شبكة ذي قار
عـاجـل










تقدم قوات النظام السوري في بعض المواقع على حساب قوات المعارضة هنا أو هناك ، بفعل القصف الهمجي البربري الروسي لا يمكن أن يشكل معركة فاصلة تحسم لصالح النظام السوري ، الفاقد لكل مؤهلاته السياسية والعسكرية والأمنية ، فهو عاجز عن السيطرة على عموم الأرض السورية ، لأن مساحة سيطرته لا تتجاوز (20%) من مساحة القطر العربي السوري ، إلى جانب أنه فقد ثقة الشعب السوري ، فهروب أكثر من سبعة ملايين من المواطنين لخارج سوريا يؤكد أن كل الهاربين يميلون لمعاداة النظام ، ولو كانت فيهم نسبة ولو محدودة موالية للنظام ، لاتجهوا نحو المناطق التي يسيطر عليها النظام لحمايتهم ، بدلاً من تعرضهم لمخاطر التشرد والنزوح في ظل ظروف قاسية جداً .

المعركة في سوريا لايعتمد حسمها على من يحتل هذا الموقع أو ذاك ، بل على القدرة على الاحتفاظ بالارض بعد الاستيلاء عليها ، فهل يملك النظام قدرة السيطرة على المناطق التي هجرها السوريون ؟ ، بسبب القصف الروسي الهمجي ، وتعرض قوى المعارضة لعدوانية بربرية روسية ، وانهزامية امريكية ، وتخاذل عربي في مد يد الدعم للمعارضة ، من خلال تزويدها بالاسلحة المضادة للطيران الروسي ، ولطيران النظام وبراميله المتفجرة على رؤوس المواطنين .

لو لم يكن هناك توافق امريكي روسي ، ورغبة امريكية في تدمير سوريا ، والاحتفاظ في النظام ، لبادرت امريكا بتزويد المعارضة باسلحة تحد من هيمنة السيطرة الجوية الروسية ، ولما استطاع نظام بوتين على تحمل سقوط طائراته في السماء السورية، إلى جانب ما تعاني منه روسيا من تدهور في الوضع الاقتصادي ، فهل يصمد نظام بوتين أمام هزيمة عسكرية وضائقة اقتصادية ؟ ، وهل يظن النظام السوري أن قوى المعارضة يمكن القضاء عليها عسكريا ، وتترك الساحة له ، وتتخلى عن التضحيات التي بذلتها الجماهير السورية لنيل حريتها ؟ .

لو أن أمريكا صادقة في مواجهة النظام لقامت بحظر جوي لا يسمح لطائرات النظام التحليق في أجواء سوريا ، وجردته من أهم أسلحته ، وحرمت روسيا من السيطرة الجوية في عموم السماء السورية ، وتركت لها الأجواء التي فوق مناطق سيطرة النظام ، وهي لا تصل ل (20%) من مساحة القطر العربي السوري، إلى جانب أن إنهيار قوات النظام والتمزق في صفوف الجيش كانت وراء لجوء النظام لدعم ايران وحزب الله وروسيا .

النظام السوري يعيش في الوهم ، فقد كان في مقدوره أن يتصالح مع الشعب في السنوات الأولى للثورة ، ولكنه ركب رأسه ، وترك لملالي طهران أن يلعبوا به وبسوريا ، ولا يمكن للشعب السوري أن يمنحه الأمان ، ولا القدرة على الاستمرار في الحكم بعد كل هذه المجازر ، وتلطخت اياديه بدم الابرياء من المواطنين لاذنب لهم إلا أنهم ينشدون الحرية ، فقد كان النظام على مدار أكثر من اربعين عاما جباناً أمام عربدة الكيان الصهيوني في السماء وعلى الارض السورية ، وترك الجولان المحتلة لقمة سائغة ، وهو يردد أن أوان المعركة لم يأت بعد ، وأن العدو لا يحدد ساعة المواجهة ، فكانت ساعة المواجهة مع الجماهير السورية ، وليست مع الاحتلال الصهيوني ، وبدعم ومساندة فارسية مجوسية صهيونية روسية مباشرة .

أي نظام سياسي تتلطخ اياديه بدماء الشعب ليس له الحق في الاستمرار في السلطة، وأي منحاز لدعم أي نظام ضد جماهير الشعب ليس إلا عميلاً مأجوراً ، وعار على هؤلاء الذين يفلسفون الأمور ، وينظرون للقتلة والدمويين ، في وقت تتضح فيه الامور كما الشمس في كبد السماء ، فهل دولارات العمالة والخيانة تفقد الناس صوابهم ، وينحرفوا إلى هذا الحد المغموس بالخيانة .

المنحازون للنظام السوري يرفضون الديمقراطية للشعب السوري ، ويضعون من أنفسهم أوصياء على هذا الشعب ، ويعدونه بأنه قاصر غير قادر على حكم نفسه بنفسه ، وليس في مقدوره أن يفرز كوادر وطنية تتسلم مقاليد السلطة في البلاد ، فنجدهم يرفضون الخيار الثالث ، خيار الشعب ، فكل من تلطخت يداه بدماء الشعب مرفوض ، فلا النظام ولا داعش يقبل بهما الشعب السوري، كلاهما من فئة القتلة ، فليتنحى النظام ، ويترك للشعب السوري أن يتصدى لداعش ، ويختار نظام الحكم الذي يريده ، من خلال عملية سلمية ديمقراطية تتيح لكل أبناء سوريا المشاركة، باستثناء القتلة والمجرمين من النظام والتنظيمات الارهابية الديكتاتورية .

للمتوهمين عليهم أن يعوا على الدوام أن أي صراع بين الجماهير وأعدائها لن يكون النصر فيه إلا لصالح الجماهير ، وأن لا أحد يملك الحق في تغييب دور الجماهير العربية السورية ، فالموقف الوطني والقومي هو التخندق في خندق الشعب ، وليس في خندق أعداء الشعب ، سواء كان هؤلاء من خارج الوطن أو من الخونة والعملاء.

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاربعاء ٢ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة