شبكة ذي قار
عـاجـل










الموضوعية مصطلح عريض وحمال لعدة أوجه وخطورته الاعظم هي أن يتحول من مسار أيجابي في الحياة العامة وفي السياسة فحواه التقييد بوقائع ميدانية تتوضأ بالشفافية والامانة والشرف والصدق الى غلاف لذاتية محضة تعبر عن قناعات شخصية ومواقف ذاتية وما يتصل ويرتبط بها من مواقف واجراءات .

بعض الموضوعيون
ينطلقون في تصرفاتهم وأقوالهم ومواقفهم على حقيقة ان نظام خميني مازال قائما يحكم في حين ان نظام صدام حسين قد مضى. وعلى هذه الحقيقة الجامدة يطلقون أحكامهم في كل ما حصل بين ساعة استلام خميني السلطة قادما من باريس وبين لحظة اغتيال نظام صدام حسين بغزو أمريكي متحالف مع عشرات الدول من بين أهمها ايران.

هنا تصبح الموضوعية التي يركن اليها هؤلاء البعض محل محاكمة لا مناص منها أول منصاتها ان ازالة نظام بفعل غزو عسكري يتلوه احتلال رسمي لا يمنح أية أرجحية بالافضلية لمن بقى ولا يقر بأي حال من الأحوال بأن من مضى كان على خطأ.

هنا الميزان لا تحكمه عملية تعادل الكفتين كحالة اتزان فيزيائية في عدله ولا اختلالهما في ظلمه وجوره وتصبح الموضوعية غير محكومة قط بوقائع البقاء والاختفاء بل في ما يرتبط بهما من عوامل واسباب وموجبات .

ان الذين يرون ( بموضوعية ) ان بقاء سلطة الولي الفقيه في ايران من القوميين العرب أو أدعياء القومية هم في حقيقة الحال يختفون وراء ستار مهلهل بل مخزق اسمه الموضوعية لاخفاء أمرين :

الأول : انهم منافقون وانتهازيون يتملقون عطايا السلطة التي ظلت قائمة وهي سلطة خميني ونظامه . وينكرون ويتنكرون ما جاد به كرم نظام صدام حسين عليهم عندما كانوا يتظاهرون بقوميتهم ووحديتهم تقربا من نظام صدام حسين الذي يعرفون حق المعرفه ان عقيدته ومنهجه هو القومية العربية عزا وشرفا والوحدة العربية استراتيجا يرتقي الى مستوى الحياة أو الموت.

الثاني : انهم الان جزء من مشروع احتلال العراق وما افرزه من عملية سياسية تدمر العراق والامة العربية برمتها خدمة لايران .

الموضوعية هنا تقتضي ان يقر هؤلاء القوميون بانهم كانوا ولا زالوا أصحاب مواقف زئبقية لا يقر لها قرار الا ساعة استلام المغانم والمغانم ليست بالضرورة مادية بل قد تكون معنوية بالنسبة للمعنيين ومن بين ما نقصده هنا ان هؤلاء القوميون جدا قد افترقوا مع البعث الذي كان يدير دفة القيادة في العراق وصار لزاما ان يشمتوا بما حل به . هنا تسقط موضوعيتهم وتبرز الانانية والشخصنة والثأر السياسي البغيض.

الشرع والاديان والقوانين كلها الوضعية والسماوية على حد سواء تدين الغزو والاحتلال وتجرمه وتصنفه على انه عدوان على الدول والشعوب وجريمة يحاسب عليها ويقاضى من يقدم عليها . ونحن نرى ان الاكثر اجراما وبشاعة وابتعادا عن الموضوعية هو من يتغذى على نتائج الغزو والاحتلال ويصنع منها قبانا يعاير به مواقفه .

بعض الموضوعيون
يطالبون حزب البعث ورجال الحكم الوطني على مراجعة حقبة حكمهم ويركزون على نقطة واحدة في المراجعة هي الاعتراف بما يسمونه ( أخطاء ) …

حسنا .. منتهى الموضوعية يا أخوة يوسف . لكن ..
الموضوعية ان تقوم وتقييم الحقبة بسلبياتها وايجابياتها .

ان تبرز اسباب وملجئات الاخطاء ومن بين ذلك هل انها أخطاء صممت بقصد أو انها أخطاء عمل يقع فيها العلماء أثناء عملهم والبناة أثناء بناءهم والفلاحون أثناء زراعتهم والطلاب ؟أثناء دراستهم وكل السياسيين في العالم أثناء فترات ادارتهم للسلطة.

وأن يوضع ميزان المعايرة بكفتيه ليرى العالم كله كم تصمد كفة الاخطاء أمام كفة العطاء والاعمار والبناء والايجابيات.مع
وأن تعتمد الموضوعية الحيقية في استحضار حقبة ما بعد ذبح النظام البعثي ليستخلص منها :

ان نظام خميني قد استكمل ما بدأه عام ١٩٨٠ في حربه على العراق عام ٢٠٠٣ في تحالفه مع الغزو واحتضانه لنتائج الغزو والاحتلال بشواهد ووقائع لا يغييبها حتى ايران واعوانها . وهنا يقع القوميون موضع مقالنا هذا في بئر لا قرار له من اللاموضوعية والنفاق الذي قد يصل وصفها الى مستوى ومراتب الخيانة القومية.

وفي كل المحاكم العادلة تستحضر خلفيات الخطأ وتوضع في مقومات الحكم عليه ليتحقق المعنى الفعلي للعدالة ومعظم الاحكام المخففة أو اسقاط التهم كاملا يستند الى هذه البديهية .

ان نظام خميني بدأ تدشين حقبة جديدة من السياسة المبنية على المذهب كمفتاح مركزي ولا يوجد ايراني ولا عربي ولا أي انسان اخر في الكون ينكر هذه الحقيقة سوى بعض العرب المنتمين الى ذات النهج ولا تثريب عليهم فهم بموقفهم الموالي لايران صاروا ايرانيين أكثر من الفرس وامثلتهم معروفه ولا تتنكر لهواها ونسغها الطائفي والى جانبهم بعض القوميون الموضوعيون جدا ممن لا يقر ولا يعترف بطائفية ايران ويهرب منها الى اسلام ايران !!! لكي يعمق مسار رأسه في الرمل .

ان طائفية ايران قد تم احتضانها من الغرب الامبريالي بوقائع ثابته تطغي وتهمش المعارك المسرحية على مسارات الاعلام المخادع وان أهم محطة من محطات الاحتضان قد افتتحت يوم احتل العراق وذبح نظامه الوطني . هذا اذا لم يطلع علينا عبقري من بين هؤلاء ويعتبر احتلال العراق جزء من مخطط استهداف النظام الاسلامي الايراني وتطويق لمنتجاته الخيرة المشعه التي غطت المنطقة وان طائفية أخرى أيضا قد وضفتها الامبريالية والصهيونية وأحتضنتها في استراتيجية مختلفة عبر عنها مشروع ( الربيع العربي ) الذي سقطت معظم أوراقه في بعض أقطارنا وجميعها في أقطار أخرى ولم يثمر الا بنسخته المتطابقة مع نسخة احتلال العراق في ليبيا النازفة.

بكلمة أخرى ان مذهبية نظام الملالي قد سمح لها في النفوذ الى جزء من الجسد العربي وسمح للطائفية الاخرى المقابلة ان تجرب نصيبها برعاية مالية واعلامية وهكذا نهش الجسد العربي من الجهتين كل حسب مواطئ قدمه.

نحن نرى ان يعلن هؤلاء البعض من القوميون انتماءهم الى منهج ايران بدل اللف والدوران وان يعلنوا صلتهم بنظام الاسد في سوريا ليس من باب ادعاء الموضوعية ولا حكمة التصرف المتوازن كما يحلو لهم تسميته وعندها سيكون لنا قول اخر يتمسك بمنتهى الموضوعيه هو :

ان نظام البعث وقيادته في العراق كان قوميا عروبيا خالص النهج والنوايا والافعال وكان عدوا حقيقيا للكيان الصهيوني وان نظام خميني قد تم استخدامه ليكون سندا للدويلة الصهيونية في مواجهة المد القومي العروبي النابع من ساحة العراق ليشع على كل الامة وحين عجز نظام خميني تدخلت الامبريالية بشيبتها فذبحت النظام البعثي لكنها لم ولن تتمكن من ذبح البعث لانه فكر وعقيدة وشعب حي ينجب . وانتم يا أخوة يوسف قد تجدون أنفسكم قريبا جدا في حرج قاتل يجبركم على تبديل السنتكم وممارسة زئبقيتكم غير انكم ستجدون البيئة معقدة ومتخشبة في وجوهكم.

نحن راجعنا ونراجع باستمرار لاننا علماء ووطنيين وقوميين أحرار ولاننا صقور الرجولة ومنابع الانسانية ولا ننتظر نصيحة من سقطوا في براثن الخبث واللؤم والشماتة التي لا تليق الا بالمنافقين.





السبت ٥ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة