شبكة ذي قار
عـاجـل










وصلني التو ٲكثر من عاجل من برقيات الأخبار من مختلف الوكالات الاخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي. ٲضعها كلها امام القارئ اللبيب كي يحل لي رموز هذه المعادلة التفاضلية التي تتضمن تداخل عشرات المجاهيل اللا رياضية لكي نحلها ونصل الى الاقرار بصياغة وتوازن اطرافها، خاصة تلك التي تلعب على جراحاتنا وعذابات العراقيين منذ اكثر من ربع قرن ، وآخرها 13 من سنوات ما بعد الغزو والاحتلال.

العاجل الاول : وصول السيد مقتده الصدر من النجف الى بغداد واستقباله يوم الاحد الماضي لسليم الجبوري معانقا ، الجبوري رئيس البرلمان بكل صيته السيئ، و " سماحته" يستقبل وجوه العملية السياسية، زرافات ووحدا، في مقر الهيئة السياسية للتيار الصدري بوسط الكرادة الشرقية ببغداد، ولا ادري لماذا لا يزور هذا وذاك في المنطقة الخضراء بعيدا عن الهيلمة والمظاهر الفضفاضة ...

ولا اريد ان اعلق على المؤتمر الصحفي الذي انتظم بعد نهاية المقابلة ما بين الدكتورين ضياء الاسدي وسليم الجبوري، فالكلام كأي رطانة فارغة لا يخلو من مجاملات وغزل الاصلاحات والتلويح بحصصها بين فرقاء العملية السياسية في مثل هذه المناسبات.

http://www.pc-sader.com/index.php/permalink/24653.html

العاجل الثاني : استقبال السيد مقتده الصدر لحيدر العبادي رئيس الحكومة الآيلة للسقوط في العتبة الكاظمية ، حيث اعلن عن مباحثات التداول والتناول حول الاوضاع السياسية والامنية وبما يتعلق بورقة الاصلاح التي دعا اليها السيد مقتده وحول....وحول....وحول... تلكم عبارات مجترة اعتدنا على سماعها آلاف المرات.

http://www.pc-sader.com/index.php/permalink/24669.html

وعبر عنها بايجاز رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري ضياء الاسدي بقوله : ان الكتل السياسية اتفقت على تقاسم السلطة يوما، وقد لا تتفق على قضايا جوهرية لحل المشاكل اثناء تسيير دفة الدولة...ونحن نريد اعادة تحريك ماكنة الدولة ونقترح الاصلاح لننطلق من جديد.

العاجل الثالث : وبالتوازي تم اعلان التيار الصدري لدعوته لكل انصاره في مدينة الصدر والشعلة ببغداد وبقية المحافظات الى المشاركة في تظاهرات "مليونية" يوم الجمعة القادمة 26 شباط 2016 تكون ساحة التحرير نقطة ومكان انطلاقها وتجمعها وربما وقوفها من دون حراك عند حدود بوابة جسر التحرير.

http://www.pc-sader.com/index.php/permalink/24667.html

العاجل الرابع : يعلن رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري ضياء الاسدي من خلال مقابلة له على المباشر مع قناة الشرقية مساء الثلاثاء 23 شباط 2016 : ان مظاهرات الجمعة القادمة التي سيشارك بها" قائده" مقتده الصدر بنفسه، لا تستهدف الحكومة، وليست ضدها ، وستكون سلمية 100%، بل ان سماحته وتظاهرته المليونية جاءت للتعبير عن مشروع التيار الصدري ومبادرة " قائده " حول الاصلاح المرتقب للحكومة بادارة حيدر العبادي.

العاجل الخامس : وهو المهم هنا، ومربط الفرس، كما يقول المثل، وكما تناقلته عواجل وكالات الانباء يشير الى : ( ان التيار الصدري يعلن عن صلاة جمعة موحدة في ساحة التحرير بامامة زعيمه السيد مقتدى الصدر ) ..

تلكم هي العواجل الخبرية الخمس التي تنزل على رؤوس العراقيين تباعا بانتظار ما يأتي غدا ونهاية الاسبوع ... تجعلنا نطرح اكثر من سؤال : عن مهمة ومصير تلك التظاهرات؟ وموقع نشطائها؟ ومصير تنسيقياتها؟ وما سيحل بالحشد المدني وجماعة جاسم الحلفي؟ خصوصا عندما يؤذن المؤذن وتحل ساعة صلاة الجمعة؟؟ .

أين سيكون مصير نداءات وتضحيات تلك التظاهرات التي جرى تنظيمها في ساحة التحرير ببغداد وساحة الحبوبي في الناصرية وفي كربلاء والحلة والكوت والبصرة والديوانية والمثنى؟؟ والمستمرة باصرار نشطائها على التظاهر والاحتجاج منذ اشهر.

كان التيار الصدري وقائده يتفرج عليها، مظاهرات الفقراء والتعساء حاولت كل احزاب الاسلام السياسي، ومنها التيار الصدري، عزلها بكل الوسائل جماهيريا، شأنه شأن حزب الدعوة والفضيلة وجماعة عمار الحكيم وجيوب الحكومة وحلفائها، سواء كانت تلك التظاهرات في بغداد أو في المحافظات الاخرى.

مظاهرات بدأت محتشمة، ثم تصاعدت تدريجيا، ثم تراجعت بعد المضايقات عليها وخطف عدد من نشطائها وارهاب جماهيرها، تظاهرات كانت رافعة في البدء شعارات "الاصلاح " وحتى مبايعة حيدر العبادي زعيماً و"قائدا ومخلصاً" ، وكانت مُباركَة من قبل المرجعيات وتحت توجيهاتها الاسبوعية، كل جمعة، جرى توقيتها بشكل محكم ومدروس بحيث تنطلق بعد الظهر من كل جمعة، حتى يستكمل وكلاء المرجعية السيستانية، أمثال الصافي او الكربلائي خطبتيهما في صلوات الجمعة ، تنقل على المباشر اذاعيا وتلفزياً ، وتظهر اللافتات والشعارات المطلوبة بعد نشر مضامين خطبة وتعليمات المرجعية ومطالبها ضمن اطار النصح والتوجيه للسلطة وتحالفها.

التظاهرات واستمرارها بمدها وجزرها لا زالت تثير أسئلة كثيرة؟؟ من ينظمها ومن يمولها ومن يتحكم بها، وهل هناك عملية سلرية تفرض وصاية على المتظاهرين كل اسبوع، تُسَّوق لها قناة البغدادية، وتختار ما تراه مناسبا لحملتها الاعلامية، مؤكدة انها والخشلوك خادمة للمرجعية، مهما قيل ويقال، تبقى تلك التظاهرات حالة شعبية، تعبر عن حالة استياء عام، فيها من الصدق والعفوية ما يطفح على السطح ويخرج أحياناً عن نطاق الرقابة والسيطرة والتحكم لايادي السلطة واحزابها الاسلاموية وأجهزتها الامنية، التي تراقب الامور عن قرب وعن كثب كي لا تخرج عن مسارها المرسوم لها كسبا للوقت من جهة ولامتصاص الغضب الشعبي من جهة أخرى.

تحولت تلك التظاهرات من المطالبة بالتغيير، وحتى المطالبة بازاحة العبادي؟ وقد اظهرت السلطة واركان التحالف الاسلاموي الحاكم تجاهلا؛ بل احتقارا لما تسمعه من اصوات الاحتجاج، حتى وصل الامر انها بدأت ، وهي تستهين، عندما تنقل لقطات من صور تلك التظاهرات التي عجزت احيانا من ملئ ساحة صغيرة في محافظة ما، ولم تتجرأ على اقتحام وكر من اوكار الاحزاب او الاجهزة القمعية او مقرات مجالس المحافظات والبلديات ومراكز الفساد الاداري والمالي.

وبتراجع زخم التظاهرات وسط انشغال الناس بتوفير لقمة الخبز واخبار التعبئة للحرب في الرمادي والفلوجة والموصل ونشر فضائح الفساد والتضييق على ارزاق الفقراء والكسبة والفئات ذات الدخل المحدود ، تركت الحكومة وكواليسها وشأتها واستعاد حيتان العملية السياسية نشاطهم، في حين انشغلت الجماهير في تجمعات وتظاهرات مطلبية للخبز واستلام الرواتب المتوقفة، وتفاقم البطالة... الخ.

لم نسمع " القائد" مقتده ولا تياره من موقف من التظاهرات والتحشيد لها، ويبدو ان اركان التيار وفرق السلام وممثليهم في الحكومة ومجالس المحافظات كان منشغلا بها حتى وصلت الامور الى نقطة الصفر عندما اقتربت الحكومة من حالة اعلان الافلاس التام وعجزها عن تسيير الدولة، وارتفعت الاصوات بضرورة تشكيل حكومة طوارئ جديدة، سميت "حكومة تكنوقراط" واعلان حالة التقشف.

فما الذي تغير وحال البلاد تسوء من حال الى اسوء كي يٲتي مقتده الصدر بنفسه الى ساحة التحرير ببغداد ويعد العدة ليصلي تحت نصب الحرية ، ويعلن ممثله ضياء الاسدي مساء الاربعاء 23 شباط 2016 بعدد من التصريحات ، وقبل حلول الجمعة القادمة، عن سلمية وعدم عدائية تلك التظاهرات لحيدر العبادي وحكومته، ويعلن عن وصول الصدر الى بغداد، وسط ضجيج اعلامي بالعواجل المتلاحقة، ويبدأ " سماحته" باستقبال اركان الفساد الحكومي والمالي المعروفين في الاجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية، من امثال سليم الجبوري وحتى حيدر العبادي نفسه والجلوس معهم في خلوة مرة وامام الكامرات ، او في العلن مستقبلا ومودعا ، انظر الصور في الروابط أعلاه .

في قناعتنا الشخصية ان السيناريوهات القادمة تنذر باللعب الخبيث، بمحاولة رمي آخر حبال الانقاذ للسفينة الغارقة، ولاخراج حكومات العملية السياسية من الغرق في الوحول بعد ان أخذ السُراق والفاسدين من جميع أركان العملية السياسية كل غطاء وغذاء ودواء العراقيين. ولا تُستبعد حيتان التيار الصدري وقططه السمان من حاشية " السيد" عن جمهرة السراق، وفي مقدمتهم رئيس الهيئة السياسية السابق للتيار الصدري بهاء الاعرجي.

ان لم يأت " مقتده" الى ساحة التحرير متظاهراً، وليس إماما لصلاة بها، فإن الامور تشي ببعد آخر خطير، قد يطعن بخاصرة المتظاهرين هذه المرة وفي التصميم بمحاولة إغراقهم بأصوات الحشود من جماعة ( كلا ... كلا ... تتبعها الصلوات والتكبيرات والتمجيد للفوهرر الصاعد ) .

لقد بدٲت ضربات وركلات الجزاء تتوجه نحو ظهر الشعب العراقي وقواه الشعبية المتظاهرة وحتى الصامتة على مضض في مشهد عجائبي لافراغ محتوى الانتفاضة الشعبية عن مضامينها ومطاليبها ، وهي محاولة للقضاء على ثورية التظاهرات لصالح حيتان العملية السياسية، في محاولات التفافية، واضحة تسعى الى انقاذ العملية السياسية الآيلة للسقوط .

وان صلاة السيد " مقتده" بين حشوده " المليونية" القادمة من المحافظات هو عرض عضلات لكيانه السياسي الاسلاموي، ولمحاولة تقدير حجمه القادم في المحاصصات المتبقية، خصوصا ان حزب الدعوجية قد أفلس تماماً، وبدأ يطلق قطعان الشقاوات والمجرمين للاعتداء على التظاهرات، كما حدث في الناصرية وبغداد ، وبقية الكيانات وصلوا الى ذروة التفكك والفساد الاخلاقي والسياسي والمالي، كما ان عمار الحكيم تلاحقه أفضع الصفقات المريبة من قبل مريديه وحاشيته في المجلس الاسلامي، لما جره عليه عادل عبد المهدي وباقر صولاغ وهمام حمودي وجلال الدين الصغير، وفساده الشخصي مباشرة وهو ينغمس في مظاهر الثراء والاحتفالات والخطب والمحاضرات الفارغة وحتى الاستهتار بقيم العراقييين . اما ابراهيم الجعفري وحزب اصلاحه، والفضيلة وبدر، والحشد، وغيرهم فهم في سقوط الى قرار سحيق، كما يسقط الفياض وقبله موفق الربيعي وعدنان الاسدي وجماعات الامن القومي والوطني.

لم يبق في الساحة سوى العبادي وحشده الشعبي وجحوشه وحليفه هادي العامري وبدره وعصائب الخزعلي وحزب الله، وهناك الصدر وفيالقه من جيش المهدي الى فرق السلام ، وكلهم وجوه لعملة واحدة باتت صدئة وممسوحة المعالم .

التجمع " المليوني" في جمعة ساحة التحرير القادمة، اغتصاب لريادة المتظاهرين الوطنيين ، وومحاولة اغراقهم وسط حشود سترفع من صوتها وهي تبجل أوثان وعمامات رمادية عرفها شعب العراق منذ الغزو والاحتلال 2003 وقبله ايضا في صفحات الغدر والغوغاء والتسيير من خارج الحدود الشرقية .

وتجمعات الجمعة لا يمكن ان تكون تحت مسمى مظاهرات، فهي لم يُنسق بصددها مسبقاُ مع بقية التنسيقيات والقوى الوطنية العراقية، صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وليس الاصلاح، خاصة تلك التنسيقيات التي اشرفت على تظاهرات الاشهر الاخيرة بل جرى ترتيب امورها مع السلطة ومع العبادي وحتى المالكي نفسه، وهي ليست تظاهرات لانها ستبقى واقفة في مكانها ومرسوم لها حدود التجمع، وهي محمية من قبل السلطة وقاتها الامنية، وسماحة " القائد" وعد انها ستكون ذات مطالب اصلاحية، وليس لها شأن بالتغيير او الثورة او التمرد على سلطة حيدر العبادي، ومن خلفه نوري المالكي.

حشود الجمعة القادمة من جميع المحافظات لها اكثر من معنى .... وربما اكثر من "عجل" اي "ركلة" على الظهر او القفا لجمهور عراقي ، وهي كلمة شعبية يعرفها العراقيون.

ان العبور الى المنطقة الخضراء بالنسبة لكل جماعات الاسلام السياسي المتحالف في السلطة، سنة وشيعة، كان وسيبقى خط أحمر يعرفه " سماحة السيد القائد "، ولا نية لكل الحشود المُبَلَّغة بتعليمات صاحب " المكصوصة" بعبور جسر التحرير لاسقاط الحكومة والسلطة التي وضعها الاحتلال وأذنابه في المنطقة الغبراء.

كانت وستظل الثورة على المظالم والاستبداد حلم العراقيين الاحرار، ولم تكن ساحة التحرير هدفا لصلاة موحدة، سيسكت فيها خطيبها وامام صلاتها عن هدف اسقاط طغاة المنطقة الخضراء.

أملي أن لا أكون متسرعا في الحكم على نوايا سماحة الصدر الثالث، لان سيد مقتده عَلَّمَ الجميع بأنه قادر على الانعطاف والسير بالاتجاه المعاكس وبسرعة في المنعطفات التاريخية الهامة التي مر بها شعبنا العراقي. ولكن هذه المرة، فان كل التكتيكات ستنقلب على اصحابها، كالسحر والشعوذة على أصحابها، لأن المتجاهلين لاستراتيجية الثورة العراقية ، سيدركون ان تلك الحشود ستكون وبالا عليهم، إن فلتت الامور، وهي كسيف ذي حدين، يمكن ان يجتثهم، ومن دون رحمة؛ اذا ما وقفوا في طريق حرية شعبنا الساعي الى الخلاص الحقيقي والنهائي، من كل حثالات الاحتلال، المتحاصصين في السلطة وامتيازاتها منذ 13 سنة من سنوات الجحيم.

التفرج والتوقف عند صلاة الجمعة، ليس تديناُ، ولن يعفي هؤلاء عن مسؤولية التفرج على عذابات العراقيين، وأي خطاب مضلل بعد اليوم لا يمكن ان يبرر باية لغة ، كانت طالما ان الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته ومكوناته يريد اسقاط النظام والطغمة والسلطة، وكل العملية السياسية وكياناتها الاسلاموية، كلها ومهما كان الثمن وكلفته، ولو بثورة حمراء قادمة، ستدق ابواب المنصورة، وبسرعة البرق الخاطف.

وان غدا لناظره قريب
 





الجمعة ١٨ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة