شبكة ذي قار
عـاجـل










ان أول ما أريد ان أنبه اليه هو ان ثقافة الاعضاء والشباب القومي بصورة عامة لا يجوز ان تبقى ثقافة منفعلة(1)، كأن ينظر الى قضية الأمة العربية على أنها تحتوي مشاكل نظرية وعناوين لمشاكل يمكن ان تحل بجواب يعطى من شخص او من صحيفة أو مجلة كتلك الاسئلة التي توجه عادة الى المجلات والاذاعات، فذلك لا يكون ثقافة... وهذا هو النوع الرائج في وسطنا، ويكتفي به عامة الناس والذين لا يعتبرون القضية قضية جدية تتعلق بمصيرهم بل تتحول في الواقع بالنسبة اليهم الى كلام وتسلية بالكلام والنقاش لتمضية الوقت والاكتفاء بمفاهيم رائجة سطحية جدا وخاطئة من أساسها، والدوران في نطاق هذه المفاهيم العامية السطحية واحتدام الجدل بين وجهات نظر وآراء ليست هي في الواقع لا وجهات نظر ولا آراء. إن الذي يهمنا نحن بالدرجة الأولى هو تكوين الجيل العربي الجديد الذي تلقى عليه مهمة الإنقلاب العربي وإيصال القضية القومية الى الظفر والنجاح، يهمنا أن يكوّن هذا الجيل لنفسه ثقافة حقيقية متميزة تميزاً واضحاً عن العامية المسيطرة على مجتمعنا.

وباختصار : كيف يجب أن نفهم الثقافة؟ هي أولاً مشاركة في الجهد وليست انفعالا وتكيفاً، أي أن الذين عليهم أن يتثقفوا يتوجب عليهم ان يتعبوا وأن يتقاسموا الجهد مع مثقفيهم وان يمشوا بأنفسهم خطوات جديدة في طريق المعرفة والتثقف اذ لا يجدي قضيتنا شيئاً ان نجمع شباباً لا يعملون أكثر من حفظ بعض الشعارات والكليشهات والاجوبة العامة الموجزة التي يمكن أن تفهم على أي شكل أي ان لا تفهم مطلقا. على الشعب العربي ان يفهم ان الثقافة هي نوع من أنوع النضال، النضال مع النفس، النضال مع الفكر لكي يتعب في تحصيل المعرفة ولكي يجرؤ على تبديل الأسس السطحية في التفكير الشائع التي هي في داخله لكونه ابن وسطه، لكي يعيد النظر في كل الامور الأساسية حتى يصل الى النظرة الجديدة، النظرة الإنقلابية التي أوجدها الحزب في المجتمع العربي الجديد، والتي لا يعني وجودها بأن جميع المنضوين تحت لواء الحزب او المناصرين لاتجاهه قد فهموها وحققوها في أنفسهم وعاشوها بعمق. فكل شيء يمكن ان يستعار وان يقلد الا الفكر: على كل شخص، على كل فرد ان يملكه شخصيا، اي ان يمشي هذا الطريق من أوله بنفسه وبجهده الخاص حتى يصح أن يعتبر هذا الشخص انقلابيا وان تكون نظرته أصيلة نابعة من نفسه لا مجرد تقليد واستعارة.

من المهم جدا أن نعود دوما الى أنفسنا بالنقد الذاتي حذرا وحيطة لكي نهدم بعد كل خطوة نخطوها ما يعلق بنا من اصطناع وتزييف وتقليد اذ ليس أسهل من أن يستسلم الإنسان للتقليد والتزييف لأن فيهما الراحة والكسل. فالحركة الصادقة الحية هي التي تبقى في صراع مستمر مع نفسها كما هي في صراع مستمر مع أعدائها ومع الاوضاع والقيم الفاسدة التي عليها ان تحطمها. لذلك رأيت من الواجب ان ابدأ جوابي على الاسئلة بهذا التنبيه لكي تحتاطوا كثيرا لأنفسكم وترفضوا رفضا باتا وجازما أن تكون فكرتكم وان يكون إيمانكم بالحركة شيئاً غير نابع من نفس كل منكم وشيئاً سهلا يحفظ بالذهن ويلوكه اللسان ولكنه عديم الصلة بالحياة.

1- السؤال الأول : عن موقف الحزب عندما يصل الى الحكم ويحقق أهدافه او يبدأ في تحقيق الانقلاب العربي، وكيف يكون موقفه من الدين بصورة عامة ؟

للاجابة على هذا السؤ ال لا بد من ملاحظة أولى وهي ان لا فرق في نظرة حزبنا بين المرحلة التي تسبق وصوله الى الحكم بالشكل الكامل وبين المرحلة الثانية والاخيرة التي هي مرحلة التحقيق الإيجابي، تحقيق الإنقلاب العربي الشامل. فعمل الحزب اذن واحد في المرحلتين ومنطقه واحد ونضاله أيضا واحد. كثيرا ما رددنا خلال نضال الحزب هذه الفكرة بأن حزبنا سيعد أو هو مكلف بأن يعد الانقلاب العربي منذ اليوم الأول الذي ظهر فيه بإعداده أدوات الإنقلاب التي هي نفوس الشباب، اذ لا يمكن التفريق بين الإنقلاب وأدواته. فكما تكون الأدوات يكون الإنقلاب، وقد يكون التعبير غير دقيق، اي ان أعضاء الحزب المناضلين الذين نسميهم أدوات الإنقلاب يطلب من الحزب أن يربيهم في تفكيرهم وفي سلوكهم التربية الإنقلابية الصحيحة حتى يستطيعوا أن يحققوا الانقلاب عندما تتوافر جميع الشروط لهم. للانقلاب شروط على نوعين: شروط ذاتية وشروط موضوعية - شروط ذاتية يجب أن تتحقق في نفوس الإنقلابيين، في نفوس أعضاء الحزب وأنصاره، وشروط موضوعية تتعلق بالظروف الخارجية والظروف الداخلية ونمو المجتمع والثروة وشتى النواحي. فلو أهملنا الشروط الذاتية وتوفرت الشروط الموضوعية فلن يكون ثمة انقلاب لأنه لن يكون ثمة من يؤمن بهذا الانقلاب، ومن يعي أهدافه ومن يتصف بأخلاقه وبالإخلاص له حتى يحققه. لذلك أستطيع أن أعود الى المقدمة عن الثقافة وأقول بأن من أهم عناصر الثقافة التي يجب ان تطلبوها انتم هو النضال نفسه، هو العمل والمشاركة في حمل المسؤوليات والإتصال الحي بالواقع ومواجهة مشاكله وصعوباته والاهتداء بالوعي والإرادة الى ايجاد الحلول المناسبة لها بشكل يقوي التيار الإنقلابي ويوصل الإنقلاب الى أهدافه. هذا عنصر أساسي من عناصر الثقافة الجديدة التي نطلبها للجيل الجديد اذ ان كل ثقافة تنحصر في الذهن والتفكير فقط دون مشاركة فعلية وعملية، ليست ثقافة ناقصة فحسب، بل هي ثقافة مختلة ومنحرفة من أساسها لأن عنصر العمل مفقود فيها.

المشكلة الدينية هي بلا شك من أبرز المشاكل في المجتمع العربي الحديث، لذلك لا يعقل أن يتجاهلها حزبنا وان يتهرب من إيجاد الحلول لها. لهذه المشكلة تعبيرات مختلفة، تعبير فكري يتصل بصميم عقيدتنا الإنقلابية وتعبير أخلاقي عملي يتناول تصرفاتنا وردودنا على المشاكل الواقعية التي نواجهها. مهمة الحزب هي أن يضع للعرب في هذه المرحلة الخطيرة صورة كاملة لمشاكل حياتهم والحل لهذه المشاكل، واجبه ان يضع لهم صورة كاملة للحياة الإنسانية. فهل الدين شيء ثانوي مصطنع في حياة الإنسان والامم؟ هل هو شيء عارض ولو أنه دخل حياتهم منذ ألوف السنين؟ وإذا نظرنا اليه على أنه شيء غير أصيل، غير أساسي ولا يلبي حاجة صادقة وعميقة في النفس فهل يمكن أن ينتهي ويزول مع ما وراءه من تاريخ حافل طويل منذ آلاف السنين؟

إن الحزب لا يرى هذا بل يرى أن الدين تعبير صادق عن إنسانية الإنسان، وانه يمكن ان يتطور ويتبدل في أشكاله، وان يتقدم او يتأخر ولكنه لا يمكن أن يزول.

اذن فالدين في صميم القضية العربية والمواطن العربي الذي نعمل لتكوينه لم نرض له ان يتكون تكوينا ناقصاً أو زائفاً، وأن نكتم عنه جانباً من الحقيقة أو نصف الحقيقة فنعطيه فكرة تخدمه وقتاً من الزمن ثم لا تعود صالحة، عندها نصل الى الشيوعية وفلسفتها، فنحن منذ بدء حركتنا نظرنا الى الشيوعية كشيء خطير وجدي وجدير بأن يعتبر، وبالرغم من كل النواحي الإيجابية الخطيرة التي أتت بها فلسفة ماركس فقد اعتبرناها ناقصة لأنها لم تعبر عن كامل الحقيقة بل أخفت بعض نواحيها، وقد يكون قصدها من وراء ذلك تقوية العمل وتركيز العزم على مجال محدود من الأهداف القريبة لكي يكون مردود العمل أكبر ونزوعه أقوى وأفعل، تاركة للزمن فيما بعد ان يصلح ما أهملته وان يكملها ..

فالماركسية تقوم على أساس نفي وانكار كل معتقد يتجاوز الطبيعة والمادة والأشياء المحسوسة كما هو معروف، وليس هذا في الماركسية نتيجة عجز عن الفهم، كلا بل له دافع عملي وهو: ما دام الدين قد استخدم خلال التاريخ، وبصورة خاصة خلال التاريخ الحديث حيث تفاقمت الفروق الطبقية والإستغلال الطبقي، ما دام قد استخدم لإبقاء الاستغلال واستمراره ودعمه واستخدم لمنع التحرر البشري وكان في صف التأخر والعبودية والظلم، لذلك رأت الماركسية ان تنسفه نسفا. فالدافع اذن دافع عملي وليس عجزا عن فهم أهمية الدين وحقيقته. ولكننا نحن لا نقر هذا الدافع على ما فيه من واقعية، اذ أنه ينبىء عن ضعف ثقة بالإنسان بأنه لا يتحمل هضم الحقيقة الكاملة. فنحن مع تبنينا للنظرة السلبية الى الدين، اي رغم معرفتنا الطريقة الرجعية التي استخدم الدين بها ليكون داعما للظلم والتأخر والعبودية، نثق رغم ذلك بأن الإنسان يستطيع أن يثور على هذه الكيفية في استخدام الدين، وعلى هذا النوع من التدين الكاذب والمشوه وأن يعطي في نفس الوقت للدين الحقيقي الصادق حقه.

ونحن لا نجهل بأن نظرتنا هذه تتطلب هن الجهد والحذر أضعاف ما تتطلبه النظرة الشيوعية التي تخلصت من المشكلة بأن رفضتها تماماً وألقتها جانبا. أما نحن فالمشكلة بالنسبة لنا أعقد بكثير لأننا كما قلنا في مرحلة الإنقلاب، الإنقلاب العميق الجذور في كل الأمور الأساسية التي ترتكز عليها حياة العرب والتي يؤلف الدين جزءاً منها. فلو اكتفينا مثلا بالنظرة السطحية وقلنا ان الدين رغم كل انحرافاته وتردياته والاشكال التي يستغل بها ضد مصلحة الشعب وضد التقدم وحرية الإنسان، هو بهذه الصورة المشوهة وضمن هذا الاطار الرجعي، شيء صادق وأساسي لا يستغنى عنه وانه متأصل بأعماق الإنسان، لذلك فنحن نوافق عليه بهذه الصورة ونتبناه! لو مررنا على الدين هذا المرور السريع لأدّى الأمر بنا الى أن نلتقي مع الرجعية وان نقبل كل أمراضنا الإجتماعية والفكرية والأخلاقية وأن نكون قد بقينا في أرضنا لم نغير في حياة العرب، وهذا تزوير كبير للحقيقة، وقتل بل خنق للإنقلاب قبل ان يولد.

فكرتنا إيجابية تنتهي دوماً الى تقرير الحقائق الإيجابية، ولكن يجب أن لا ننسى بأن بين وضعنا الآن وبين هذه الحقائق الإيجابية التي يجب أن نصل اليها عندما يتحقق الإنقلاب العربي، مسافات شاسعة يجب أن يبقى فيها التوتر شديداً بين وضعنا السلبي المريض الذي نعيشه وبين المرامي الأخيرة لفكرتنا، وان تكون لدينا الشجاعة الكافية واليقظة التامة لكي نتبين كل مفاسد أوضاعنا ونحاربها محاربة لا هوادة فيها، وان نشق من خلال هذه المعركة السلبية التي نحارب فيها المفاهيم البالية المشوهة، طريق القيمة الإيجابية التي سنصل اليها آخر الامر. كثيراً ما قيل لنا، خلال السنوات التي مر بها الحزب في نضاله، من جماعات رجعية، متأخرة في عقليتها، استغلالية في سلوكها تمثل المصالح والعقلية والأوضاع التي يتوجب علينا القضاء عليها، كثيراً ما قيل لنا: ما دامت نظرتكم إيجابية وما دمتم تعرفون قيمة الدين فما الفرق بيننا وبينكم؟

الفرق كبير جدا، هو الفرق بين النقيضين. نحن نعتبر أن الرجعية الدينية تؤلف مع الرجعية الإجتماعية معسكراً واحداً يدافع عن مصالح واحدة، وانها أكبر خطر يهدد الدين. ان هذه الرجعية التي تحمل لواء الدين في يومنا هذا وتتاجر به وتستغله وتحارب كل تحرر باسمه وتدخله في كل صغيرة وكبيرة لكي تعيق الإنطلاقة الجديدة، هي أكبر خطرعلى الدين، وهي التي تهدم مجتمعنا وتشوهه، فلولم نكن نحن ولو لم تكن حركتنا موجودة لتهدد المجتمع العربي بأن يشوهه الإلحاد، اذ أننا بمقاومتنا الرجعية الدينية بدون اعتدال وبدون مسايرة وبمواقفنا الجريئة المؤمنة منها، ننقذ مجتمعنا العربي من تشويه الإلحاد.

ولكن هذا شيء والسلوك والتصرف شيء آخر، او بالأصح يجب علينا أن نعرف كيف نترجم فكرتنا ترجمة عملية وكيف يجب أن يكون تصرفنا العملي مؤدياً الى الغاية المطلوبة: ان جمهور شعبنا ما زال متأخراً وما زال خاضعاً لمؤثرات رجال الدين من شتى المذاهب والطوائف. فلو اننا ذهبنا الى جمهور الشعب، وليس لنا غنى عنه اذ بدونه لا نستطيع أن نحقق أي تبديل أساسي في الحياة العربية، لو ذهبنا اليه بأفكار فجة وبأساليب غير محكمة وتصرفنا تصرفات هي أقرب الى ردود الفعل والنزق والمرض النفسي منها الى الإيمان بحركة منقذة، فأخذنا نطعن بالدين ونتبجح بالكفر ونتحدى شعور الشعب في ما يعتبره هو مقدسا وثمينا، نكون بدون فائدة وبدون أي مقابل أغلقنا أبواب الشعب في وجه الدعوة وأوجدنا ستارا كثيفا بيننا وبينه حتى لا يعود قابلا او مستعدا لأن يسمع منا شيئا أو أن يسايرنا في نضالنا ودعوتنا.

فالمناضل البعثي يجب أن تتوافر فيه شروط صعبة جدا وتكاد تكون متناقضة، فهو حرب على كل تدجيل باسم الدين والتستر وراءه لمنع التطور والتحرر والإبقاء على الأوضاع الفاسدة والتأخر الاجتماعي، ولكنه في الوقت نفسه يعرف حقيقة الدين وحقيقة النفس الإنسانية التي هي ايجابية قائمة على الايمان لا تطيق الانكار والجحود، وان جمهور الشعب ليس هو العدو بل هو الصديق الذي يجب أن نكسب ثقته. صحيح انه مضلل مخدوع ولكننا نحن لا نستطيع أن نكشف له انخداعه إلا إذا فهمناه وتجاوبنا معه وشاركناه في حياته وعواطفه ومفاهيمه، فنحن في كل خطوة نخطوها نحوه نستطيع ان نطمع بخطوة من جانبه يأتي بها إلينا، لذلك يكون المناضل البعثي مهددا دوما بالخطر: فهو ان سلك هذا السلوك مهدد بأن يتزمت وان ترجع اليه عقليته الرجعية التي ثار عليها، وهو ان سلك سلوكا آخر معاكسا، إن شهر السيف على المعتقدات الخاطئة مهدد بأن يصبح سلبيا وان يخون ما في فكرة البعث من ايجابية فيلتقي بهذا مع السلبية الشيوعية التي رفضناها او ان يلتقي مع أي شكل من أشكال التحرر الزائف المقتصر على التظاهر والتبجح. إذن على المناضل البعثي، عندما يحارب الرجعية ويصمد أمام هجماتها وافتراءاتها وتهيجاتها وإثاراتها، ان يتذكر دوما انه مؤمن بالقيم الايجابية والقيم الروحية وانه انما يحارب تزييف القيم من قبل الرجعية ولا يحارب القيم نفسها. وانه عندما يساير جمهور الشعب ويتصرف تصرفا حكيماً معه دون أن يجرح عواطفه لكي ينقله تدريجيا الى مستوى الوعي اللازم، عليه أن يتذكر انه رجل ثائر متحرر لا يقبل لنفسه ولا لأمته مستوى رجعيا رخيصا من الإعتقاد ولا صورة مشوهة للعقيدة الروحية، وان مسايرته للشعب ليست الا وسيلة مؤقتة لكي يهيئه لأن يفهم الامور الصعبة. ان ثقة البعثي بالإنسان عامة وبالإنسان العربي خاصة يجب أن تغريه دوما بالمزيد من الجرأة في مكافحة المعتقدات الخاطئة الجامدة، وان لا يحسب ان الأمة العربية لا تتحمل هذه الكمية من الثورة والتحرر فهي خصبة عميقة، وهي مختزنة لتجارب مئات السنين من الآلام، مئات السنين من التأخر والظلم، لذلك فهي مهيأة كل التهيؤ لان تتفجر وان تبلغ مستوى روحيا فيه كل الجرأة.

نيسان 1956
( 1 ) حديث ألقي على الاعضاء والانصار في طرابلس.





السبت ٢ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة