شبكة ذي قار
عـاجـل










ولد حزب البعث من رحم هذه الأمة ليحمل على عاتقه نهوضها وتحررها ووحدتها من خليجنا العربي الثائر حتى محيطنا الهادر، ليكون في مقدمة من حملوا لواء العروبة عالياً ، متحدياً كل التحديات التي واجهته منذ الساعات الأولى لولادته المباركة على الأرض العربية . ولد البعث من رحمة الأمة وكان معبرا تعبيرا حقيقيا عن أحلامها وتطلعاتها وآمالها بمستقبل أفضل، تكون قادرة فيه على العطاء والإبداع كما كانت أيام الدولة العربية الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة .

مع بداية الحرب العالمية الثانية وأجيج نارها ، والصراع الدامي بين القوى الاستعمارية ظهرت الحاجة الجماهيرية إلى التنظيم القومي الواحد، والذي يحمل مشروعاً نهضوياً تحررياً ، ليقوم بإخراجها من واقع التجزئة والاحتلال والتخلف الاجتماعي الاقتصادي المريع، الذي رزح على صدرها سنين، ليقود نضالها ويحقق آمالها، بعد أن فشلت البرجوازية القطرية من تحقيق مسألة الاستقلال، وإخراج قوات الاحتلال من البلاد العربية، والتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، الذي بدأت إشارات تحقيقه ظاهرة للعيان، فكانت ولادة حزب البعث العربي تلبية لتلك الحاجة الماسة للجماهير العربية من جهة ، ولاستمرارية النضال القومي من جهة أخرى . ولد حزب البعث العربي الاشتراكي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة العربية التي شهدت الامتحان العسير .

ولد البعث بعد رحلة من النضال والكفاح التي مرت على الامة العربية جمعاء وبتكاتف ابناء الامة المخلصين من الكادحين عمالا وفلاحين ومثقفين ثوريين في وجه الاخطار والمخططات المشبوهة التي استهدفت الامة العربية من اتجاهات متعددة . بدأ يمشي واثق الخطا في لم شمل الامة وبناء السياج المنيع للوطن الذي يصعب على الاعداء اختراقه او النيل منه .‏

في عام 1947 اعلن رسميا عن ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي بعد سنوات من التحضير وبلورة المبادئ القومية – الاشتراكية ، في اجواء وصول الهجمة الاستيطانية الصهيونية في فلسطين الذروة والاعداد لإعلان الدولة الصهيونية ، بفضل وجود الاستعمار في الاقطار العربية. لذلك كانت ولادة البعث ردا تاريخيا على تلك التحولات الخطيرة ، وفي مقدمتها وضع اسس الكيان الصهيوني من جهة ، وردا تاريخيا مدروسا على العلل التي ادت الى التخلف والتجزئة والضعف وهي امراض أغرت قوى اجنبية على احتلال الوطن العربي ، وكان الرد التاريخي هو تبني الوحدة العربية ، كمدخل وحيد لإعادة قوة العرب واستئناف دورهم القيادي في العالم ، والاشتراكية ذات الخصائص القومية ، كنظام اقتصادي اجتماعي تنمو في بيئته عوامل ازالة الفقر والامية والتخلف والفوارق الطبقية الكبيرة والتمييز بكافة اشكاله الظالمة ، والحرية بكافة مظاهرها ، كمناخ لا يمكن للتقدم وتحقيق الاهداف . أهداف البعث الوحدة والحرية والاشتراكية ، الحل التاريخي لازمة الامة العربية ، وكان القاعدة الصلبة التي بنيت عليها استراتيجية قومية واضحة ، انهت فترات الاضطراب والتذبذب السياسي .

ترجم البعث المبادئ الأساسية عملياً في ساحات النضال في الوطن العربي، حين قدم على أرضه دماء مناضليه ، وتصادم مع القوى الرجعية والتجزئة والصهيونية والاستعمار وأذنابه ومناصريه ، فكان البعثيون وقود الحرية ، ومازالوا إلى يومنا هذا يقدمون التضحيات في العديد من الساحات سواء أكان في بلاد الرافدين أو باقي أقطار الوطن العربي . (روت التراب دماء الجند من بلدي .... مثل السحاب اذا لبت دعاويها ) لهذا نرى الجنون الأمريكي والحقد الصهيوني ضد حزب البعث العربي الاشتراكي ، فأعلنوا بعد احتلالهم للعراق بيوم واحد ما يسمى بقانون اجتثاث البعث ظناً منهم أنهم ينهون هذه الحركة القومية . اطلقوا العنان لحملتهم الخائبة . وان اضرت المناضلين في الجانب المادي فأنها افادتهم في حالة التمسك والاصرار على الاستمرار بالعمل من اجل راية البعث العربي ..

اليوم في ذكرى مولد الحزب القائد نقف اجلال واكبار لشهداء الحزب الرجال الابرار الذين ضحوا بأنفسهم من اجل المبادئ وتقدموا الصفوف في خنادق النضال، واكرمهم رب العزة بالشهادة، فنالوا ما ارادوه في الدارين .

اليوم في هذه المناسبة العزيزة نؤكد أننا قوماٌ قد حسمنا امرنا اما فوق الارض اعزّاء وأما تحت الارض شهداء .
( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )
 





الخميس ٣٠ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفارس الثائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة