شبكة ذي قار
عـاجـل










مقال كتبه الرئيس الأمريكي " أوباما " ، الذي سيغادر البيت الأبيض بوجه أسود ، نشر بتاريخ 1 / نيسان / 2016 ، ولهذا اليوم من كل عام دلالات الكذب والمزاح لدى عموم الناس، يتسائل فيه ( كيف نجعل رؤيتنا لعالم خالٍ من الاسلحة النووية واقعًا ) ؟ ، والمعنى ، أن الرؤى السابقة يراها أوباما لم تتحول إلى واقع ملموس، من ( سالت 1 و 2 و ستار 1 و 2 ... إلخ ) التي انتهت هذه الأتفاقيات بأن يكون مخزون الصواريخ البلستية التي تحمل الرؤوس النووية عابرة القارات بحدود ( 100 ) صاروخ لكل من أمريكا والأتحاد السوفياتي، فيما لا تتعدى قواعد إطلاق الصواريخ، هي الأخرى ( 100 ) قاعدة، بيد أن الأشكالية الوحيدة ظلت بين طيات اوراق سالت ( 2 ) من جهة، وتباطؤ الكونغرس التصديق على المعاهدة من جهة ثانية .

- اختار ( اوباما ) هذا اليوم بالذات ليخلط الاوراق ويكذب على العالم في السياسة مرة اخرى وأخرى، من الخط الأحمر حيال سوريا الى حقيقة الأسلحة الكيميائية السورية ونزعها وبترتيبات روسية اسرائيلية ايرانية متفق عليها مقابل بقاء النظام الطائفي المتوحش في دمشق .. إلخ

- يتمسك ( اوباما ) بمقولة الرئيس الامريكي الاسبق ( رونالد ريغان ) الذي قال ( اننا نسعى لأزالة الاسلحة النووية بالكامل من على وجه الأرض ) . ويبدو ان اوباما يؤمن بهذه المقولة، التي عجز سلفه عن تحقيقها وهو على مشارف الخروج من البيت الابيض .. ولكنه تساهل او سمح وسلفه لكوريا الشمالية ان ( تتمادى ) في تجاربها الصاروخية ، ويقلدها في الظرف الراهن ( علي خامنئي ) في تجارب صواريخ بلستية على أساس التحدي والأستفزاز في الوقت الذي تتعامل إيران بقنوات سرية مع أمريكا الشيطان الأكبر وعواصم غربية كافرة، وملالي طهران وقم ، هم مجموعة متسلطة مخادعة تمارس أعمالا غير مسؤولة جاؤا بأفكارهم ونياتهم من كهوف ما قبل التاريخ، فخدعوه .. والآن يفصحون عن نياتهم بأن ( الصواريخ هي التي تبني مستقبل إيران وليس المفاوضات السلمية وحياة السلام بين الأمم ) .. وأوباما يدرك أن مثل هذه الصواريخ البلستية الأيرانية يمكن ان تحمل رؤوسًا نووية .. ألم يساعد أوباما والرؤساء الذين سبقوه ايران منذ عام 1979 ولحد الآن - ومعروفة هي صفقة أسرى السفارة الأمريكية في طهران في عهد جيمي كارتر - ، على الرغم من الاتفاق النووي الاخير . ( أوباما ) يكذب ويريد ان يصدقه الآخرون.!!

- ألم يقل ( أوباما ) بأن أمريكا ماضية للحيلولة دون حصول الأرهابيين على الأسلحة النووية واستخدامها .. والعالم أجمع يؤيد هذا الأتجاه ، ولكن ألم تكن إيران راعية للأرهاب كما صنفتها أمريكا ؟ ألم تحتضن قادة القاعدة في اراضيها وتحت رعايتها ولحد الآن؟ ألم يعلم أوباما بأن محاكم بلاده قد أقرت بأن قادة إيران إرهابيون بأمتياز وأدانتهم واحتجزت ممتلكاتهم وممتلكات إيران وطالبتهم بدفع تعويضات لضحايا الحادي عشر من سيبتمبر - ايلول 2001 والتي بلغت ( 10.700 ) عشرة مليارات وسبعمائة مليون دولار.؟ ألم يكن أوباما الرئيس كذابًا .؟

- ثم ألم تستخدم أمريكا هذا السلاح الرهيب في أول تجربة إبادة في هورشيما وناكزاكي اليابانيتين ، التي أشار إليها أوباما في مقالته ؟ ، من هو القاتل ومن هي الضحية .. هل عوضت أمريكا الضحايا ، وهل اعتذرت من الشعب الياباني؟

- ألم تستخدم أمريكا ، صاحبة الحضارة المزيفة المسكونة بالخوف وبالحقد، قنابل نووية وفراغية في مطار صدام الدولي وفتكت بالآلاف من المواطنين العراقيين، عسكريين ومدنيين ، حين نفذت امريكا وذيولها عدوانهم الغاشم على العراق ؟ ، هل اعتذرت أمريكا رغم اعترافها الصريح بأن ما فعلته هو كان ينبغي أن لا تفعله، وبعضهم قال أنه خطأ إستراتيجي قاتل؟ وهل دفعت تعويضات لضحايا أكثر من مليوني مواطن عراقي ضحايا هذه القنابل ومخلفاتها، من المعاقين والمشوهين والذين يعانون من عاهات خلقية، فضلاً عن التلوث البيئي الذي استخدمت امريكا وبريطانيا اسلحة محرمة دوليا واعتدة اليورانيوم المنضب؟!

الرئيس الأمريكي ( باراك أوباما ) يكذب ، ويحاول أن يخفي الحقائق تحت عبارات فاقعة لم تعد تحمل معانيها الجدية لا في السلام ولا في الحرب .. امريكا قاتلة .. ألم تقتل أطفال العراق في زمن حصارها الذي دام ثلاثة عشر عاما ؟ ألم تتجاهل كارثة شعبنا في الفلوجة وحصار أتباع ايران لتجويعهم حتى الموت، كما يفعل حاكم دمشق الذي يحاصر شعب ( مضايا ) و ( داريا ) و ( الزبداني ) و ( ريف دمشق ) و ( ريف حلب ) . ؟ ألم يكن المنهج ( الأمريكي السوري الأيراني ) في القتل واحد بمباركة إسرائيلية .؟!

- القاتل لا يمكن أن يدعوا الى السلام وحماية العالم من الدمار..!!

- العالم يعرف بأن ( إستراتيجية أمريكا لمحاربة الأرهاب ) القائمة الآن سيسير عليها الرئيس الجديد القادم الى البيت الابيض ، يمهد لهذا الأنتقال السلس أوباما كالذين سبقوه من الرؤساء، لترسيخ هذه الأستراتيجية ( لأن أمريكا لا يمكن أن تبقى بدون عدو خارجي توازن فيه قوى داخلها ومصالح كارتلها الثلاثي - المؤسسة العسكرية والأقتصادية والخزانة - فقد خلقت عدوا للصراع الدولي وهو الأسلام ، فيما كان صراعها السابق هو مع معسكر الأتحاد السوفياتي ) ، وتركز على منع وصول الأسلحة الى الأرهابيين، وهذا ملمح يذكرنا بالمفصل الدقيق الذي انتزعت فيه أسلحة دمشق الكيميائيه والصفقة التي تمت بين امريكا وروسيا وإيران بمباركة ( إسرائيل ) .. ولكن ألم تكن إيران دولة ارهاب لأنها راعية للأرهاب، كما أسلفنا، ومليشياتها الطائفية المسلحة في العراق وجنوب لبنان ( حزب الله الأرهابي ) وانتشاره للقتل في سوريا واليمن.؟

- كل العالم يقول بما فيه امريكا ( ان إيران راعية للأرهاب ومصرة على إرهابها بصورة تتحدى العالم ) ، وقبل بضعة أيام صادرت البحرية الأمريكية شحنة من الآف الأسلحة الأيرانية كانت على متن سفينة في طريقها الى الحوثيين باليمن في البحر العربي .. ألم يسمع أوباما بهذا الخبر واحداث اخرى لا تعد ولا تحصى قام الأيرانيون بارتكابها ومنها مجازر ضد الأنسانية في العراق وسوريا ؟! فلماذا لا تتخذ امريكا إجراءات من شأنها ان تكبل وتفضح أذرع إيران الأرهابية المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، فيما تدعي محاربة الأرهاب ؟!

فهل ان كذبة اوباما في شهر ابريل - نيسان لهذا العام ، وفي رؤيته الأستراتيجية المتعلقة بعدم انتشار الأسلحة النووية ومخاوفه من وقوعها بأيدي الأرهابيين، يتماشى مع شركة ( ثيرد لف ) النسائية و ( دوج فاكاي ) التي تعني بخدمة مجالسة الحيوانات الأليفة، التي تطلق كل عام كذبها النيساني السمج ، فضلاً عن توريط بعرض كاذب للزواج في مطعم مزدحم بالزبائن في لوس امجلس، أو كذبة شركة ( سوني ) في انها نجحت في تصنيع ( برتون باك ) وهو منتج مصمم لأصطياد مخلوقات من أبعاد أخرى ... هل يريد ( أوباما ) المزيد من هذه التهكمات والمسخرة التي لحقت به، أم انه مُصر على كذبة محاربة الأرهاب، التي سيورثها رسميًا للقادم الجديد الى البيت الأبيض.؟!

 





الثلاثاء ٢٧ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة