شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ تسعين عاماً والمحمرة ترزح تحت نير الاحتلال الفارسي ، ومنذ ما يسمى بثورة الخميني الملا الفارسي المجوسي ، التي تلونت بلون الامبريالية الغربية ، عندما احتضنها الغرب في الضاحية الجنوبية من باريس ، ووفر لها كل الدعم الاعلامي ضد سلطة الشاه المقبور، الذي فقد دوره في خدمة أسياده في واشنطن وتل ابيب ، وجال في كل أنحاء العالم ليجد له ملاذاً يستظل به ، ولكن حاصره الغرب ليعيش مطروداً مذموماً ، بعد أن أمضى عمره ونظامه الشاهنشاهي في خدمة الامبريالية الإمريكية والصهيونية العالمية ، ولم يجد في كل هذه الدنيا غير نظام أنور السادات الذي خان الوطن والأمة في قفزته التي قفزها ، ليحط في الكنيست الصهيوني ، ثم ليوقع اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة .

كان لدى الغرب والولايات المتحدة تحديداً دور في انهاء نظام الشاه ، وخوفاً من صعود القوى القومية الايرانية واستلامها للسلطة ، وقفت بجانب قوى اليمين الرجعي المتخلف المتمثل بسلطة الملالي بزعامة الخميني ، فوفرت له الدعم الاعلامي الكامل، وتخلت تماماً عن الشاه لفقدانه قدرته على الاستمرار في تنفيذ أهداف أسياده في واشنطن ، وقد استطاعت سلطة الملالي التخلص من كل القوى الفاعلة في الثورة على الشاه من عرب الاحواز والاكراد وومجاهدي خلق وغيرهم ، واحرقت الشباب الايراني باتون العدوان على العراق .

شعب الأحواز الذي يعاني من قمع وتنكيل وتعذيب بكل أبنائه من قبل ملالي الفرس المجوس ، الذين لا يملكون من ايران غير بقعة جرداء من الأرض التي يسكنها الفرس ، وثروة ايران المائية والنفطية والغازية وموانؤها على الخليج العربي كلها في الأرض الاحوازية ، ويحرم أبناؤها من ثروة مناطقهم وأراضيهم ، ويحرمون حتى من اطلاق أسمائهم العربية ، وشعب الاحواز الذي ينتمي لأمته العربية ، بعيداً عن الجذور الفارسية ولا الدولة الايرانية ، هو من ناضل ضد سلطة الشاه ، وساهم مساهمة كبيرة في طرده ، فكان جزاؤه من الخميني وزبانيته المزيد من القمع والاضطهاد ، لحقد أسود في قلب هذا المجوسي اللعين .

في ايران هبات شعبية ، وثورات تعم مناطق عديدة من ايران ، وتشمل مكونات متعددة من مكونات ايران الدينية والطائفية والعرقية ، بسبب القمع والاضطهاد الذي تمارسه سلطات ملالي الفرس المجوس ، والتي تجد في ولاية الفقيه طريقها الدموي للقضاء على كل من يخالفها الرأي ، وقتل وتشريد كل من يقف في مواجهة سلطة ولاية الفقيه التي تعبث بكل قيم المجتمع ، وتحرم على المواطنين كل تفكير بالحياة خارج التفكير الطائفي المقيت ، وتدوس على كل أنواع الحريات ، وترفض الاعتراف بحقوق الإنسان .

في الأحواز مقاومة ، وفيها ثورة وثوار قدموا التضحيات على طريق الحرية التي ينشدها الشعب الاحوازي ، فهبوا يا أبناء الاحواز لتضييق الخناق على سلطة ملالي الفرس المجوس ، انفضوا عن كاهلكم هذا الكابوس الدموي ، وتخلصوا من هذا القمع الفارسي الذي تمارسه سلطة الملالي في حقكم وحق مستقبل أبنائكم .

عودوا إلى جذوركم واطردوا سلطة الملالي من وطنكم ومن دياركم ، فهؤلاء صهاينة الامبريالية الامريكية ، وصنيعة الغرب الاستعماري ، يتسترون بعباءة الدين والدين منهم براء ، فهم واهمون باحياء امبراطورية اندثرت منذ زمن طويل ، ولا حياة لمن تنادي لاحياء امبراطورية قد شبعت موتاً ، فالامبراطوريات التي قضى عليها رب العزة بأيدي أبنائه لن تكون لها عودة ، ومن يظن غير ذلك يجهل أن الله قد أراد أن يدوس على خزعبلات بشرية ، وأناس كانوا يعبدون دونه النار ، فأراد سبحانه أن يهديهم بالاسلام ، ولكنهم أبوا واستكبروا ، فضربوا الاسلام ، واساءوا للعرب من قدم لهم النصح والهداية .

يا أبناء العروبة قد غدر بكم الفرس كعادتهم في الغدر ، وعدم قدرتهم على المواجهة، فردوا لهم الصاع صاعين ، اطردوهم بوحدتكم ونضال شبابكم وتضحيات أبطالكم ، فوالله إنهم جبناء في المواجهة ، ألم يهزمهم العراقيون خمس مرات على أرض العراق ، ويجبر خنزيرهم على تجرع كأس سم الهزيمة في القادسية الثانية ، فهاهم في العراق خسة تعاونوا مع الامريكان ، ولم يكن في مقدورهم مواجهة العراقيين، فظنوا واهمين أنهم ملكوا العراق من خلال عملائهم في المنطقة الخضراء ، وظنوا واهمين أن في مقدورهم اقامة امبراطوريتهم التي عفى عليها الزمن ، ونسوا أو يتناسون أن العراق سينهض ، فقد مرت عليه ويلات أكبر مما هو فيه ، وتمكن ببطولات أبنائه أن يعيد سيرته ، وينهض من جديد ، فالعراق جمجمة الأمة ، ورمح الله في الأرض لن يكون في مقدور أي أجنبي أن يمتطيه ، وليس في مقدور أي كان أن يحكمه ، فكيف يرضى بأخس الناس وأنذلهم .

ثوروا يا أبناء المحمرة ودعوا سقوط نظام الملالي على أيديكم ، وزوال حكم المجوس بارادتكم فأنتم قادرون ، وقد تمكنتم من حكم الشاه رغم ما كان يلاقيه من دعم خارجي ، وهؤلاء رغم نفاق الغرب في التعامل معهم إلا أن حجم جرائمهم كفيل بالقائهم في مزبلة التاريخ ، فتنالون حريتكم وتعودون إلى حضن أمتكم ، أمة العرب التي حباها الله بأعظم رسالة ، وبأشرف إنسان وبأطهر كتاب ، فأنتم أهل للانتساب لهكذا أمة .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الثلاثاء ٥ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة