شبكة ذي قار
عـاجـل










أجواء الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية قاتمة ، تبدو مظاهر الرعب والخوف في ممارسات الأجهزة الأمنية في مطاراتها ، ممارسات توتر واضحة في التعامل مع القادمين من الخارج ، لم يعهد مثل هذه الاجراءات هؤلاء الذين يسافرون إلى أمريكا بين الفينة والأخرى ، يكاد كل مسافر أن يخرج من جلده ، بسبب ما يواجه من عمليات تفتيش وسلوكيات لرجال الأجهزة الأمنية ، فكأنك في بلد متخلف جداً لا يملك وسائل تقنية عالية في عملية ضبط البحث والتفتيش عن كل ما هو غير مرغوب بحمله والدخول به إلى البلاد ، والخلاص منه على الحدود ، وفي المطارات قبل السماح له في أن يشكل أية خطورة على أمن البلد ووقوع الأذى بحق الناس الأبرياء.

لا أحد يقبل في الارهاب ، ولا أحد يقبل أن تستباح حرمة الوطن ، وتثلم كرامة المواطن ، ولا أحد يقبل أن يتجاوز أحد على حقوق الآخر ، فكل مواطن يرغب في العيش بأمن وسلام ، وكل إنسان يعشق الحرية ، ولكن الحرية المسؤولة ، وليس الفوضى المدمرة ، ولا أحد يقبل أن يكون أداة قتل بحق أناس أبرياء لا ذنب لهم ، فمن يقدم على قتل نفس بدون حق فكأنما قتل الناس جميعاً .

الكل يجمع أن الارهاب لا وطن ولا دين ولا عرق له ، مما يؤكد أن صناعة الارهاب ليست منوطة بهذا الجنس أو الآخر ، ولا هذا الدين أو ذاك ، مما يكذب الصاق تهمة الارهاب بالاسلام ، ففي المسيحية عمليات ارهابية منذ زمن ، واليهودية ليست بريئة من الدم الفلسطيني منذ وعد بلفور المشؤوم .

الارهاب صناعة دولة ، فالارهاب الدولي خرج من عباءة الظلم والقهر والعدوان ، فهناك ارهاب دولة يمارسه الكيان الصهيوني على ارض فلسطين بحق الفلسطينيين، وعلى مرأى ومشهد العالم ودون أن يحرك العالم المتحضرعقيرته ، لا بل ويزداد القمع والقهر والقتل والتشريد مع ازدياد الدعم المادي والمعنوي للكيان الصهيوني الذي تجاوز في ممارساته حدود فلسطين التاريخية إلى الوطن العربي .

والادارة الأمريكية وغزوها واحتلالها بلد عربي ، بلد ينعم بالأمن والأمان تحت يافطات وعناوين متعددة ، مرة ضد أسلحة الدمار الشامل ، وأخرى من أجل الديمقراطية من خلال المدفع والدبابة والصاروخ ، فتأتي على الأخضر واليابس في هذا الوطن الذي كان بمثابة قاعدة العلم والثقافة والحضارة الإنسانية .

ارهاب المنظمات التكفيرية ولد من تحت عباءة الارهاب الدولي ، فليتمعن كل منا ما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد الغزو والاحتلال ، وليتمعن العالم ماذا صنع ملالي الفرس المجوس في العراق ، وسوريا ولبنان واليمن ، ومع ذلك لا تجد من الدول الاوروبية ولا الادارة الامريكية من يشير لأفعالهم وأدوارهم الارهابية .

الرعب الذي تعيشه أمريكا من صنع يديها ، فهي من ساهم بصناعة الارهاب ، وهي من تعمل على تغذية المنظمات الارهابية بكل وسائل الدعم ، ومع ذلك ما تقوم به المنظمات الارهابية من عمليات ارهابية في الوطن العربي أقل بكثير من حجم وتأثير ما تقوم به في أمريكا واوروبا .

المتابع للعمليات الارهابية التي تقوم بها هذه المنظمات الارهابية التكفيرية بعيدة عن ساحتين أولى بما تقوم به : هما الساحة الفلسطينية انتصاراً للشعب الفلسطيني الذي يمارس بحقه الارهاب الصهيوني المدعوم امريكياً واوروبياً ، والساحة الايرانية التي يمارس فيها الملالي ارهاب الدولة في الداخل والخارج ، ومع ذلك ايضاً لاتجد من يشير لدور الملالي الارهابي من قبل الغرب عموماً والادارة الامريكية على وجه الخصوص .

على الشعب الأمريكي أن يصحو من غفوته ، فيما يقوم الاعلام والادارة بعملية تضليل له في تصوير أن الاسلام دين الارهاب ، ولم يفكر أحد من المواطنين لماذا تسوق امريكا جنودها لقتل بني البشر ؟ ، ولماذا تقوم أمريكا بدعم الأنظمة العدوانية والديكتاتورية ضد المواطنين التواقين إلى الحرية والعدالة ؟ ، فامريكا صديقة لكل الانظمة الفاسدة في العالم ، وعدوة لكل الأنظمة الوطنية .

نرفض الارهاب الدولي فهو قاعدة الارهاب العالمي والممارسات الارهابية من قبل التنظيمات الارهابية التكفيرية ، فهذه لا تملك الحدود الدنيا في التعبير عن الاسلام ، والاسلام منها بريء ، ولو كانت من الاسلام فلماذا تقدم على قتل المسلمين الأبرياء وتهمل أعداء الاسلام والمسلمين إن في فلسطين أو ايران ؟ .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاحد ٩ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة