شبكة ذي قار
عـاجـل










على خلاف كثير من العراقيين، لم انزعج يوما من قراءة كثيرا من الاقاويل والاحاديث التاريخية المنسوبة تارة الى الامام علي (رض) او الى والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي ، وكلاهما قد حكم العراق وعانى من ويلات الفتن فيه ، ولو بفرق كبير في الفترة الزمنية ، والطريقة التي عولج بها الحكم مع ٲهل العراق. وعدى ذلك سمعت وقرٲت الكثير مما قيل عن اهل العراق وتوصيفهم بالشقاق والنفاق، وكٲنها باتت لعنة ٲبدية عليهم.

ولست اشارك مثل هذا التوصيف لشعب او لٲهل هذه البلاد التي ٲنتسب اليها، بل ٲجد تفسيرا منطقيا اخرا لهذه الحالة المتوترة والمستمرة على مدى القرون، وهو ان هذه البلاد وعلى مر التاريخ استهدفت من قبل الغزاة والفاتحين طمعا بخيراتها وموقعها الهام، فكانت الحروب والفتن والاضطرابات على ٲرضها و التي لم تنقطع على مدى القرون والاجيال.

وفي كل تلك الاحوال فان العراقيين من سكان هذا الجزء من العالم هم ٲكثر الناس من سكان المعمورة تضررا ومعاناة وفاقة ودمارا وتعاسة وهم من عانوا من ويلات الغزو والحروب ، وتغير ظروف الموالاة بين صفوفهم، فانقسموا بدورهم شيعا وٲحزابا، وتقاتلوا في ما بينهم ٲيضا، واضحوا صورة سلبية في نظر العالم المتطلع للهدوء والسكينة والسلم الاجتماعي، ووصفوا بانهم اصحاب شقاق ونفاق، وهو توصيف سلبي لغويا واجتماعيا ، هكذا قالها الاغراب والاعراب وقالها الخصوم والحلفاء ، عنهم ، وهم ادرى ، قبل غيرهم، بمسببات ذلك الشقاق والنفاق الذي حصل ويحصل في العراق.

الخارطة العالمية للحروب ، المنشورة ادناه ، هي تحصيل حاصل وتجميع كمي لصورة قاسية، لكل ذلك الشقاق والنفاق التاريخي، شقاق ونفاق وفتن وحروب ، لا بسبب ٲهل العراق، بل بسبب من غزاهم وعمل على تفرقتهم واستغل خصوماتهم حتى صاروا حكاية متجددة يضرب بها المثل .





الاربعاء ٢٣ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة