شبكة ذي قار
عـاجـل










كتبت قبل عدة سنوات مقالا بنفس العنوان ولم أضف له الان سوى كلمة ( مازال ) والتي لا تعني لي فقط دوام وثبات الرؤيا والسلوك والمدخلات والمخرجات فقط بل تعني أيضا تطورات خطيرة في المعاني والمضمون والدلالات تسير في ذات النهج الخياني لمقتدى .

التيار الوحيد الذي برز على الساحة العراقية بعد غزو الوطن واحتلاله من بيئة العراق الداخلية هو التيار الصدري . قد لا يعلم كثيرون ان التيار الصدري في منطلقاته الاساسية هو حزب الدعوة الايراني لان الصدر الاول كان بمثابة المؤسس لهذا الحزب في الاستنساخ العراقي له عن النسخة الايرانية الاولى. والصدرية هي المنظرة للدعوة كحزب مذهبي سياسي . هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الصدر الاول ( عم مقتدى ) كان هو من كلف من قبل خميني لادارة عملية استلام الثورة الخمينية المصدرة من ايران الى العراق طبقا لمشروع تصدير الثورة الخمينية المعلن والمعروف . وبغض النظر عن التقاطعات الظاهرية بين تيار مقتدى وبين حزب الدعوة القادم من ايران محميا بقوات الغزو الامريكية فان التيار الصدري كان هو الحاضنة للدعوة العميل الذي لم يكن عدد أعضاءه سنة غزو العراق في داخل وخارج العراق يتجاوز بضعة عشرات .

اذن مقتدى واجهة من واجهات حزب الدعوة العميل وهذا ما لايدركه كثيرون من اتباع التيار أو المتعاطفين معه من منطلق خاطئ انه التيار ( الوطني ) الوحيد في التشكيلة الطائفية وسط وجنوب العراق . وهنا تكمن مفردة من مفردات ما نظن انه خطر داهم على العراق يفوق خطر الاحزاب العميلة التي وفدت ابان الغزو وبعيده بفترة قصيرة وهي مكشوفة لشعبنا تماما .

ارتمى مقتدى وتياره بالكامل في حضن الاحتلال والعملية السياسية الامر الذي وفر للاحتلال من جهة وللعملية السياسية الاجرامية من جهة أخرى جمهورا كانت تحلم بمثيله ووفر حاضنة لهما لم تكن في حسابات الاحتلال ولا أعوانه. ومما زاد الطين بلة هو اندفاع العديد من العراقيين للاختفاء خلف هذا التيار من الشر المستطير والبغضاء والاحقاد التي كانت تعتمل في صدور ما يسمون بالبدرين ومنظمة العمل الاسلامي وعناصر المجلس الطبطبائي الحكيمي والدعوة وفرق موت الجلبي التي وفدت مع الغزو ضد شعب العراق عموما وكادر الدولة الوطنية بشكل خاص . ورغم الخدمات المهمة التي قدمها هؤلاء العراقيين للتيار عسكريا ومدنيا الا ان مقتدى وأعوانه قد كمنوا لهم بالغدر والغيلة وعاونوا اشرار ايران على تصفية الالاف منهم دون أن تتوفر أية مقومات تجريم لمقتدى وللميليشيات القذرة التي ولدت من تحت عمامته الشيطانية.

ان مقتدى وتياره اجمالا وميليشياته هم جزء لا يتجزأ من التيار الطائفي الايراني غير ان ما يميزهما هو الجهل المطبق والعشوائية المفتعلة وعدم الاستقرار على منهج وعدم الاستقرار هذا محسوب بدقة لتمرير مواقف وادخال مدخلات واخراج مخرجات لا يستطيع باقي أطراف الائتلاف الصفوي الفارسي ادخالها لسكونية مناهجهم والثبات النسبي لمواقفهم على عكس التخبط والفوضى التي انيطت كسلوك يتماهى مع شخصية مقتدى البليدة المتعجرفة والمتقلبة .

لقد تمكن مقتدى من اقناع الكثير من العراقيين في بيئة الفرات والجنوب انه مقاوم للاحتلال الامريكي وتبنى عمليات المقاومة الباسلة التي قام بها مجاميع من جيشنا الوطني ورفاق البعث في الجنوب . حتى معارك كربلاء والنجف الشهيره تبناها الصدر دون أن يكون له فيها أي نصيب لان طبيعة تلك المعارك كانت تتطلب قوات مدربة على حرب المدن وقدرات تخطيط ومناورة محترفه لا يمتلك الصدريون منها شيئا حينذاك بل حتى الاسلحة المستخدمة لم يكن اعوان الصدر قد امتلكوا الزمن الكافي للتدريب عليها لان تلك المعارك قد حصلت في ايام الاحتلال الاولى وجيش المهدي لم يتشكل بصيغته العسكرية المكتملة بعد . واستطاع مقتدى ان يمثل الدور المرسوم له في وضع مسافة بينه وبين قوات الاحتلال واستلم الامريكان الرسالة بذكاء فصاروا يعلنون عن مطاردة لمقتدى هي محض خرافة لان مقتدى كان بين أذرعهم وتحت مرمى بنادقهم الخفيفة في الوقت الذي كان الخبيث يعبث بالمجتمع العراقي ويبث سموم الفتنة ويجهز طبقا لخطط ايران ارضيات الابادة الطائفية .

لن نكرر هنا بديهيات يعرفها العراقيون عن أجرام مقتدى وميليشياته ولكننا نؤكد على ضرورة الكشف عن الخلاف المسرحي الغارق في مكونات الايهام والغش والخديعة بين الصدر وأعوانه وبين حزب الدعوة وحكوماته المتعاقبة وخاصة حكومات نوري الذي وصل به الحال الى ضرب الصدريين بالقوة العسكرية في البصرة وهو في حقيقة الحال قد اباد هناك جزء من شعبنا المقاوم لحكومة الاحتلال الدعوجية وليس الصدريين!!!!.

ان جملة ممارسات مقتدى وتياره وميليشياته هي في حقيقتها وجوهرها ومنطلقاتها تصب في مجريات حماية العملية السياسية ليس لأنهم جزء لا يتجزأ منها فحسب بل لأن التيار وميليشياته مسيرة ايرانيا ومكلفة بلعب دور مختلف نسبيا يعتمد على خداع الشعب بوقوفه ضد الاحتلال وضد الفساد وضد الممارسات المنحرفة والفشل المريع للدعوة واعوانها في ادارة شؤون البلاد. ولو توقفنا هنا برهة لنحاسب مقتدى عن الثروة الطائلة والطيارة الخاصة والاملاك والعقارات والسيارات التي أمتلكها بعد الغزو ونحاسب زعماء ميليشياته ووزراءه وبرلمانييه عن الثراء الفاحش الذي هم فيه بعد الاحتلال لايقنا ومعنا كل ذي عقل وبصيرة ان مقتدى انما هو جزء من ذروة الفساد المالي والاداري والاخلاقي.

ان الخطر الحقيقي الذي يمثله مقتدى هو انه يمنهج بطريقة باطنية وسافرة في ان معا فكرة اصلاح الفاسد من داخله وهو بذلك يقطع الطريق أو يحاول قطع الطريق لاطول زمن ممكن عن الاصلاح والتغيير الحقيقي لمنتج الاحتلال الباطل الغاشم المجرم في العراق . والوجه الاخر لخطورته على العراق هو ان بعض الطافح منه عراقي في حين ان الاهم هو الغاطس التابع لمنهج الدولة ( الشيعية ) التي هي الستار المظلم للدولة القومية ( الفارسية ) . ومقتدى خطر لانه لا يمتلك فكرا وطنيا ولا فكرا خيانيا ولا فكرا دينيا ولا عقيدة مذهب لانه انسان بلا علم ولا ثقافة ولا تربية بل نتاج هجين لكل هذه المتوافقات والمتضادات معا. وهو انسان عديم الكرامة ورجل بلا مبادئ رجولة لانه لو كان يمتلك بعض هذه القيم لكان قد انتهى من العملية السياسية منذ زمن وقطع صلته بحزب الدعوة العميل منذ سنوات وخاصة بعد صولة فرسان المالكي على البصرة التي عنونها المالكي حينها بتأديب مقتدى و تياره.

لقد برهن مقتدى غير ذي مرة انه عراب الطائفية السياسية القاتلة المجرمة وشعبنا في الشال والجنوب يعرف حقيقته وطبيعته المجرمة المتهورة المسير وشعبنا يعرف ان مقتدى لعبة سهلة الادارة والتدوير غير انه يبقى لعبة ايران الاحتلالية الاخطر والاقذر والمراهنون على تياره يخطئون العد والحساب فالمشهد العراقيشائك ومتشابك ومعقد ولا يخضع قط للعلاقات الرياضية السائدة .

ملحق
أولا: علينا ان نعلم أن مقتدى هو رجل إيران في العراق، وهو أخطر من السيستاني والحكيم لأنه يقلد خامنئي وينفيذ أوامره.
ثانياً: ما يقوم به مقتدى الان هو تنفيذ لأمر من مرجعه كاظم حائري الذي أصدر بيان قبل مدة طلب به التصعيد ضد الحكومة.
وكاظم حائري هو :

هو كاظم الشيرازي فارسي إيراني الجنسية. ولكي يغطي على انتمائه عندما دخل العراق ليدرس بالحوزة لقب نفسه الحائري حيث اعتاد الإيرانيون عندما يسكنون بالمنطقة المحيطة بمرقد سيدنا الحسين عليه السلام ينتحلون هذا اللقب لأن هذه المنطقة تسمى الحائر الحسيني لوجود قصة شعبية متداولة أنه عندما حصل فيضان ووصل الماء إلى هذه المنطقة ( حار الماء ) وظل يدور حولها ولم يتجاوزها.

كاظم حائري كان تلميذ محمد باقر الصدر وهو من مؤسسي حزب الدعوة وكان مسؤول تنظيمات طلاب الحوزة المرتبطين بحزب الدعوة وكان من ضمنهم محمد صادق الصدر والد مقتدى.

هرب إلى إيران وهناك جعله النظام مرجع وهو مرجعه الأعلى خامني حيث يعتبره مرجع الشيعة في العالم وهذا يعني أنه لا يعترف بمرجعية النجف لا السيستاني ولا غيره. وهو طبعاً يؤمن بولاية الفقيه التي ابتدعها خميني.

قبل وفاة والد مقتدى أوصى بتقليد كاظم الحائري بعد وفاته لذلك أصبح مرجع مقتدى والتيار الصدري. وهذا يعني أنهم يقلدون خامني وأمرهم مرتبط بإيران دينياً ودنيوياً.

ثالثاً: محمد باقر الصدر الذي يسمونه الصدر الأول هو من كلفه خميني بقيادة ( الثورة ) في العراق من خلال رسالة له أرسلها عبر الاتصالات العراقية. الرسمية في حالة تحدي سافر للدولة العراقية .

رابعاً: محمد صادق الصدر والد مقتدى كان أحد عناصر حزب الدعوة عندما كشف أول تنظيم لهذا الحزب العميل عام 1974 في محافظة الديوانية وكان مسؤوله كاظم حائري.

خامساً: من الحقائق االتي ثبتت عبر التاريخ أن إيران عندما تقدم على عمل مهما تكون صورته ألظاهرة جميلة ومفيدة فإنها تخفي وراءه هدف آخر. لذلك فما يقوم به مقتدى ترجمة لتلك الأوامر. حيث يبدو أن إيران أسقطت ورقة العبادي وتخطط لاستبداله لمن يخدمها أكثر ومن هنا جاءت التسريبات بترشيح جعفر بن محمد باقر من قبل مقتدى. وجعفر هو من هربه مقتدى إلى إيران عام 1998 وهو صهره حيث أن مقتدى زوج أخته.





الاحد ١١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة