شبكة ذي قار
عـاجـل










اعترفت الدول الكبرى بشرعية مقاومة الشعوب وتعاملت معها كممثل شرعي لشعوبها ، وأمدتها بالمال والسلاح وسمحت لها بافتتاح مكاتب رسمية ومراكز تدريب في أراضيها فامريكا مثلاً لم تتوان عن دعم مختلف حركات المقاومة مادياً ومعنوياً وكان تأييدها للمقاومة الفرنسية كبيراً والحقيقة أن كل أنواع المقاومة في أوروبا حظيت بعطف أمريكا وتشجيعها ففي شهر آب ١٩٤٣، اعترفت كل من أمريكا والاتحاد السوفياتي السابق وبريطانيا بالمقاومة الفرنسية وفي كانون الثاني ١٩٤٢أصد وزير الخارجية الأميركية تصريحاً أيد فيه المقاومة الألبانية ضد الاحتلال الإيطالي وأعلن { أن جهود فرق المقاومة المختلفة التي تعمل في البانيا ضد العدو المشترك } واعترفت معاهدة السلام مع إيطاليا في العام ١٩٤٧ بالمقاومة الإيطالية ، وإذا كانت مختلف الفلسفات القانونية تكرس حق الشعب في أن ينتفض ضد حكومته ، فالمنطق يقود من باب أولى إلى الاعتراف بحقه في الثورة على قوة غريبة تحتل أرضه ، وقد شهدت بعض البلدان انتفاضات شعبية في السبعينات والثمانينات كالانتفاضة الشعبية الإيرانية ضد نظام الشاه قبل أن يسرقها خميني وملالي قم وطهران ليقيموا نظام ولاية الفقيه التي هي الخروج الفعلي على الشريعة { ألقرأن وألسنة النبوية الشريفة واقوال واحاديث أل بيت النبوة عليهم السلام } وكذلك مقاومة الشعب الأفغاني ضد الوجود الروسي في أفغانستان من أجل دعم الحكومة اليسارية فيها ، وقد استمرت هذه المقاومة مدة عشرة سنين حتى أجلت القوات السوفياتية عن أفغانستان ، وبالرغم من كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تعطي شعبنا الفلسطيني الحق في مقاومة الاحتلال الصهيوني فهل تنظر أمريكا ودول أوروبا إلى مقاومة شـــعبنا الفلســطيني على هذا الأساس ؟ !

أي أنها مقاومة مشروعة ومكفوله بموجب القانون الدولي والشرائع السماوية والاعراف ؟ !! ونقول بصراحة أن الادارة الامريكية المتعاقبة بالذات باتت لا تنظر إلى مقاومة الشعب الفلسطيني إلا من المنظار الصهيوني المحض فهي لا تلتزم بالقوانين والاتفاقات والأعراف الدولية التي تعترف بشرعية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني وسياسات التهويد التي تمارسها سلطة الاحتلال في القدس الشريف و المدن والقصبات الفلسطينية ، وباتت تعتبر هذه المقاومة الشعبية إرهاباً يمارسه أطفال الحجارة أو المقاومين الفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني ، وترى أن أعمال القتل والتنكيل وهدم الأحياء السكنية وتشريد أهلها وتجريف الأراضي والمزروعات وتجويع الناس وإرهابهم واستخدام كل أشكال الأسلحة الثقيلة من الصواريخ والدبابات وطائرات الأباتشي ٣ ، وطائرات الـ أف ١٥ وغيرها كل ذلك من طرف الكيان الصهيوني وآلته العسكرية إنّما هو عمل مشروع ودفاع عن النفس في عرف الادارة الامريكية ؟ !!

وأخرها ما صرح به اوباما ووزير خارجيته كيري واصفا" استخدام الشباب الفلسطيني للسكين تهديد للامن وعمل يحاسب عليه القانون ، وبتنا للأسف نشهد بعض التراجع في مواقف بعض الدول الأوروبية باتجاه التطابق مع الموقف الأميركي الصهيوني بفعل الضغوط الامريكية بعد ان تفردت بالشأن الدولي وتحول مجلس الامن الدولي الى مجلس امن امريكي ، وهو الأمر الذي يزيد من قناعة أبطال المقاومة والقوى الحية في شعبنا وأمتنا بضرورة أن تمضي المقاومة إلى منتهاها وتواصل دورها في التصدي للاحتلال الصهيوني متسلحة بإيمانها بالله أولاً وبالتحام الشعب الفلسطيني معها والتفافه حول برنامجها ، وعدم انتظار أخذ الإذن لا من أمريكا ولا من دول أوروبا ولا من سلطة أوسلو ولا من كائنا" من كان ، ويكفيها قول الجليل الاعلى * أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا * وأن الله على نصرهم لقدير* وان مواطن الخلل الذي مكن امريكا والصهاينه هو ضعف النظام العربي وترهله بل اصبح الحاكم العربي ينظر الى حديث الرئيس الامريكي هل هو راض عنه وان كان العكس لابد وان يفعل ما يرضي امريكا حتى وان كان على حساب القضية وحقوق الشعب ومن هنا جاءت المبادرات المتعاقبة وصولا" الى الاعتراف بحل الدولتين والاقرار بان الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين هو حق لابد من اقراره والقبول به ويقابل ذلك كله التعنت الصهيوني والاسفاف بجرائمه وجدرانه التي يراد منها تقطيع التراب الفلسطيني وصل اليوم لتقطيع الاحياء الفلسطينية لتحقيق حلمه بالانقطاع بين الاهل والاحبه حتى في الاسرة الواحده ولا غرابه ن قلنا ان الصهاينه يعملون على سيل لعاب ذوي الشهوات والمناصب واحلام الحاكم من خلال التلويح بان تكون فلسطين التي يطالبون بها العرب في غزة السجينه المحاصره برا" وبحرا" وجوا" ومن هنا القاءات السرية مع حماس المقاومه اعلاميا" لتحقيق ذلك وما انكشف مؤخرا" لخير دليل ، الشباب الفلسطيني يعدم يوميا" في القدس والخليل ورام ألله وحتى في غزة ويخرج المرزوق احد رموز حماس قائلا" لانريد التوسع في رد الفعل حتى لانعطي {{ الاسرائليين }} الفرصه ؟!!

وأي فرصه بعد الذي أصبح الفلسطينيون برعب وهاجس القتل البارد من قبل المستوطنين المحميين من سلطة الاحتلال ، والجنود والشرطة الصهيونية الذين فوضهم نتنياهو باستخدام الرصاص الحي عند اي اشتباه باي مواطن فلسطيني ، وبعد هذا العرض الموجز وتراجع من كانوا يرفعون اصواتهم بانهم المقاومة التي لا ولن تتوقف الا ان مغريات اوسلو والوعود وحلم الحكم والحاكم فان الإعلام العربي والإسلامي تجاه المقاومة يؤشرعليه الاتي {{ لم يرتق إلى مستوى المسؤولية والالتزام الواضح تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته وقضيته ومقاومته الباسلة وانتفاضته المباركة ، ولم تحظ الانتفاضة والمقاومة بما تستحقه من اهتمام إعلام الدول الإسلاميّة إلا لفترات زمنية قصيرة ، وإن أداء الإعلام العربي كان باهتاً وضعيفاً جداً وان كان هناك تطرق نراه خجول كما يقال ، في الوقت الذي تجند فيه ادارة نتنياهو كل طاقاتها الإعلامية بل وللأسف تحول الخطاب الإعلامي في العديد من الفضائيات إلى خطاب توفيقي وسيط أو محايد ما بين المقاومة وما بين الاحتلال الصهيوني ، بحيث أصبحت تدفع باتجاه التطبيع وليس دعم المقاومة ، ولقد تخلف الإعلام في الدول العربية والإسلامية في دوره ومهامه ومسؤولياته ومستواه عن إرادة الشعوب العربية والإسلامية وتطلعاتها ومواقفها ، فالإعلام كان في واد والشعوب العربية والإسلامية كانت في واد آخر، بل هذا الإعلام اصبح في كثير من الحالات يروج للكثير من القضايا المعادية للأمة ومواقفها ، وانعكست الكثير من السياسات الرسمية على أداء الإعلام في الدول العربية والإسلامية بحيث اصبح إعلاماً موجهاً بأبواق الأنظمة والحكومات فأصبح الإعلام يخدم حكومات الدول وتلميع صورتها أمام شعوبها ومحاولة إعطاء حيز أكثر للانتفاضة في فترات محدودة لامتصاص الاحتقان وحالات التعاطف الشعبي الكبير مع الشعب الفلسطيني وانشغل الإعلام بالقضايا الجانبية والبرامج الراقصة والترفيهية لشعوب هي أحوج ما تكون للحرية والكرامة وليس للترفيه فقط ، وغدت برامج المسابقات ومن سيربح المليون وغيرها البضاعة الرائجة للفضائيات العربية في الوقت الذي ترنو فيه الجماهير والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص إلى تحريك ملايين العرب والمسلمين للتضامن مع الشعب الفلسطيني المقاوم ونصرته ، وساهم إعلام كثير من الدول العربية والإسلامية في عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال استضافة رموز الكيان وظهرت بعض الفضائيات ووسائل الإعلام امثال الجزيرة والعربية والحدث ....الخ }} وكأنها تقف على بعد مسافة واحدة ومتساوية بين الرواية الفلسطينية ورواية العدو الصهيوني ، وأصبحت تطرح الانتفاضة الفلسطينية وكأنها عنف والعمليات الفدائية وكأنها اعتداءات - التغطية الإعلامية كانت تتم من زاوية الموقف الرسمي العربي الذي يتبنى خيار التسوية ويسقط خيار الانتفاضة والمقاومة ،

فاهتم الإعلام الرسمي بالترويج لعملية التسوية وتسويقها على الشعوب العربية والإسلامية ، مظهراً إياها بأنها انتصار كبير للشعب الفلسطيني وللأمة ، وراح هذا الإعلام يشجع الفلسطينيين على القبول بما تعرضه عملية التسوية والتنكر من الماضي الجهادي ، والتعامل مع القوى الشعبية المقاومة وبرنامجها ، الجهادي ورفضها للتسوية وكأنها قوى منبوذة تسير خارج الزمن وعكس التاريخ، متجاهلاً مخاطر هذه العملية وما تنطوي عليه من تنازلات وتفريط بحقوق ومقدسات الأمة ، وبذلك مارس الإعلام الرسمي عملية تضليل إعلامي لجماهير الأمة ، وساهم في إضعاف المقاومة ، ولم يكن صادقاً في نقل الحقائق وتوصيفها ، حتّى إذا مااكتشفت جماهير الأمة مساوئ ومخاطر عملية التسوية بنفسها كفرت بهذا الإعلام الذي فقد مصداقيته ، ولم يواكب الإعلام العربي والإسلامي التطورات الحاصلة بعد ١١ أيلول ٢٠٠١ وما نتج عنها من محاولة الآلة الإعلامية الصهيونية اعتبار أن المقاومة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية للمجاهدين الفلسطينيين هي الوجه الآخر لهجمات واشنطن ونيويورك واعتبار حركات ارهابية ؟ فقد وقف الإعلام الرسمي مذهولاً كبقية الحكومات أمام ضخامة الحدث ، وكان الأولى به أن يبادر بحملة إعلامية هجومية واثقة للدفاع عن المقاومة الفلسطينية باعتبارها مقاومة مشروعة ورفض المنطق الصهيوني الذي يحاول ابتزاز الفلسطينيين والاستفراد بهم في ظل هذه الأجواء الدولية ، والاعتماد على الروايات الصهيونية ومعلومات الوكالات التي تكون منحازة للاحتلال

يتبع بالحلقة الاخيرة





الجمعة ١٠ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة