شبكة ذي قار
عـاجـل










تمهيد :
كل اوراق ايران .. السياسية والآيديولوجية، بعد ان كانت مستترة ومحكومة بمبدأ الـ ( تقيه ) الفارسي، الذي يظهر خلاف ما يبطن ، باتت مكشوفة وفاضحة على مستوى السياسة والاعلام من جهة، وعلى المستوى الآيديولوجي- السوقي من جهة ثانية .. ومع ذلك، فأن ما يحرك الأستراتيجية الأيرانية في المنطقة على وجه الخصوص وفي العالم بوجه عام، هو الغطرسة فقط وغرور القوة الفارغة المدعومة بقوى عالمية، لها مصالحها الخاصة، ومع ذلك أيضا، فأن هذه القوى لا يهما الدوافع والأهداف الإيرانية العدوانية والتوسعية السافرة لأعتبارات تضعها نصب أعينها بأن ( إيران ضعيفة تحتمي دائماً بقوى خارجية عبر التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر ) ، وهي تعلم أن إيران أيضاً ليست في وضع الصدقية والنزاهة إنما تعتمد على الكذب والدجل والمراوغة والخداع في نهجها الميكافيلي في الداخل والخارج ، كما أنها تعلم أن إيران ليست في موضع الثقة لدى الدول الأقليمية جميعها، طالما تصدر لها الأرهاب منذ عام 1979 ولحد الوقت الحاضر، ومع ذلك فأن هذه القوى ماضية في مشاريعها وخططها في المنطقة، دون اكتراث لهول النتائج الكارثية التي تصيب الشعب العربي، وتعداده أكثر من أربعمائة مليون نسمة، كما وتصيب الشعوب المسلمة في أنحاء العالم الأسلامي.!!

إيران ، دولة مارقة، تمارس الأرهاب مغلفاً بالتقية وتنشر الأرهاب بواسطة المليشيات الطائفية في نهجها التشيعي- الفارسي . وهي دولة راعية للأرهاب تساند حزب الله اللبناني الأرهابي وتساند الحوثيين الأرهابيين عسكرياً وسياسياً وتساند المليشيات والأحزاب الطائفية الأرهابية العاملة في العراق بطريقة دموية وعنصرية قل نظيرها في العالم .

ومن الصعب الأعتقاد بأن السلوك السياسي الخارجي الإيراني سيتبدل أو يتغيير كما تعتقد بعض الأطراف الدولية كأمريكا من خلال لعبة ترجيح ما يسمى بالجناح المعتدل، لأن لا إعتدال في النظام الإيراني طالما يتبع الأيرانيون الحاكمون سياسة داخلية ترتكز على توزيع الأدوار ( صقور وحمائم ) ، فيما يؤكد الدستور أن نظام إيران ( مذهبي عنصري شمولي ) لا يعترف بالقوميات الأخرى داخل إيران مثل القومية العربية والكردية والتركمانية والأذرية، فضلاً عن عدم إعترافه بالأديان السماوية عدا اليهود، ولأسباب سياسية وإستراتيجية- تاريخية معروفة .. كما يؤكد الدستور أن المذهب التشيعي الطائفي هو الدين الرسمي لإيران وهي تسعى لنشره على مستوى العالم .. فهي بهذا المنهج تحاول أن تقتل روح الأسلام وتنخره من الداخل وتدمر أركانه وأسسه ( بترجيح المذهب الطائفي على أصول الدين الأسلامي الحنيف ) .. فإيران تعمل على حساب العقيدة وتنتهك مصالح الدول الأسلامية وتتدخل في شؤونها الداخلية وتقوض أركانها عن طريق حملات التشيع الفارسي وربط منظمات وخلايا التشيع الخارجية بالمرشد الأعلى ( علي خامنئي ) صاحب القرار المطلق الأول والأخير في إيران.

- الصفاقة الإيرانية القائمة على غرور القوة الفارغة جعلت قادة إيران السياسيين والعسكريين ينعقون بتصريحات غير مسؤولة عن تدخل ايران الخارجي وسيطرة ايران على عواصم عربية تحت غطاء محاربة الارهاب .. وقد عبر ( على رضا زانكاني ) مندوب مدينة طهران في البرلمان الأيراني عن دوافع ايران بقوله ( ان صنعاء اصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للألتحاق بالثورة الايرانية ) ، فيما عبر عن ذلك مستشار المرشد الايراني ووزير الخارجية الايراني الاسبق ( علي أكبر ولآيتي ) بقوله ( نفوذنا اصبح يمتد من لبنان الى اليمن ) .

- ويفصح السلوك السياسي الخارجي الإيراني، أن أهداف التمدد الايراني لن تقف عند حدود معينه ( أراضي الدول العربية جميعها أراضي أجدادنا ) ، هذا ما يعبر عنه الساسة الإيرانيون ورجال المذهب الطائفي والعسكريون في كل مناسبة .. إنما تمتد أهداف إيران لتشمل الدول الأسلامية حيث توجد تجمعات تشيعية- فارسية في المجتمعات الأسلامية لتتخذ منها إيران أوراق ضاغطة على حكومات الدول الأسلامية التي توجد في ظلها تلك المجاميع، سواء كانت في آسيا أو أفريقيا أو أوربا أو حتى أمريكا.!!

- لقد فشلت ايران في تطبيق صيغة تصدير الثورة عن طريق القوة ( الخشنة ) ، التي أرتدت عليها حين خسرت حربها العدوانية ضد العراق نتيجة لتعنتها المتغطرس لثمان سنوات انتهت بتجرع السم الزعاف .. حيث رأت أن أسلوب تصدير الثورة يجب أن يعتمد على ويستمر بطريقة التشيع- الفارسي من خلال ( الجمعيات والحسينيات والمراكز الثقافية والتجارية والقنصليات والسفارات ومراكز الاعلام والفضائيات والتنظيمات الاستخبارية والواجهية الأخرى ) .

- لقد تبلورت معالم السياسة الخارجية الايرانية في وثيقة سرية للغاية أعدتها الاستخبارات الايرانية في أيار / مايو 2001 أكدت فيها أهمية الأهداف الأستراتيجية المشتركة بين تنظيم القاعدة والنظام الأيراني على مستوى الشرق الأوسط والعالم .. فيما كانت إيران تيسر حركة عناصر القاعدة وحمايتهم فضلاً عن إسكانهم ( إسكان أيمن الظواهري وسيف العدل مسؤول الجناح العسكري لتنظيم القاعدة ، وأفراد عائلة بن لآدن في ايران .. كما تتولى إيران دعم حركة حماس وحركة الجهاد الأسلامي وتنظيم الدولة الأسلامية، الذي بات واجهة للأرهاب العالمي تشرف عليه الأستخبارات الإيرانية وغيرها ) .!!

- إن إخفاق اسلوب تصدير الثورة الفارسية عن طريق القوة العسكرية المسلحة ( كوسيلة لفرض سياسة الأمر الواقع ) دفع، كما أسلفنا، إلى اسلوب تصدير الثورة عن طريق ايديولوجيا التشيع الفارسي ( كوسيلة تأخذ شكل قوة الأنتشار الآيديولوجي + استخدام القوة المليشية وفرض سياسة الأمر الواقع ) .. وهو الأمر الذي يؤثر على الرأي العام الأجتماعي، في ظل الجهل والفقر، لتغيير الولاءات المذهبية لأغراض عسكرية- مليشياوية ، وذلك من خلال مختلف القنوات مع الضغط بواسطة المنظمات والتنظيمات والمؤسسات الإيرانية في الخارج، فضلاً عن الأعلام وقنواته الفضائية .. هذا الأسلوب لم يعد قادراً على الأستمرار في نهجه التدخلي الفاضح من جهة، وعدم قدرته على مسايرة السياسات الأستراتيجية للقوى العالمية وفي مقدمتها روسيا وأمريكا، حيث الصراع بات عالمياً بوجهه الأقليمي، ولكن مصالح القوتين العظميين هي الأرجح في هذا الصراع الذي يأخذ شكل ( الحرب الباردة ) ، ولكن في صيغة تحالفات اقليمية وتفاهمات أو ما يسمى الـ ( Gentlemen Agreements ) بين روسيا و ( إسرائيل ) في إطار التنسيق السياسي والعسكري لأدارة الصراع .!!

ويتضح من كل هذا ان كل الدول العربية والاسلامية ودول العالم المختلفة باتت مهددة بالتدخل الايراني .. الأمر الذي يستوجب :

أولاً- توحيد عناصر القوة الأسلامية جميعها في تنظيم قوي ومتراص ومتكامل سياسياً وعسكرياً واعلامياً ومالياً وثقافياً وشعبياً .. وبصورة تتوازى مع خط ( عاصفة الحزم ) باعتبارها تشكيل ستراتيجي عربي دفاعي جاء للرد على التمدد الفارسي في اليمن صوب باب المندب والبحر الأحمر .. وهو بالتالي يرمي الى الدفاع عن الأمن القومي العربي .

ثانياً- توحيد عناصر القوة لدى الدول الأسلامية في صورة تشكيل ( تحالف اسلامي عسكري ) للرد على مستويين ستراتيجيين مهمين :

1- مجابهة التشيع الفارسي وتجفيف منابع تمدده، وذلك بحصاره وانهاء فعاليات ونشاطات ( الجمعيات الخيرية الفارسية والحسينيات والاشراف على المراقد المقدسة ومقرات الاستخبارات الفارسية المزروعة بين ظهراني هذه المراكز ونشاطات القنصليات والسفارات غير القانونية ) .. وتفنيد اطروحات الفقه الفكري المنحرف والمزيف للحقائق والوقائع والاحداث باسانيد قاطعة مانعة، وفضح نصوص الدجل الفارسي التشيعي من خلال حملات مدروسة عبر الفضائيات والصحافة ومواقع الأنترنت وغيرها من الوسائل الاعلامية.

2- تشكيل قوات عسكرية من النخب المقاتلة التي تعتمد عليها الدول الاسلامية بهدف التحرير ومنع التدخلات الاجنبية في الشؤون الداخلية والعمل على تحصين الداخل الأسلامي من التغلغل الفارسي، والسعي نحو تكامل عربي- إسلامي في مفاهيم الاقتصاد والسياسة وإزالة المفاهية والافكار والروايات المشوهة للحقائق، التي حشرها الايرانيون في الدين الاسلامي الحنيف تتولى منهجيته مؤسسات عربية- اسلامية مشتركة .. ثم العمل على كشف الترابط العضوي بين ( إرهاب المنظمات والمليشيات الطائفية والعرقية, وإرهاب الدولة الراعية للأرهاب ) مثلاً: إيران، ترعى مليشيات طائفية وعرقية ترتكب المجازر ضد الانسانية في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها، كما ترعى حزب الله في الجنوب اللبناني والحوثيين وحماس والجهاد الاسلامي والقاعدة بواجهاتها وفروعها المعروفة .. وكلها منظمات مصنفة عالمياً في قائمة الارهاب . وعلى هذا الأساس فأن ايران تعد مصدراً خطرًا للارهاب في المنطقة والعالم .. وهذه مهمة تقع على عاتق ( التحالف الأسلامي العسكري ) حكومات وشعوب .

إن الظروف المتسارعة الصعبة والمعقدة، والتحولات الناجمة عن إختلالات التوازنات الأقليمية وإختلافات معايير القوة، هي التي مكنت وسهلت على إيران أن تندفع، تحت غطاء مذهب التشيع- الفارسي ، إلى التوسع الجيو- سياسي في المنطقة .. وهي التي دفعت- حسب قانون التحدي والأستجابة- إلى الرد الدفاعي عن طريق ( عاصفة الحزم ) و ( التحالف الأسلامي العسكري ) ، اللذان سيضعان حداً للتوغل والتمدد الفارسي في المنطقة العربية والعالم الأسلامي .. وإذا كان مثل هذا الرد يكتسب زخماً عسكرياً ضرورياً لصد الهجمات الخارجية فأن الوجه الآخر لهذا الرد يشترط خطوات للتحرير تبدأ من العراق لتتسع صوب اقتلاع باقي النفوذ الفارسي المتغول في سوريا واليمن والبحرين وباقي أقطار الأمة العربية، كما يشترط حشداً شعبياً كظهير للتحالف الأسلامي العسكري .. وذلك للحفاظ على الأمن القومي العربي والدين الأسلامي الحنيف .

الأمر يحتاج إلى عملية تنظيمية متشعبة ومعقدة لأدارة حركة ( التحالف الأسلامي العسكري ) ، وتنظيم الحملات واختيار التوقيتات وتنسيق الجهود .. الأمر الذي يحتاج إلى اكثر من غرفة عمليات موحدة تتولى منع تضارب السياسات والتحركات والتنسيق بين مختلف الأنشطة، التي تتولاها آليات العمل التنفيذية دون أن تغفل الحاجة إلى منظور يأخذ بنظر الأعتبار ملفات ( الديمقراطية الشعبية ) وليست الديمقراطية الغربية ، وحقوق الأنسان.

محصلة الخطوات الأستراتيجية لـ ( التحالف الأسلامي العسكري ) لمحاربة الأرهاب والأرهلبيين :
الملفت في الأمر .. أن خطوات عملية قد أنجزت قبل الأعلان عن تشكيل التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب بأشكاله المختلفة .. فهي خطوات إستباقية تحسبية للرد على الأفعال الأرهابية التي تتعرض لها المنطقة وفي مقدمة هذه الأفعال التمدد الفارسي ( العسكري - المليشياوي - الآيديولوجي ) في العراق وفي سوريا واليمن على وجه الخصوص :

- استعدادات تركية- قطرية لأنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر على وفق اتفاقات سابقة تعود الى عام 2014 ، تضم وحدات بحرية وجوية وثلاثة آلآف جندي .. وهي قاعدة ، وكما وصفت، متعددة الأغراض .

- يعقد عدداً من الخبراء والضباط العسكريين من دول التحالف الاسلامي ( 35 دولة ) اجتماعات متواصلة لوضع الآليات المطلوبة لعمل مركز العمليات المشتركة للتحالف، فضلاً عن الأتفاق ( عسكرياً وعملياتياً ) على اسلوب وأطر التنسيق والتعاون العسكري لأي عمليات للتدخل العسكري بهدف ضرب أماكن وجود التنظيمات الأرهابية أيًا كان مذهبها وتسميتها، التي تعبث في الأرض قتلاً وفساداً .

هذا الحشد وهذا التكوين وهذه الأليات العملياتية، التي يشكلها التحالف الأسلامي العسكري يشترط عمقاً يرفد هذا الحشد كظهير جماهيري عربي .. وتقع مهمة تشكيل هذا الحشد العربي على عاتق القوى الوطنية والقومية والأسلامية الوطنية .. وهو الأمر الذي يتساوق في الفعل الدفاعي والتحرري مع ( عاصفة الحزم ) في أهدافها ومراميها لأقتلاع سرطان الأرهاب الطائفي والعنصري من المنطقة .. ولن يتم ذلك أو ينجز إلا بتحرير العراق وسوريا من الأرهاب، إرهاب المليشيات وإرهاب الدولة.!!





الثلاثاء ١٨ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة