شبكة ذي قار
عـاجـل










تحتل داعش الموصل الأسيرة بأكملها . وبوسع طيران أميركا وحلفاءها انتقاء عشرات الأهداف . غير ان قصفها لجامعة الموصل يؤكد الطبيعة الأرهابية لامريكا مثلما يؤكد الأسباب التي دعت أميركا وايران وأعوانهما الى خلق داعش وتسليطها على شعبنا لتكون الشماعة التي تعلق عليها خطط تدمير جزء العراق الذي ظل عصيا على الاحتلالين الامريكي والايراني . ان تدمير مدننا العامرة وبناها التحتية هو استكمال لما بدأه الغزو عام ٢٠٠٣ولا تفسير له غير هذا .

لنفترض جدلا ان أميركا تمتلك معلومات استخبارية أكيدة عن وجود قيادات داعش في جامعة الموصل المنكوبة فلقد كان بوسعها ان تقوم بالاغارة عليها في وقت لا يكون الطلاب في الكلية أي في الليل . غير ان تعمد القصف أثناء الدوام يؤكد الروح الأجرامية الحاقدة على الموصل وشعبها من جهة ولان أميركا ما زالت تبغض العراق العالم المتعلم وتستهدف كما حصل منذ عام ١٩٩٠ مراكز العلم والبحوث والصناعة وكل ما يمدها بالحياة .

لم ولن ننسى ان أول قرار من قرارات فرض الحصار على العراق عام ١٩٨٩ بعد انتهاء العدوان الايراني على العراق كان يشتمل على ايقاف باخرة محملة بأجهزة ومعدات علمية للعراق !!ثم تلاه قرار وقف تنفيذ شحنات قمح مدفوعة الثمن.

لم نر ولم نسمع عن محاربة ارهاب تحرق وتهدم المدن وتقتل السكان وتجوعهم وتشردهم دون أي اعتبار لانسايتهم وحقوقهم ودون أن تكلف أميركا وأعوانها نفسها بتأمين مستلزمات حماية المدنيين وتأمين متطلبات عيشهم ولا في البحث عن عوامل غير الحرب في محاصرة الأرهاب وخنقه. ولم نسمع عن ارهاب يقيم دولا ويشرع قوانين ودساتير ويتاجر بالنفط والسلع الاستهلاكية مع دول أخرى ويمتلك أرصدة في بنوك أميركا والدول المتحالفة معها غير الارهاب الذي سلطته علينا أميركا وايران لكي تديم بقاءها بادعاءات فارغة انها تسعى لاستئصال الارهاب .

أميركا وايران ومن معهما في حقيقة حربهم على مدن الموصل والرمادي والفلوجة وتكريت وغيرها أنما يستأصلون شعبنا وينتقمون من مدن الكبرياء والمقاومة الباسلة التي ما خنعت ولا خضعت ولا خافت من غزاتها وجلاديها وقتلتها الامريكان وشريكتهم ايران. يمارسون طبيعتهم المعادية للانسانية التي عرفناها يقينا من أيام الحصار الجائر حين كانوا يعمدون الى القاء مشاعل حرارية على حقول القمح ويحرقونها لكي يمعن الهلاك بشعبنا جوعا !!!.

ان منهجية تدمير المدن بيوتا وبنى تحتية وبنى فوقية وخاصة دور العلم والمصانع هي ارهاب من طراز جديد يضعه الطغاة تحت عنوان التحرير …

الا سحقا وتبا لتحرير يأتي بالتدمير .
وليتيقن الغارقون في الوهم ان الموصل وشعبها لن ينتصرا لذاتهما فحسب بل ان العراق كله سينتصر من أرض الرماح بعون الله .





الجمعة ١٦ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ألأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة