شبكة ذي قار
عـاجـل










عبر كل العصور نهضت حضارات الأمم العظيمة بمبدعيها الذين هم جذعها الشامخ وصدى وجودها الأبدي الذي يقاوم الاندثار وعواصفه الهوجاء :

تهب كل رياح الارض عاصفة**والنخل لا تنحني الا ذوائبه

كما قال راحل العراق والأمة العربية الكبير الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الذي رحل اليوم بعد عمر مديد حافل بالإبداع والعبقرية والعطاء الشعري والانتماء الوطني والقومي الأصيل وختم سنواته الأخيرة بالمعاناة والقسوة والمرارة كما هو حال كل العراقيين الذين تعرضوا لمحنة وجودية قل نظيرها في التاريخ البشري الحديث، انفتح بعدها بلدهم على خراب لا ضفاف له، لكنهم صمدوا، ونأوا كل النأي عن ما أريد لهم من هزيمة نفسية، وحضارية ووجودية، وكان لشعر هذا الراحل وغيره من مبدعي العراق دوره الكبير في بناء روح البطولة والرجولة التي استوطنت نفوس قادة البعث في العراق ورجاله، ويكفي شعره فخرا أن شهيد الحج الأكبر ردده من داخل سجنه

بل كانت لحظات العبور الأسطورية التي خطاها إلى الشهادة استحضارا لا تخطئه الملاحظة لنصوص كثيرة دونها هذا العبقري في نصوص كثيرة :
يقولون: هل بعد المنية غاية؟**أجلْ.. بعدها أن لا تَجوع، ولا تَعرى
وأن لا تَرى لِلشَّر وجها،ولا يدا **وأنَّك تُمسي لا تُراع، ولا تُغرى
أجلْ بعدها معيارها.. أن تَجيئَها** مهيباً. وأن تَختارها ميتَة بِكْرا
وأن تَترك الدنيا وذكراك ملْؤها**ثكلْتُك إن الموتَ موتُك في الذكرى
ولَو كان بعد الموت موتٌ لَعوضتْ**به النَّفس ما عانَتْه من ميتَة نَكرا

إننا في حزب الصواب نيابة عن بلاد شنقيط التي أحبت إبداع هذا الشاعر وارتبطت بقضيته وعبرت عن ذلك حين استقبلته أكثر من مرة بالأهازيج وصور الشهيد وعلم العراق ذي النجوم الثلاثة، وبادلها هو حبا بحب وحنانا بحنان :

سألتُ الله شمسُك لا تغيــــبُ ** وليلُك فجرُه أبدا قريـــــــب
وأجراس القصائد فيك نشوى ** لها وقع بسْمعنا عَجيـــــــب
ونوقك لا يشيخ لها حنيــــن ** ولا يجفو بأضرعها الحليب
وتبقى كبرياؤك لا تـــدانى* * ولا يدنو لها كــــدر مريب
ومثل نقاء هذا الرمل تبقى ** نفوس بنيك من ألق تطيب
لأنك أنت يا شنقــــيـــط أم ** تشيب الأمهات ولا تشيــب

إننا نعزي المقاومة العراقية الباسلة التي حظي اسم الراحل بشرف الإضافة إليها ( شاعر المقاومة العراقية ) كما نعزي كل الشعب العراقي وعائلة الفقيد في رحيله، الذي مثل ثلمة كبيرة في الإبداع العربي الملتزم بقضايا امة تعيش محنة تاريخية جسيمة.

القيادة السياسية
نواكشوط  ٨ / ١١ / ٢٠١٥





الاحد ٢٦ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب الصواب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة