شبكة ذي قار
عـاجـل










إن أوامر إيران وراء الإصرار على حصار الفلوجة وإبادة أهلها النجباء الذين كان لهم دوراً تأريخياً في أن يبقى العراق حاميا للوطن العربي . وتبدأ القصة منذ أن اتخذ أبو العباس السفاح منطقة الانبار ( التي كانت واقعة آنذاك ضمن إطار قضاء الفلوجة الحالية ) كمعسكراً له على أن تكون عاصمة للدولة العباسية التي انتزعت الخلافة من الأمويين . وكان يعتبر أنها تقع وسط العراق وإنها تمثل الموقع المتقدم الذي يتصدى للفرس في حالة أي عدوان منهم على الدولة العربية الإسلامي . وكان اعتزاز دولة البعث بهذا التأريخ ، فقد أسمى لواء الرمادي بأسره بمحافظة الأتبار ..

وحينما تولى أبو جعفر المنصور الخلافة العباسية من بعد أبي العباس السفاح وبعد شعوره بخيانة أبو مسلم الخراساني الذي خان الأمويين ليوالي العباسيين لا حباً لهم بل لإضعاف العرب والخلافة الإسلامية ومساعدة أبناء قومه مجوس الفرس في احتلال الأراضي العربية وإعادة دولتهم التي أسقطها المسلمون في عهد الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، تقدم المنصور شرقاً ليبني عاصمة الخلافة على نهر دجلة بعد أن كانت على الفرات ، وأصبحت عاصمة الخلافة بغداد بدل من أن تكون العاصمة الأنبار ( الفلوجة حالياً ) .....

هكذا حدثنا التأريخ الذي أعطى مدينة الفلوجة الأهمية من بعد العاصمة بغداد في منع مجوس الفرس في تنفيذ مشروعهم الخبيث في اختصار المسافة لوصولهم للحدود السورية وتكوين دولة المجوس التي يقاتل ما يسمى بنظام ( ولاية الفقيه ) من أجلها . بعد احتلالهم للعراق وسوريا ، بمساعدة الأمريكان والصهيونية العالمية وعملائهم الذين نصبوهم في كلى البلدين العراق سوريا .

كما أن الحديث عن دور الفلوجة في العصر الحديث فإن لهذه المدينة أدوار نضالية مشهودة في التصدي لقوات الاحتلال منذ بداية الاحتلال الإنكليزي في العهد الملكي ولجد الآن . ففي ثورة رشيد عالي الكيلاني والضباط الأحرار في عام 1941 التي طردوا فيها الأمير عبد الإله الذي نصبه الإنكليز وصياً على عرش العراق بعد قتلهم الملك غازي لوطنيته ، تقدمت القوات البريطانية من معسكر الحبانية نحو بغداد لإسقاط هذه الثورة وإعادة الوصي عبد الإله إلى الحكم بعد أن هرب إلى الأردن وقد تصدى أحرار الفلوجة لهذه القوات الاستعمارية بهدف منعهم من الوصول إلى بغداد واستطاعوا منعهم من التقدم . ولولا قيام الطائرات الإنكليزية بضرب الفلوجة لما استطاعت القوات الإنكليزية من الوصول إلى بغداد وإعادة الوصي عبد الإله إلى الحكم . وقد ابتهل يهود بغداد باحتلال الإنكليز لبغداد لأن ذلك يدعم يدعم تنفيذ وعد بلفور في تكوين الكيان الصهيوني في فلسطين ..

كما أن أحرار الفلوجة كان لهم دور في ثورة 8 شباط بقيامهم بمساعدة الطيارين الذَين ساهما في الثورة بعد أن أوصلوهما إلى قاعدة الحبانية ليسيطرا على طائرتين مقاتلتين ليصلى بهما إلى بغداد لإسقاط نظام عبد الكريم قاسم .

إما دورهم في الدفاع عن العراق في عام 2003 فكان دوراً مشهوداً جعل الأمريكان والصهاينة يحملون عليهم الحقد لحد الآن لما تكبدوه من خسائر أمام ثوارها ..

كما لازالت إيران تجد في إبادة أهل الفلوجة هو الإجراء الذي يفتح الطريق أمامها نحو سوريا ولبنان . كما أن كل أعداء العراق من محتلين وعملاء نصبهم الحلف الإيراني الأمريكي الصهيوني يماطلون في تصريحاتهم الكاذبة في فك الحصار عن هذه المدينة المناضلة التي وجدوا أن إبادة أهلها عبر حصارها وإضافة منع الغذاء والموت جوعاً إلى القصف بالصواريخ وبمختلف القذائف ...

بعد كل هذا نسأل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية عن دورهم في إقاف هذه الجريمة الإنسانية الدولية التي تعيشها هذه المدينة التي لا ذنب غير أنها مدينة عراقية دافعت عن العراق من محتليه ...

وأخيراً نقول ... الله أكبر فوق كيد الاحتلال وعملاءه الذين يحكمون العراق على أساس ديمقراطية الدم والموت .....





الاربعاء ٦ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة