شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يجري على أرض العراق منذ الغزو والاحتلال أي قبل اثنتي عشرة سنة ، من انتهاكات للوطن العراقي ، ودوس على حقوق الانسان ، وتدمير لبنية الدولة وتمزيق نسيجه الاجتماعي ، وتدمير نظامه السياسي ، ونهب ثرواته ، وسرقة أمواله ، وانتشار الفساد ، وضياع الدولة حد الوصول بها أن تكون في أدنى سلم دول العالم من حيث الفشل والفساد ، كل ذلك يؤشر على أن ما في العراق محض دولة ، فالدولة لها مؤسساتها ، ولديها هيبتها وقدرتها على بسط نفوذها ، كما لها رجالها الذين يديرون الأمور فيها.

ما زال نفوذ المالكي مهيمناً على ما يسمى بالدولة العراقية ، ورغم ما يؤكد عليه أنه الرجل الأول بالفساد ، إلا أنه يملك أوراق اسقاط الحكومة ، ويتلاعب بمقررات مجلس النواب ، ويدير جيش من العملاء تحت مسمى الحشد الشعبي ، يقتل وينهب ويدمر مكونات المجتمع العراقي بنفس طائفي مقيت ، وصلت قوته تجاوز قوة الجيش الحكومي الذي كما يدعون يقاتل داعش ، ويعمل على تحرير المناطق التي هربت منها قوات المالكي ، أثناء اجتياح داعش لمناطق الموصل وتكريت والأنبار .

ما يجري في العراق نفوذ فارسي مجوسي ، دمر المجتمع العراقي ، والحق العراق بسياسة الملالي في طهران ، فعملاء المنطقة الخضراء لا يملكون من أمرهم شيئاً ، لأنهم يسيرون في ركب الملالي ، والتنظيمات الطائفية التي ترضع من الثدي الايراني ، وتدين بالولاء للديانة الفارسية المجوسية ، فليس لها أي نوع من الولاء الوطني ، وكما قال المالكي ذات يوم أن ولاءه للطائفة أولاً ، ثم للعراق ، فالولاء للوطن يخضع لتعليمات سيد الطائفة خامئيني القابع في طهران، يصدر تعليماته لهذه التنظيمات الطائفية على حساب الهم الوطني والطموح الشعبي ، فانظر لاصلاحات العبادي السطحية في مواجهة المطالب الجماهيرية العراقية ، التي وصل بها الحد للتنديد بممارسات المرجعية الدينية ، وبكل المكونات والاحزاب الطائفية ، وبالعملية السياسية والسياسيين والدستور الطائفي .

العراق دولة على الورق لا حول له ولا قوة بعد أن كان دولة مرهوبة الجانب ، حطمت أنف ملالي الفرس ، وجرعت خنزيرهم كأس السم ، يتحول بفعل الغزو والاحتلال الامريكي إلى حديقة خلفية لحكام طهران ، بفعل التآمر الامبريالي الامريكي مع الملالي ، وتسليمه لهؤلاء الملالي بعد هروب امريكا وقواتها من أرض العراق ، بسبب الخسائر التي منيت بها امريكا على الأرض في مواجهة المقاومة العراقية الباسلة ، لتصبح ايران في نظر هؤلاء المرتزقة من العرب دولة ممانعة ومقاومة ، دون أن تقدم شيئاً على طريق المقاومة ، لا بل تعمل على منافسة الكيان الصهيوني على تمزيق الوطن العربي ، واحتلال اراضيه ، كما في العراق وسوريا ولبنان من خلال حزب الله.

الدين الطائفي الفارسي ، هلوسات شبيهة بهلوسات الصهيونية التي استغلت الدين اليهودي، لتخرج على العالم بدين صهيوني ، وهكذا هم الملالي في طهران يركبون الدين الاسلامي ليخرجوا علينا بدين فارسي مجوسي لا صلة له بالاسلام ، وهو ما تحاول ايران جاهدة لتطبيقه على الأرض في كل من العراق وسوريا لتتحولا لمنطقة نفوذ لها ، ولتكون دولة اقليمية تتعاون مع الصهيونية بمظلة امبريالية امريكية ، لتدمير الوطن العربي ونهب خيراته ، وبهذا فهي تقدم خدمة جليلة للصهيونية ، ليسود كيانها في المنطقة ، فليس هناك من سلاح أشد خطورة على هذا الكيان الغاصب من سلاح الوحدة العربية ، الذي تسعى ايران لتحطيمه ، وتمزيق أواصر المجتمع والوطن العربي بالنزاعات الطائفية .

احتلال العراق من قبل ملالي الفرس لا يقل خطورة عن احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين ، ومن يرفض اي جهد لتحرير العراق تحت ذريعة اولوية الصراع مع الكيان الصهيوني ، ليترك لايران الاستمرار في ممارساتها في تدمير العراق وسوريا هو واهم ، فالاصح هو مساندة المقاومة العراقية على نفس المستوى من مساندة المقاومة الفلسطينية ، والعمل على توحيد جهود كل المقاومين في مواجهة أي اعتداء على أي جزء من الوطن العربي ، فتحرير العراق هو اضافة نوعية للمقاومة الفلسطينية وسند وظهير لها ، كما كان النظام الوطني العراقي السند والظهير الوحيد لأبناء فلسطين أثناء انتفاضتهم .

مجرم وخائن من يقدم العراق لقمة سائغة لملالي الفرس تحت ذريعة أنها دولة ممانعة ومقاومة ، والواقع يؤكد أنها دولة محتلة ، ولا يجوز لأي عربي شريف أن تغمض عيناه عن ممارسات الملالي الطائفية العدوانية في الوطن العربي ، فهاهو العراق تحت الاحتلال الفارسي جثة هامدة ، دولة على الورق وحكومة دين فارسي .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الثلاثاء ٢١ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة