شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم لطرد الإرهاب من مدن العراق كلها ... نعم لطرد الإرهابيين من مدن العراق كلها. ولا وألف لا لقتل شعبنا بعمليات إبادة طائفية تحت ذريعة الإرهاب ولا وألف لا لتدمير مدن تعج بالحياة بيد الإرهاب بحجة محاربة الإرهاب.

فطالما أن تعريف الإرهاب قد صار نسبياً ومزاجياً وتحول إلى سياسة وممارسة وتوجهات طائفية صرفة خاصة بعد احتلال العراق واعتماد الاحتلال للنظام الطائفي والعرقي لحكم البلاد وتكريس الطائفية السياسية كمنهج للعملية السياسية التي أفرزها الاحتلال وتبناها في العراق المحتل فإن النظرة الواقعية والممارسات التي قامت بها ميليشيات بدر ومقتدى الصدر وما سمي بالحشد الشعبي وغيرها من مسميات طائفية والتي تتوافق عملياً مع مسيرة المنظومة السياسية في المنطقة الخضراء تجعل منها قرينة بل وبصفات إرهاب أحط وأسوأ وأخطر من داعش لسبب جوهري واحد هي أنها إرهاب دول كأميركا وإيران مثلاً في حين أن ما يسمى بداعش لا تجد سنداً دولياً في التكفير والذبح والغلو والطائفية وتهالك المنهج التي تتبناها.

لم تحاصر مدينة الفلوجة من سنوات ويباد أهلها بوسائل موت مبتكرة إضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي وبالطيران؟

إذا كان الجميع يرى أن داعش مجرمة وتمنع السكان المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ الفلوجة من مغادرة المدينة والنزوح إلى موت آخر محتمل في حالة فتح الطرق لنزوحهم, للاحتماء بهم وتحويلهم إلى دروع بشرية لحماية الدواعش فلماذا لا يبحث عباقرة حروب المدن واستراتيجيو (التحرير) عن وسيلة إنقاذ للمدنيين قبل أن يمارسوا القتل التقليدي لهم؟ أو ليس قتل المدنيين العزل وتدمير بيوتهم إرهاب ما بعده إرهاب وحسب التعريف الأول للإرهاب؟

إن اعتماد سياسة الأرض المحروقة في المدن التي يحتلها بضعة أنفار من الأشباح الذين لم ير أحد أثراً لهم بعد حرق المدن والسكان ممن يطلق عليهم أسم داعش تقدم برهاناً قاطعاً على سبب وجود الإرهاب في هذه المدن ألا وهو فناء أهلها وبناها وبيوتها بيد الإرهاب الذي يحمل العنوان الطائفي الآخر وبمساعدة لوجستية من الذين سلطوا الإرهاب الطائفي في السلطة بدءاً وهم كل من أميركا وحلفاءها وفي مقدمتهم إيران والكيان الصهيوني. نحن مؤكد إزاء حرب إبادة طائفية وتغيير ممنهج لديموغرافيا مدن العراق التي تم إدخال داعش عليها لتحقيق هذا الغرض. ونحن سبق وأن كتبنا مراراً وتكراراً أن حرب حكومة الاحتلال على الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل وكركوك هي حرب أصل التخطيط لها سبق داعش بسنوات وخاصة في حقبة حكم نوري المالكي الذي كان هو وحسن نصر الله وبشار الأسد وإيران من انتجوا فكرة داعش ووضعها بيد المخرج الأمريكي لتحقيق احتلال إيران لهذه المحافظات (سياسة خلق الذريعة أو الشماعة).

إن ما يحصل في الفلوجة المنكوبة من إبادة جماعية للسكان العزل تحت ذريعة طرد داعش منها هو جرائم حرب تمارسها الحكومة الطائفية في بغداد ويخرس عن فضحها شركاءهم من حثالة سنة السلطة المنتفعين وتجار الدم والدمار وتنجز جزأها الاستراتيجي طائرات التحالف الدولي الأمريكي.

إن الفلوجة التي سجلت للعراق شرفاً ما بعده شرف في مقاومة الاحتلال.. الفلوجة التي تمثل بقعة من بقع الإيمان المتجذر في العراق.. فلوجة المساجد والجوامع والأحرار.. فلوجة الكرم والسخاء والإباء العراقي التي أطلقنا عليها قبلاً اسم قدس العراق نجد أنفسنا مرغمين أن نسميها اليوم مضايا العراق مع فارق واحد.. أن مضايا سورية قد وجد هلاك أهلها بالجوع صدى هنا وهناك لكن فلوجة العراق تموت جوعاً وقصفاً بصمت ولا أحد ينبس ببنت شفة لأن تدبير فناءها قد اقترن بكذبة مفضوحة هي طرد الإرهاب ولأن أميركا هي من يقود الإرهاب على الفلوجة, إرهاب داعش وإرهابها هي وعملاءها.

أيها العالم الأخرس: طرد الإرهاب لا يتم بالإرهاب وما يجري على شعبنا الآن في الفلوجة من قتل بالحصار والتجويع والقصف هو إرهاب لا غبار عليه تمارسه داعش وميليشيات إيران في العراق وجيش الدمج المليشياوي وأمريكا وحلفاءها. والعالم كله يعرف أن مهمة مكافحة الإرهاب الاستراتيجية والمرجحة أولاً أن حصل في أية بقعة هو إنقاذ المدنيين وخاصة النساء والأطفال والشيوخ وليس الإجهاز على الفلوجة بقضها وقضيضها نساءً وأطفالاً وشيوخ.





الخميس ١٥ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة