شبكة ذي قار
عـاجـل










مات "أحمد الجلبي" وأنتهى أمره ، وترك خلفه تاريخ قذر مليء بالعمالة ، الخيانة ، التأمر ، السرقة ، التزوير ، الابتزاز ، القتل ، تهريب الاثار والاستحواذ على الاملاك العامة ، وما خفي كان أعظم ، ورغم هذه ( البلاوي ) جاء القرار بدفنه في صحن الإمام الكاظم ، في البداية قامت القيامة ، واعترض العامة من الناس ، وعبروا عن غضبهم بالاحتجاجات العلنية ورفعوا اللافتات المنددة واعتبروا دفنه في الصحن تدنيس للضريح المقدس!!،

ولم تمر أربعة وعشرين ساعة حتى تغيرت المواقف واصبح المعترض السابق يبرر الدفن بحجج ما انزل الله بها من سلطان ، فقالوا ... أن أحد أجداد "الجلبي" تبرع بارض للضريح مشترطاً ان يدفن هو وأحفاده فيها !!، أليس هذا عذر أقبح من فعل !!،

طيب .. هل دفن الجد المتبرع بالصحن أو احد من ذريته؟!، هل هناك وثيقة تثبت هذه العطية؟!، لماذا لم نسمع من قبل بهذه الصفقة المشروطة؟!، كل هذا هراء وهذه القصة مخترعة وعمرها يوم واحد فقط ، والقصة الحقيقية هي أن "تمارا الجلبي" طالبت بتشريح جثة والدها من قبل أطباء من خارج العراق ، فجوبه هذا الطلب بالرفض من قبل أصحاب القرار النافذ في العراق ، فقررت "تمارا" نقل جثته إلى أمريكا لكن قرارها واجه رفضاً قاطعاً ، والسبب أن هناك توصية بدفن "الجلبي" بالعراق وبدون تشريح ، لماذا؟!،

لأن الوفاة لم تكن طبيعية ، وهناك يد كانت وراء قتله والتخلص منه ، لأن "الجلبي" كان يمتلك خزين من الملفات أخطر من ملفات "ويكليكس" ، وكان يمارس الضغوط على أصحابها عند الحاجة أو تهديدهم بصورة غير مباشرة ، مما أثار كل من حوله بما فيهم "نوري المالكي" ، الذي قال عنه "الجلبي" بأنه مفروض علينا ( إيرانيا وأمريكيا )!! ، المهم أن "تمارا" ارغمت على الرضوخ لأصحاب القرار والقبول بالصفقة ،

وهي .. أن يدفن والدها في مكان أمن لا يمكن المساس به حتى وأن تغير النظام ، وصحن الأمام الكاظم مكان لا يمسه أحد لقدسيته ، وأن تستمر في موقع والدها في قيادة الحزب وإدارة أعماله!!، وحتى تسكت الأصوات التي أعترضت على قرار دفنه بالصحن الكاظمي ظهر أسم "السيستاني" على الواجهة مؤيداً ومباركاً "للجلبي" ومدفنه ، فأخرس كل الأفواه ، وبدأت بعدها تظهر قصة العطية المشروطة لجد "الجلبي" ، واغلب الظن أن هذه القصة عفوية غير مدبرة ، روج لها عّباد المرجعيات لتبرير موقف "السيستاني" ، فهؤلاء يحاولون أن يدافعوا عن المرجعية ومواقفها مهما كلفهم الأمر من كذب وتأليف ونكران إن لزم الأمر ، كما حدث في فضية الـ 200 مليون دولار التي تقاضاها "السيستاني" من الأمريكيين مقابل فتوى عدم التعرض للقوات الأمريكية.

بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
alhashmi1965@yahoo.com
 ٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٥





الاثنين ٢٧ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة