتحريك أسواق بيع وشراء خرافية تتربح منها من وراء الستار ذات القوى السياسية وادعياء المذهب .

ولعل من بين أخطر ما افرزته حقبة حكم المذاهب المتأمركة المتصهينة بعد عام ٢٠٠٣ هي فضح الكثير من العمائم المختبئة خلف بكائيات حسينية فارغة المضمون خبيثة المضامين كعائلة ال الحكيم ومرجعية السيستاني و مكاتب مقتدى الصدر على سبيل المثال لا الحصر والتي تحولت الى اقطاعيات رأسمالية عقارية وتجارية بعد ان سلبت بيوت وقصور وممتلكات مواطنين عراقيين واخرى تعود ملكيتها للدولة ( اي ملكية المجتمع ) فصارت تمتلك مليارات الدولارات وشركات الطيران والعقارات الفخمة في عديد عواصم العالم فضلا عن ما استولت عليه وامتلكته في العراق . وترافقت عمليات التأسيس لهذه الامبراطوريات التي توظف المذهب والسلطة الاحتلالية مع عمليات فساد لم يشهد لها تاريخ الشعوب مثيل طالت سرقة اثار البلد الثمينة و تهريب النفط وتبيض الاموال وأهداء ارصدة البنك المركزي من الذهب و من خزائن العراق الى دول الجوار وبالذات الى ايران وسرقة مكائن ومعدات المختبرات العلمية النووية والكيمياوية والفلكية والات ومعدات المصانع وممتلكات الدولة الاخرى مقابل حماية سلطتهم اللقيطة وما تدر عليهم من ثروات .

اذن … دعاة المذهب من المعممين والسياسيين قد سقطوا في مستنقعات النهب والسلب والسرقة واطلقوا العنان للرعاع ليمارسوا الارهاب والقتل والاغتصاب وحرق البيوت والممتلكات فحولوا بذلك ثورة الحسين وشهادته التاريخية وشعائر الذكرى الاليمة الى بؤر للفساد وتمزيق الوحدة الانسانية للعراقيين . ان هذه الممارسات قد قدمت المذهب الذي يدعون تمثيله وهو منهم براء على انه مجاميع من القتلة والعدوانيين المتوحشين وبذلك فهم يسيئون لذكرى الامام الحسين اساءة بالغة وخطيرة فضلا عن اسقاطهم طيف كبير من شعبنا لاذنب لهم في اشكاليات وطنية ودينية وردود أفعال سلبية جدا .

لقد سقطت قدسية العمامة التي سيست المذهب وسقطت كل ادعاءاتها في حب الامام الحسين عليه السلام وصار اهل بيئة المذهب العرب الشرفاء اينما كانوا في ارجاء العراق وخارجه يعلنون صراحة عن براءتهم من افعالها وخيانتها وعمالتها وسفالة ودونية ما انتجته بعد غزو العراق واحتلاله . وسقطت والى الابد اقنعة حزب الدعوة ومن تحالف معه بعد ان فشل فشلا ذريعا في كافة ممارساته السياسية والادارية بعد ان صار جزءا مفصليا من سلطة الغزاة المحتلين وقبضة من قبضات تدمير العراق والحاق اعظم الأذى بشعبه . والتظاهرات التي يشهدها العراق منذ شهور وافلاس خزائن البلد وانعكاسات الافلاس على عموم الشعب والخراب الذي انتجته سياسات الاعتماد على تنظيمات الارهاب المختلفة ما هي الا بداية الانتقال الى انتاج بيئة مختلفة في وسط وجنوب العراق قد يكون من بين ما تهتم به هو اعادة النظر بما يسمى شعائر المذهب الحسينية واخراج بل وانقاذ قضية الامام من دنس وانحرافات بعض هذه الممارسات الامر الذي سيضع تجار المذهب امام افلاس نهائي بل واخراجهم نهائيا من وطن يعتز من اقصاه الى اقصاه بالامام الحسين وثورته وبال بيت النبوة ويحفظ لهم استحقاقاتهم كلها.





الجمعة ١٠ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبدالحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة