شبكة ذي قار
عـاجـل










دعونا نتفحص باختصار شديد ، وبأستخدام أسلوب رؤوس اقلام بسيطة وواضحة قد تكون قاطعه في حجتها وفي معناها ومغزاها :

- الصدر هو جزء رسمي مشارك في العملية السياسية ( سياسيًا ونيابيًا وعسكريًا وأمنيًا ) .. فمن الصعب الأعتقاد والجزم بأن الصدر سيقدم على فعل ابتكره شعبيًا في صيغة تهديد ( شلع قلع ) يدغدغ من خلاله عواطف الناس ومنهم البسطاء والسذج .. لماذا ؟ ، لأن الصدر في مركب واحد مع شركائه في العملية السياسية الأحتلالية الأمريكية الأيرانية .

- من الصعب التغاضي عن أن الصدر مستفيد من المشاركة في هذه العملية التي ينخرها الفساد حتى نخاع العظم .. وله فيها وزراء ونواب ومقاعد في البرلمان البائس، كما له وكلاء وزارات ومدراء عامون إلى غير ذلك .. فلو كان صادقًا لسحب ( تدريجيًا ) نفسه من العملية المأزومة بالفساد ووضع اتباعه الفاسدين وراء القضبان وفي مقدمتهم ( بهاء الأعرجي ) ، ليس بصيغة التحفض عليه ثم اطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة، تلك اللعبة القذرة التي يتولاها القضاء الفاسد من رأسه حتى قاعدته، إنما بصيغة تأسيس ( محكمة الشعب ) لمحاكمته وغيره من الفاسدين والقتلة، يديرها قضاة نزيهين من خارج العملية السياسة الفاسدة .!!

- كلما اختنقت الحكومة، وكلما تعسرت الرئاسات الثلاث في دولة المليشيات وباتت على مشارف الهاوية ، كلما يظهر الصدر كطوق نجاة لتنفيس الحالة وتخفيف الضغط الشعبي الهائل وإعطاء جرعات من التخدير للمرجل الذي يغلي بأنتظار الأنفجار ، على أساس الحكمة والتعقل أمام الفساد الذي يستشري في نخاع العظام ولا شفاء منه إلا بالتغيير الشامل والكامل والعميق، تغيير الدستور أولاً وتعطيل البرلمان الذي لا لزوم له ثانيًا وحل مجلس الوزراء والقضاء ثالثًا ، وحل المليشيات ونزع اسلحتها رابعًا ، وإعادة تشكيل الهيكلية السياسية للشعب لكي يختار ممثليه دون كتل ودون محاصصة طائفية وعرقية أو واجهية عشائرية، إنما على أسس ثلاثة (( النزاهة والوطنية والكفاءة )) وحاضنتها الأسس الرصينة ممثلة بالثوابت الوطنية .. ويتولى إدارة شؤون الدولة مجلس سياسي وطني ممثل بالقوى الوطنية والعقول العلمية المستقلة وغير المنحازة، ريثما ينتخب الشعب ممثليه على وفق الأسس أنفة الذكر، ليختار اعضاء الحكومة في ضوء دستور جديد يكفل حقوق المواطنين كافة ويضمن حمايتهم ومستقبلهم ومستقبل أجيالهم .

- الصدر يريد أن يحقق لنفسه موقعًا في خضم التدهور الفضيع الذي بلغته حكومة المنطقة الخضراء الفارسية، يقود ويظهر وكأنه المنقذ والقائد للجماهير، وعلى أساس أنه يمثل رأس الحربة ( الوطنية ) .. ولكن تقسيم الأدوار بمشورة طهران تكاد أن تكون الفاضحة في مسارها .. وعندما أُعْلِنَ بأن " علي السيستاني " الذي تدخل لأكثر من ثلاثة عشر عامًا في السياسة بات ساكتًا وسحب نفسه منها، كان التدخل الإيراني فاضحًا في تسويات الوضع المزري، الذي انحدر كما هو شأن الوضع في سوريا واليمن حيث تلقت إيران فيهما الصفعات والركلات ولم تعد لها فيهما قائمة، وهو الأمر الذي يسمونه محاولة لملمة ( البيت الشيعي ) الذي يفرض عليه النظام الفارسي المجوسي في طهران الوصاية المذلة.. فكيف يخرج الصدر على بيت الطاعة هذا ؟ وكيف يخالف توجيهات أو بالأحرى أوامر "علي خامنئي" ؟ وهل باستطاعة الصدر أن يهدد حكومة اللصوص والفاسدين بالأجتياح ( شلع قلع ) ؟!

- تقسيم الأدوار واضح تحت إدارة فارسية، رغم أن الصراعات والتهتكات بين أطراف هذا البيت قائمة على قدم وساق، بفعل الأختلافات الفقهية والنزاعات الشخصية والصراعات المالية والأستحواذات على المواقع والنفوذ .. ولكن إستحقاقات التشرذم على مستوى قيادات البيت الطائفي وعلى مستوى تشكيلاته التنظيمية ومليشياته الطائفية المسلحة، هي الأخرى لا تكف عن أن تفتك بها، طالما أن التدهور لم يتوقف والفساد لم يتوقف وفقدان الأمن والأمان لم يتوقف والأستنزاف المالي والبشري لم يتوقف والأدعاء بمحاربة الأرهاب هدف إيران المركزي لن يتوقف .. إذن، المحصلة تكمن في استمرار التدهور والأفلاس لحد الصراع الدموي على السلطة والنفوذ ، رغم تقسيم الأدوار، لأن الحالة لا تحتمل وليس باستطاعة أحد إيقاف تدهورها .. لماذا ؟ لأن هناك من لا يريد إيقافها، ولأنه يعتاش ستراتيجيًا على هذا التدهور لبلوغ الأستزاف الكامل والشامل للموارد المالية والبشرية على حد سواء وهي إيران .!!

- الصدر يهدد ( شلع قلع ) ، وهذا كلام فارغ .. وان إعطاء سقف زمني للعبادي لتنظيف البلاد من الفساد والمفسدين واجراء اصلاحات ، لا يستطيع الصدر أن ينفذ تهديده .. لماذا ؟ ، لأن هذا التهديد هو كلام فارغ .. وحيت تلقف العبادي مثل هذا الكلام .. خاطب الصدر بكلام تافه يدعوه الى الدعم والأسناد والتعقل .. وسرعان ما استجاب الصدر لهذا الكلام . ماذا يعني ذلك ؟ يعني إنها مجرد لعبة مزدوجة متفق عليها في الأجتماع الأخير الذي ضم الصدر والحكيم والعبادي وقادة المليشيات المجرمين .. فمن يصدق فكرة اجتياح المنطقة الخضراء لتنفيذ شعار الصدر ( شلع قلع ) ؟!

- لا يستطيع الصدر أن يجير الحراك الشعبي العارم المتصاعد من الجنوب إلى الوسط وحتى الشمال لنفسه لمجرد رفع شعار غامض من الصعب عليه تنفيذه وهو يراوغ في العملية السياسية المتهالكة .. لأن هذا الحراك هو حصيلة إرهاصات الدم والجوع والمرض والأهانات والإذلال والتسقيط والتهميش .. هو حصيلة صراع الشعب العراقي العظيم ضد الغزاة الأمريكيين والمحتلين الفرس المجوس .. هو حصيلة المجازر التي ارتكبها الغزاة وسلطات القمع الطائفية .. هو حصيلة تدمير المنازل والمزارع والممتلكات في القرى والمدن وتجريف أحيائها ونهب ثرواتها وإسكان رعاع أجانب فيها .. هو حصيلة اليتاما والأرامل والمعدومين والمسجونين ظلمًا وعدوانًا .. هو حصيلة ملايين الشباب العاطلين عن العمل ( والذين أمامهم منفذ واحد للعيش هو الأنخراط في مليشيات الحشد الطائفي ليكفل مورد رزق له ولعائلته المنكوبة، ليس إقتناعًا أو إيمانًا ، بل عوزًا ) .. هو حصيلة الرعب الذي ينتاب المواطن العراقي جراء محاولات الفرس تفككيك عائلته وتشريده وتفكيك مجتمعه المتجانس وتفكيك واقعه سياسيًا وجغرافيًا وإلغاء هويته الوطنية والقومية وإلحاقه ببلاد المجوس.. هو حصيلة انحدار هيبة العراقيين وسمعة العراق في الخارج الى مستويات يصعب تقبلها .

- الصدر يستخدم مليشياته المسلحة ضمن الحشد الطائفي الذي يرتبط بولي الفقيه ووكلائه ممثلوا المرجع ، ظل الله على الأرض، كما يرتبط بجنرالات إيران في تنفيذ مهام الحرس الأيراني لتسويق الأستراتيجية الإيرانية .. وهذا الأرتباط يؤاخذ عليه في جرائم الحرب والأنتهاكات ضد الأنسانية، التي لم تعد خافيه على أحد كما أنها دخلت ملفات دوليه تمهيدًا لفتحها أمام محكمة العدل الدولية في لآهاي .. فأذا كان الصدر صادقًا في تهديده للحكومة الفاسدة التي تحمي الفاسدين فعليه أولاً أن يسحب مليشياته من تشكيلات الحشد الطائفي ويحاسب لصوصه ووزرائه ونوابه ومنتسبيه ، لا أن ( يضع رجل في السلطة ليستفيد ، ويضع رجل اخرى في الشارع ليقود ) .. لا أحد يقبل بهذه الأزدواجية المقرفة .. فعليه إما أن يكون مع السلطة الفاسدة أو أن يكون مع الشعب .. فهل يستطيع الصدر أن يفك إشتباك تصرفه وسلوكه الذي استمر عليه منذ الأحتلال ولحد الوقت الراهن.؟!

- ليس من الحكمة أن يمارس الصدر ( التقيه ) مع الشعب .. عليه أن يكون واضحًا وصريحًا وقاطعًا ومناصرًا له لكي يدخل خانة الوطنية .. فهل يستطيع الصدر أن يتخلى عن توجيهات ( علي خامنئي ) التي تصله مباشرة من مرجعه ( كاظم الحائري ) الذي يمثل السياسة الفارسية المجوسية.. ثم ، لماذا لا يكون الصدر وطنيًا وعروبيًا وينفض غبار الحقد الفارسي الذي حل في البلاد وعلى العباد ؟ ألم ير إيران الفارسية تستثمر شيعة العراق العرب لمصلحتها الأستراتيجية ؟ ألم ير ذوي الأصول الفارسية يعيثون في البلاد فسادًا وقتلا وتدميرًا لحساب الدولة الفارسية؟! هل ينقصه الأدراك وتنقصه الشجاعة وتنقصه الأرادة ؟ أم أنه مكبل بالحائري وبولاية الفقيه التي لا مستقبل لها في العراق ولا في المنطقة مهما حاول الفرس الصفويون التمدد والعبور بقوارب طائفية مقيتة .؟!





الخميس ١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة