بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ))
صدق الله العظيم

إلى / سيدي ووالدي الرفيق المناضل أمين سر القطر الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المحترم ..
م / أداء العمرة نيابة عن القائد عزة إبراهيم ( حفظة الله )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي القائد
جنودك ورفاقك في قيادة فرع الجراح مكتب تنظيمات سعد لحزب البعث العربي الاشتراكي يؤدون العمرة نيابتا عن جنابك الكريم .

وفي هذه المناسبة تذكرنا قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عند بيت الله الحرام يترك زوجته مع رضيعها في مكان لا طعام فيه ولا ماء وهنا قالت سيدتنا هاجر قولتها الشهيرة :

إلى من تكلنا ؟ الله أمرك بذلك ؟

فقال سيدنا إبراهيم : نعم. فقالت : إذن لن يضيعنا، لقد استغنت بالخالق عن المخلوق، ولم تنطق مثل هذا القول إلا بوحي من المسبب .

أن سعي سيدتنا هاجر بين الصفا والمروة أجدى، فرأت ماء لقلنا : إن السعي وحده قد جاء لها بالماء، لكنها هي التي قالت من قبل : "إذن لن يضيعنا"، وهي بهذا القول قد ارتبطت بالمسبب لا بالسبب، فلو أنه أعطاها بالسبب المباشر وهو بحثها عن الماء لما كان عندها حجة على صدقها في قولها : "إذن لن يضيعنا". ويريد الحق أن ينتهي سعيها سبع مرات بلا نتيجة، وتعود إلى وليدها؛ فتجد الماء عند قدم الوليد. وهكذا صدقت هاجر في يقينها..

أقف من قصة هجرت سيدنا ابراهيم علية السلام مع زوجته وطفلها وقفة تأمل وتدبر من أجل استيحاء العديد من الدروس التربوية التي تقوي إيماننا برحمة الله تعالى وحكمته وتدفعنا للاقتداء بهما بالصبر الجميل والتسليم لحكم الله تعالى وقضائه إذا تعرضنا لما تعرضا له..

1- الدرس الأول : الذي نستلهمه من هذه القصة هو درس في التسليم والرضا بقضاء الله وقدره لأن ذلك هو مقتضى الإيمان الكامل .

2- الدرس الثاني : هو درس في التوكل الواعي وهو الذي يهيء صاحبه الأسباب والمقدمات العادية التي يتوقف عليها حصول الهدف المشروع المطلوب للمؤمن المتوكل ويتوكل بعد ذلك على الله سبحانه في حصول هدفه فإن شاء لسعيه النجاح كان له ذلك وشكره

3- الدرس الثالث : المستفاد من قصة الهجرة المذكورة هو درس إيماني رائع ونور ساطع يبدد ظلمة اليأس بشعاع الأمل والثقة القوية برحمة الله سبحانه وأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها بمقتضى عدالته وحكمته ولا يتركها وحدها في ساحة الصراع تصارع الأيام وتتجشم الآلام بدون أن يمد إليها يد الرحمة والمعونة ليجعل لها من بعد عسر يسراً ومن بعد شدة فرجاً في الغالب . ويفهم ذلك من صريح قوله تعالى :

( فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرا )

سيدي القائد
يقول الحق سبحانه وتعالى ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )

في 9 نيسان 2003 أجتمع علينا الشر كله وضاقت علينا الأرض بما رحبت أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي وكنا في امتحان صعب هل نضع في حساباتنا غير التوكل على الله وكان قرار قيادتنا الحكيمة إن نتكل على الله سبحانه وتعالى في قتالنا للمحتل واتخاذنا أسوة حسنة بسيدنا { إبراهيم والذين آمنوا معه } هكذا توكلوا على الله وسلموا لله الأمور تسليماً مطلقاً.

وأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه : حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً.

فالتوكل هو عدة المؤمنين يوم يتوعدهم الناس ويخوفونهم بكثرة الأعداء. فكان أول شيء وآخر شيء قاله إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل.

واليوم نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ..
أسمح لنا سيدي القائد أن نجدد العهد لسيادتكم ولقيادتنا الحكيمة نحن رفاقك في قيادة فرع الجراح وجماهير الفرع ونقول اذهب وقاتل سيدي القائد ونحن معك جنودك ورفاقك ؛ لأننا لسنا هؤلاء الذين قالوا يوما لمن أرسله الله هداية لهم ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) نقول كما قال السلف الصالح ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون )

اللهم تقبل منا عمرتنا نيابتا عن الرفيق القائد المعتز بالله عزة ابراهيم ( حفظة الله ) اللهم اغفرلنا ذنوبنا اللهم تب علينا وعافنا واعفو عنا ... اللهم تقبل دعائنا واغفرلنا وعافنا واعفو عنا يارحمن يارحيم

الرفيق المجاهد
أبو شــــداد
أمين سر قيادة فرع الجراح
مكتب تنظيمات سعد
لحزب البعث العربي الاشتراكي
شـــــــــباط / ٢٠١٦