شبكة ذي قار
عـاجـل










ما من أحد يتشفى لسقوط قوى وأحزاب سياسية ، باتت لا تملك من أمرها شيئاً ، فلم تعد صاحبة صناعة قرار ، ولم تعد تملك من مبادئها واصالة شعاراتها غير اليافطات الكرتونية التي اهترأت بفعل زوال الحبر الذي كتبت به ، وأخذت هذه القوى والاحزاب والفصائل تدور حول نفسها بعد أن جف الضرع الذي كانت تعتاش منه ، ورغم ما في هذا الضرع من ذل ومهانة ، فقد استمرأ الجميع أن تكون يده السفلى ويد أسياده إن في قم وطهران أو واشنطن هي العليا ، مع المهانة والذل الذي يصاحب أصحاب اليد التي تعطي ، فقد أضاع الجميع حجم الوعي والفهم في أن هذه العطايا والمكرمات ليست بلا ثمن ، فالعميل لأي جهة لابد وأن يدفع ثمناً لعمالته ، وأحياناً كثيرة ينتهي به المطاف إلى الخلاص منه بعد أن يعجز عن توفير الخدمة المطلوبة .

هل وعى هؤلاء أصدقاء ايران ولا نقول عملاؤها ؟ ، حتى لا يغضب الرفاق لأنهم يعشقون تغطية الشمس بغربال ، ممن يعمل على بناء مشروعها القومي على حساب الامن الوطني والقومي العربي ، ماذا حصل لفصائل الثورة الفلسطينية بعد حجهم الأخير إلى طهران ؟ ، هل فهموا حجم الذل والمهانة التي صفعت هذه الوجوه الباهتة التي ذهبت للحج ، كيف تعامل معها ملالي الفرس المجوس ؟ ، وهل هذه المسلكية الفارسية المجوسية كانت غائبة عن هؤلاء ؟ ، فهاهو بشار أمامكم كيف يتعامل الحرس الثوري معه ومع جنوده ؟ ، وهاهي تصريحات أنجاس نظامه في الاعلان بحماقة أنهم باتوا يحتلون العاصمة الرابعة ، وأن امبراطوريتهم الفارسية ستقوم وعاصمتها بغداد .

الفصائل الفلسطينية إنتهى دورها الوطني والقومي منذ أن تركت البندقية ، وإنحازت ضد الأماني والاهداف الوطنية والقومية لابناء الأمة ، فكيف للعراقيين أن يستوعبوا مواقف هذه الفصائل وهم يواجهون الاحتلال الفارسي ، وكذلك ما يحصل إلى السوريين ثم اليمنيين ، كان ذلك قبل أوسلو بزمن وبعد أوسلو ايضاً ، فجاءت أوسلو ودفنت هذه الفصائل في التراب ، وكان حري على الفلسطينين والعرب أن يجددوا النضال الوطني والقومي العربي فيما يتعلق بتحرير فلسطين ، بعيداً عن هذه الفصائل المهترأة التي باتت تلهث وراء الحلول الاستسلامية ، مع كيان يعي العالم كله أنه كيان عدواني توسعي ، ولا يمكن أن يتخلى عن سمته هذه وإلا فقد مبرر وجوده ، وهو حتى في حالات الضيق والشدة ليس مستعداً للتخلي عن سياسته العدوانية ، فكيف إذا كان الطرف الآخر في موقف الاستجداء ومكشوفاً من عريه القومي ، الذي باعه بأبخس الأثمان ، لصالح طهران مقابل دراهم مغموسة بالذل والعار .

أما القوى والشخصيات العربية والاحزاب السياسية التي تتخندق في خندق الملالي، رغم احتلال بغداد بالفم المليان من قبل المسؤولين فيها ، والاجرام الطائفي الذي يقوم به الحرس الثوري في سوريا ، وكذلك اعتداءات الحوثيين وتدمير اليمن ، بدعم ومساندة طهران ، فقد خرج كل هؤلاء من الدائرة القومية ، ووضعوا انفسهم في دائرة من يدفع ، فباعوا كل الشعارات والمبادئ لكل أعداء الأمة ، كالامريكان والكيان الصهيوني وملالي الفرس ، ومع كل هؤلاء روسيا بوتن الذي استبدله الرفاق بالحزب الشيوعي الروسي ، الذي فقد دوره بالاتحاد السوفييتي سابقاً .

القضية الفلسطينية هي قضية الامة المركزية ، وأجزم أن هذه الفصائل باتت معطوبة في كل شعارات التحرير التي ترفعها ، عندما تتحالف مع المحتلين لبغداد والمدمرين لدمشق ، وأن قضايا الامة في الوحدة والحرية والتحرير باتت بحاجة إلى فرسان غير هذه التي القت السلاح ، فشعارات التحرير على وجه الخصوص لا يمكن لها أن تتحقق إلا بالمقاومة ، وعندما يتخلى أي فصيل عن المقاومة عليه أن ينزوي بعيداً ليفسح المجال لقوى جديدة تقود النضال ، فهذه الامة وفي طليعتها شعب فلسطين تختزن الكثير من مقومات النضال ، قادرة على أن تعيد للأمة سيرتها الاولى ، وأن تحرر ما اغتصب منها في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ، وكل بقعة عربية يدنسها أعداء الأمة .

لا يظنن أحد من هؤلاء مناضلي الصالونات السياسية ، ولا من المنتظرين مكرمات وأعطيات أسيادهم أن زمنهم ما زال موجوداً ، فقد إنتهى وولى هذا الزمن الرخيص الذي يترأسه متعفنون بايادي ملوثة ، ففلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر قالها سيد شهداء هذا العصر ، وبغداد بوجهها العربي مصممة على أن ينتحر البربرة على أسوارها ، ودمشق باطلالتها القومية لن تعود إلا بالبندقية العربية ، وكل مكرمات ملالي الفرس وأعطياتهم لن تحرر شبراً ، لابل هي تلوث كل نفس عربية تمتد يدها لمصافحة هؤلاء الاعداء ، الذين لا يختلفون كثيراً عن الصهيونية ، فكل احتلال لا يختلف عن غيره من الاحتلالات ، فمن يحتل بغداد كمن يحتل القدس ، لأن بغداد والقدس وجهان لحالة واحدة قالها الشهيد الرنتيسي ، واستشهد ابو علي وهو يقرأ رسالة الشهيد ، وسوريا كالاحواز محتلها وعابث الامن فيها واحد ، فهل تعي هذه الفصائل التي تبيع نفسها وقضيتها إلى الشيطان ؟ ، وهل يعي هؤلاء الذي يزعقون ليل نهار أنهم مع الديمقراطية في بلدهم ، ولكنهم ينكرونها على أبناء الشعب السوري ؟ ، وهؤلاء الذين ينعقون ضد السعودية لأنها تدافع عن أمنها الوطني ضد استهدافها من الفرس المجوس في دعم الحوثيين في اليمن ؟ .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة