شبكة ذي قار
عـاجـل










 سالني احدهم لماذا البعثيون لم يصابوا بالوهن والضعف والانكسار او حتى اليأس بالرغم من قساوة وعنف ما يتعرضون له.؟ قبل الاجابة قلت له ان البعثي الذي يدرك حقيقة الإيمان ومقتضياته يشعر بألم ومعاناة شديدة من جراء الوضع المؤسف الذي تعيش فيه امته العربية اليوم ، ولا يستطيع أن يقف موقف المتفرج من آلام الأمة وما تعاني من "ضعف" و "هوان" و "هزائم" متلاحقة من قبل أعداء العرب بكل اصنافهم واشكالهم وانتسابهم ، ومع انتشار مرض الهوان في حياة المواطن العربي ، وبالتالي على المناضل البعثي ومن واجبه الإيماني برسالته وعقيدته أن يبحث عن سبل الخلاص ويبذل كل ما أوتي من قوة وجهد في سبيل إخراج الأمة من هذه الحالة المتردية و الأخذ بأسباب النصر والابتعاد عن مواطن الضعف والوهن واليأس. والبحث هنا مقصود به (( القوة المضافة )) اي القدرة على تشخيص الداء وهو أول خطوة لمعالجة المرض ولن يكون الدواء نافعاً إلا بعد معرفة الطبيب لنوع المرض وأسبابه، فإن الدراسات التي تكشف عن مواطن الداء في بنية الأمة وتبين العلاج، لها فائق الأهمية وكبير الأثر في النهوض من الكبوات والازمات للخروج من الازمات والعلل لاحتلال مكانتها في الحياة وأداء دوره الرسالي الخالد في قيادة الأمة و نهوضها.خاصة في العصر الذي انكشف زيف المناهج والمذاهب الوضعية التي أعلنت عن فشلها وإفلاسها في إسعاد المواطن أو وضع حد لمعاناته المتزايدة .

ولكي يتمكن البعثي المناضل في هذه الأمة من تنظيم وقيادة الامه نحو العلى، ويتحرز من مواضع الضعف والهوان يضع نصب عينيه الخطوات التالية :-

1 - سلامة العقيدة :
فسلامة العقيدة أهم المهمات وأوجب الواجبات، العقيدة السليمة سبب للنصر والظهور والتمكين والاجتماع، العقيدة السليمة تحمي معتنقيها من التخبط والفوضى والضياع،وتمنحهم الراحة النفسية والفكرية, وتدفعهم إلى الحزم والجد في الأمور، تكفل لهم حياة العزة والكرامة

والعقيدة في حزب العث العربي الاشتراكي هي الأساس الذي يقوم عليه بناء الإيمان في نفس المناضل البعثي ولا بد أن تظهر أثار العقيدة في سلوكه وأعماله

فإذا كانت العقيدة راسخة في قلب الإنسان ونفسه نرى أثر هذه العقيدة في استقامة خلقه وسلامة تصرفاته وحسن معاملاته.

إذن العقيدة هي التي تصيغ الحياة إماً سلباً أو إيجاباً، وإذا أدركنا ذلك ندرك سر الاهتمام البالغ الذي أولاه حزب البعث العربي الاشتراكي للعقيدة، فقد عالجت افكاره ومنطلقاته النظرية قضية العقيدة في نفوس البعثيين معالجة عميقة بكافة جوانبها، ولذلك من الطبيعي جداً أن ينعكس أي ضعف أو خلل أو غبش يطرأ على عقيدة البعثيين وتصوراتهم ونظراتهم للأمور والأشياء أن ينعكس على سير نضاله ويسفر عن ضعف ووهن وهزيمة أمام العدو في ميادين المنازله. لقد انطلق حزب العبث العربي الاشتراكي من تجربة حركة التحرر العربية ومن تحليل موضوعي لتجربة النضال العربي ومن اتصال وثيق بالتراث العالمي والفكر الاشتراكي الأمر الذي مكنّه من صياغة أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية بدقة ووضوح وكانت هذه الأهداف عنوان نضاله الدائم وتجسيداً حياً لتطلعات الجماهير وأمالها على امتداد الساحة القومية وتأتي مواقفه النضالية المشرفة إبان تلك الفترة برهاناً على عمق إيمانه بما طرح.‏

2 - قوة الإيمان :
إن الإيمان بعقيدة البعث الخالد وما يتبعه من أمور عقائدية أخرى وما ينبثق عن كل ذلك من تصور للنهوض والحياة للامة العربية هو أساس البناء الذي تقوم عليه شخصية البعثي المناضل، كما أنه الموجه الذي يوجه أفكار الإنسان البعثي وسلوكياته وتصرفاته

والإيمان يجعل البعثي يخرج من دائرة الخوف الضيقة، والايمان الباعث للهمة والمقوي للإدراك، وكلما ضعفت إرادة البعثي لا سامح الله ، ووهنت قوته أمده هذا الإيمان بقوة قلبية تتبعها الأعمال البدنية وكلما أحاطت به المخاوف كان هذا الإيمان حصناً حصيناً يلجأ إليه البعثي، فيطمئن قلبه وتسكن نفسه، ان الأساس الخالد لعمل حزب البعث العربي الاشتراكي، الأساس الذي لا يتبدل ولا يستغنى عنه هو (الايمان). والتفاؤل مظهر بسيط من مظاهر الايمان. هذه نظرة قد يعتبرها بعضهم غيبية، ولكن الحياة برمتها تقوم عليها منذ ان وجدت الحياة الانسانية. وإذا طرحت هذه النظرة جانبا لا يبقى تاريخ ولا يبقى إنسان

وبما أن الإيمان أكبر مصدر للقوة في نفس البعثي، فإن القلب الذي يملأ الإيمان أعماقه لجدير أن يثبت في العواصف والزلازل ويدفع صاحبه إلى مزيد من الصبر والاستقامة في مواجهة الشدائد.

3 - الاستعانة بالله .
من يستعين بالله تعالى ويتوكل عليه في دعوته، ويشعر بمعيته وتأييده ليثبت مثل ثبوت الجبال الشامخات ولا يتزلزل أمام بهرجة الباطل والشوكة الزائفة لأهله، وهو من ثمار الإيمان الصادق بالله تعالى ويقول سبحانه تعالى : "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَاا خَالِدُونَ" (البقرة:257)، وقال تعالى: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"(الطور: من الآية48
ومن كان بمعية الله مصحوباً، وكان بعين الله محفوظاً، فهو أهل لأن يتحمل المتاعب ويصبر على المكاره.

4 - اليقين :
فإن ما يحث البعثي على نضاله وصموده ويثبته عليه، ويزيده رغبة فيه وحرصاً عليه أن يطمئن أنه مجزي عليها جزاءً مرضياً ومن هنا يشير حزب البعث العربي الاشتراكي حيث يقول سرنا بهذه العقيدة، ولم تخيب الحوادث أملنا ولم تخيب أمتنا أملنا. اننا نبني عملنا على عقيدة لا تمت إلى الوهم او السحر بصلة وانما ترتكز على أقوى دعائم الواقعية العلمية والعلم وهي ان مصلحة المجموع العربي هي في اتجاه هذه الحركة ان حياة المجموع العربي هي في اتجاه هذه الحركة، لهذا يكفي أن تنشأ حركة مهما تكن بسيطة حتى يكون مجرد ظهورها ومجرد تقدمها خطوات في الطريق، حافزا وموقظا لهذه المصلحة التي يشعر بها المجموع بهذه الارادة الكامنة، حتى يتم هذا التجاوب وهذا التعاون المستمر بين الحركة الرائدة وبين المجموع الغافي الذي يستيقظ يوما بعد يوم وفي آخر هذا التجاوب الذي لن يكون طويلا، يتحقق البعث العربي.

5 - اليقين بالانتصار
ومما يعين البعثي على النضال والعمل اليقين بأن نصر الله قريب وأن فرجه آت لا ريب فيه، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسراً، وأن ما وعد الله به المؤمنين وما وعد به المبتلين من العوض والإخلاف لا بد أن يتحقق، فهذا اليقين جدير بأن يبدد ظلمة الوهن والقلق من النفس، ويطرد شبح اليأس من القلب، وأن يضيء الصدر بالأمل في الظفر، والثقة بالغد
يقول الله تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا ًإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً".

6 - الاقتداء بالقادة والمناضلين :
ومما يعين البعثي في السير إلى الأمام: التأمل في سير العظماء الرجال من البعثيين والمجاهدين ومن كرماء وأبطال البعث الخالد الصابرين، وما لاقوه من صنوف البلاء وألوان الشدائد، وبخاصة مناضلي البعث وقيادته وحملة الرسالته الخالدة ، الذين كانت حياتهم وجهادهم دروساً بليغة لمن بعدهم ليتخذوا منها أسوة، ويتعزوا بها عما يصيبهم من متاعب الحياة وأذى الناس، ..

7 - الجرأة في قول الحق :
الجرأة في الحق قوة نفسية رائعة يستمدها البعثي المناضل من الإيمان بعقيدته ورسالته الخالدة الذي يعتقده، ومن الحق الذي يعتنقه، ومن الخلود امته ورسالتها الذي يوقن به، ومن القدر الذي يستسلم إليه، ومن المسؤولية التي يستشعر بها، ومن التربية البعثية التي نشأ عليها.

وعلى قدر النصيب البعثي المؤمن من الإيمان بالله الذي لا يغلب، وبالحق الذي لا يُخذل، وبالقدر الذي لا يتحول، وبالمسؤولية التي لا تكل، وبالتربية التكوينية التي لا تمل بقدر هذا كله يكون نصيبه من الجرأة والشجاعة وإعلان كلمة الحق التي لا تخشى في الله لومة لائم.

هنا نقول عندما يتحد الفكر النير مع الايمان والساعد القوي ليؤدي ذلك الى العمل المؤثر.. العمل الخلاق .. العمل العفوي الذي لا تكلف فيه.وبعد مضي كل هذه السنين مازال فان المناضل البعثي الملتصق بعقيدته وفكره .لذلك نراه صلب عنيد في الدفاع عن وجوده لانه بذلك يدافع عن القيم التي يؤمن بها . مثلما يؤمن بان الامه في طريقها للنهوض من جديد .





الجمعة ٣٠ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة