مقطع فديو منتشر على موقع اليوتيوب يظهر فيه "محمد محمد صادق الصدر" ، والد "مقتدى الصدر" ، وهو يدفع المرحوم "محمد حمزة الزبيدي" بعصاها التي يتعكز عليها ، طبعا المشهد تمثيلي ، يجسد حادثة ليس لها وجود إلا في مخيلة الذين يريدون أظهار "الصدر" بموقف المعادي للنظام الوطني ، لأن جماعة "السيستاني" كانوا ولا زالوا لحد هذا اليوم يقولون عن "الصدر" بأنه أبن الحكومة المدلل!!، ويطلقون عليه أسم "محمد حكومة"!!، فأراد أتباعه أن يثبتوا العكس فصنعوا هذه التمثيلية (البوليودية) التي هي نسخة عن الأفلام الهندية التي تنتجها Bollywood ، ورغم وجود أكثر من نسخة مسجلة للتمثيلية مختلفة أختلافاً واضحاً ، مثلا في نسخة يظهر الممثل الذي يجسد شخصية "الزبيدي" وهو يرتدي نظارة شمسية وفي نسخة آخرى يظهر بدونها!!، إلا أن المشهد أصبح يروج له على أنه تسجيل حي للواقعة!!، يا سبحان الله .. يكذبون الكذبة ويصدقونها!!، وللأمانة فأن تسمية "محمد حكومة" التي أطلقها أتباع "السيستاني" على "الصدر" لم تأتي من فراغ بل من علاقته بالحكومة ، فقد نال "الصدر" رعاية كبيرة من قبل النظام الوطني بدوافع دعم المرجعيات العربية لمواجهة تفريس المؤسسة الدينية الشيعة وحوزتها العلمية ، وهذا ما أزعج إيران ومرجعية النجف الفارسية المتمثلة بـ "السيستاني" ، فأغتالوا "الصدر" فيما بعد وأتهموا النظام الوطني بالتخلص منه ، والجدير بالذكر إن الجميع ( من التيار الصدري أو خارجه ) ، وفي مقدمتهم "مقتدى الصدر" ، على علم تام بمن يقف خلف هذا الأغتيال ومن المستفيد من وراء غياب "الصدر" عن ساحة المرجعية النجفية ، لكن الوضع الحالي يحتم عليهم تغييب الحقيقة خوفاً من أن يثير ظهورها غضب إيران وأتباعها وأن يخسروا موقعهم ومكاسبهم التي حصلوا عليها بعد 2003 ، أما علاقة "الصدر" بالنظام الوطني فقد كانت على أحسن ما يكون.

بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
alhashmi1965@yahoo.com
 ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٦