شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس غريباً مطلقاً ، أن يكون الشعار في إتجاه، وما يحصل فعلياً في إتجاه معاكس، خاصة لدى الأشخاص أو القوى الذين تتملكهم الرغبة الجامحة بالثأر من التاريخ و تسكنها ميكيافيلية محكومة بنرجسية قاتلة، وتعمل أجيرة وضيعة لدى أحد أطراف محور الشر الأمريكي ـ الصهيوني ـ الصفوي ، ويصبح الشعار مجرد رداء بالي لم يعد يستر عورات الخيانة التي باتت بارزة وظاهرة دون لبس أو غموض.

كما أنه ليس غريباً ـ لدى البعض ـ أن ينزلق في درب الارتداد على شعاراته التي يصدع بها رؤوس الجماهير. وحينها تتحول المقاومة إلى مقاولة، والممانعة إلى عمالة، والمؤتمر القومي العربي إلى مؤتمر صفوي ليس به من العروبة إلا الإسم.

كنا دائماً، نحذر المخلصين من أعضاء المؤتمر القومي العربي من مخاطر الإنزلاق الخطير الذي يمارسه البعض تحت لافتة المؤتمر. ونوضح لهم حقائق التبريرات التي تستغل لطعن الأمة العربية بإسم المؤتمر، ولإستباحة الأمن القومي العربي، والتضليل بغية التستر على أخطر مشروع استعماري فاشي مذهبي يقوم به النظام الصفوي وأدواته العربية.

كنا نلاحظ، أن بيانات المؤتمر، التي تندد بالصهيونية وبالسياسة الأمريكية والغربية، وتهاجم الرجعية العربية ، ولكنها في ذات الوقت لا تشير مطلقاً إلى الدور الإيراني الخطير داخل الوطن العربي، خاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، بما فيه تواجد الحرس الثوري الإيراني المباشر والمعلن، أو اللا مباشر من خلال شبكة من تنظيمات العملاء لهم مثل حزب الدعوة وحزب الله والحوثيين وباقي التشكيلات المذهبية في العراق المحتل.

يعني، كيف لمؤتمر قومي عربي، أن لا يأتي على ذكر التدخلات الإيرانية السافرة والعلنية؟! وكيف لمؤتمر أن لا يطالب إيران، بحق الأحواز العربية بالحرية والإستقلال؟! ولا أن يطالبها بالأنسحاب من الجزر العربية الثلاث؟ هل هذه إحتلالات واضحة أم أنها تقبل التأويل والألتباس والتبرير!!!

بل أكثر من ذلك، يعمد دهاة المؤتمر القومي العربي، وخاصة معن بشور ( بحكم تاريخه الأسود الحافل بالتزوير والتبرير ) على خلط الأوراق بشكل متعمد بالأقطار العربية التي تشهد تدخلاً إيرانياً واضحاً.

في الشأن السوري، يصف المؤتمر: "إن سوريا ومعها الأمة العربية تواجه حرباً عدوانية تشنها بالوكالة تنظيمات متطرفة ومتوحشة جاءت من شتى أنحاء العالم".. دون أي تأشير للدور الإيراني ولحزب الله وللنظام السوري ذاته الذي ارتكب بتاريخه أكبر عمليات التآمر على الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وعلى العراق الوطني. متناسياً أيضاً أن الحراك الشعبي السوري كان سلمياً ولم يكن هناك حينها "تنظيمات متطرفة" ولاغيره، وأن النظام قمع الحراك السلمي بكل وحشية وقسوة أدت إلى الوضع الحالي.

أما في الشأن العراقي، فإن المؤتمر يندد بالإحتلال الأمريكي وما أدت إليه من كوارث فعلية، دون الإشارة إلى الدور العلني لايران في تمكين امريكا من الإحتلال، ودون الإشارة إلى المكافأة الامريكية لهذا الدور الإيراني السيء من خلال تسليم العراق إلى القوى الموالية لأيران. وفي المجال الآخر يشير المؤتمر إلى إجرام التنظيمات التكفيرية وهذه حقيقة. ولكنه بذات الوقت لا يأتي على ذكر الدور الخطير للتنظيمات الصفوية وما قامت به من أعمال وحشية وقذرة، ولا على الدور الايراني المباشر في تصفية خيرة ضباط وطياري وكوادر الدولة العراقية؟؟ّ

بالوصول إلى الوضع اليمني، تبرز هنا مفارقة سمجة ووقحة، فالمؤتمر السيء الذكر، يهاجم التدخل السعودي العسكري، ويغض النظر، كأنه مصاب بالحول أو العمى عن كل بدايات التدخل الايراني في اليمن وبشكل مذهبي بغيض، بالتسليح والتدريب والدعم المالي والسياسي للحوثيين، وكانت بواخر الأسلحة الايرانية تصل إلى الحوثيين في اليمن تحت أنظار الأساطيل الامريكية والغربية، وهذا ما يؤكد أيضاً على الشراكة الامريكية ـ الايرانية ـ الصهيونية بإستهداف الوطن العربي بكل الوسائل والأساليب. وأؤكد أن التدخل السعودي مؤخراً ـ على تواضعه ـ لم يتجاوز حدود الأمن الذاتي الوقائي للسعودية ليس أكثر، بعد أن وصلت النار المجوسية إلى الحديقة الخلفية لهذا البلد ـ وبغض النظر عن الرأي بالنظام السعودي ـ فإن حق الدفاع عن الذات أمراً مشروعاً وعادلاً وصحيحاً.

هنا أؤكد على موقف ثابت ، لا يمكن أن نتراجع عنه، وهو أننا مهما إختلفنا مع أي نظام عربي؟، فإنه لا يمكن أن نكون في صف أي غزو أجنبي لهذا البلد أو ذاكم. والأجنبي يعني هنا الامريكي الروسي والايراني والتركي، وكلاً حسب خطورته الآنية و المرحلية على الأمن القومي العربي.

هناك مفارقة وقحة حول الوضع في البحرين. المؤتمر القومي العربي الصفوي، يؤيد الحراك المدني والمطالب الديمقراطية، ويدعو حكومة البحرين إلى التجاوب مع تطلعات شعب البحرين. ويتوقف هنا؟ّ؟.. أيضاً يتناسى هذا "المؤتمر" الدور المباشر لإيران في إثارة الأحداث وتشكيل مجموعات مسلحة وواجهات تنظيمية, لا تطالب بأي إصلاح ديمقراطي بل تطالب بتغيير النظام، وإعلان الولاء للولي الفقيه في قم وطهران، متناغمة مع المواقف الإيرانية العلنية بإن البحرين أراض ايرانية ويجب أن تعود إلى ايران؟ّ!! أمر تبعية التنظيمات والجمعيات لإيران أكدته لي وزيرة بحرانية قبل سنوات، وأضافت أن ابن عم لها من هؤلاء العملاء ولا أريد أن أذكر الأسماء الآن ...

وبعد هذا الاستعراض السريع لمواقف المؤتمر القومي العربي من القضايا الخطيرة والتي نعيش وقعها، هل يمكن أن يكون فعلاً مؤتمراً قومياً عربياً؟!! وهل التغاضي عن الدور الإيراني الأخطر منذ سنوات على الأمن القومي العربي وعلى حاضر ومستقبل العرب ويتجاوز حالياً مخاطر الكيان الصهيوني بمراحل، يندرج في أي إطار؟!! وهل تنسيب عملاء لإيران ونظامي دمشق وبغداد ضمن المؤتمر كأعضاء يخدم القومية العربية؟!

أن المرحلة الخطيرة تتطلب وقفة جادة ووطنية وقومية وأخلاقية وموضوعية من الخيرين بالمؤتمر القومي العربي وهم كثر والحمد لله وخاصة الشرفاء الذين أعرفهم. أن يتخذوا الموقف الضروري وبما يمليه عليهم الواجب والضمير والهوية القومية العربية الحقة.

الموقف يتمثل بأحدهما :

ـ فصل وطرد معن بشور وأعضاء حزب الله وعملاء نظامي دمشق وبغداد من صفوف المؤتمر، حتى يمكن اعتباره مؤتمراً قومياً عربياً بالفعل والممارسة والمضمون.

ـ أو الإنسحاب الجماعي من هذا المؤتمر الصفوي، حفاظاً على تاريخهم وسمعتهم من جهة، وحتى نتمكن معهم من تعرية هذا المؤتمر الصفوي. و المبادرة الى تشكيل مؤتمر قومي عربي جديد يكون عروبيا بالمعنى و المضمون.

إنتظر التجاوب الجدي مع هذا الأمر، وبخلافه، فأننا سنبدأ حملة بالأسماء والتواريخ والشواهد ضد الخونة والعملاء الذين يتسترون بلافتة باتت باليه، أسمها المؤتمر القومي العربي.

اللهم أني قد بلغت .. اللهم فأشهد.
 





الاثنين ٧ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة