شبكة ذي قار
عـاجـل










تمكنت المقاومة العراقية الوطنية والقومية والأسلامية الباسلة منذ بدأ غزو العراق عام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا من انجاز مهام جسيمة أبرزها :

أولا : الحاق خسائر جسيمة بجيوش الاحتلال أرغمتها على الهرب من جحيم العراق جيشا بعد اخر وصولا الى زعيمة الغزو , الولايات المتحدة الأمريكية , التي فرت قطعاتها العسكرية تحت جنح الظلام وبخطط انسحاب فريدة من نوعها نهاية عام ٢٠١١م لضمان أمنها وسلامتها تاركة لايران وعملاءها ساحة العراق للعبث بها وتدميرها كجغرافية وكسكان بكل ما تحمله ايران من أحقاد وكراهية وثارات وضغائن .

ثانيا : تمكنت من التكييف وعبور مطبات وخنادق خطيرة تعاضدت على تأسيسها وحفرها العقول الأستراتيجية المخابراتية الأخطر في العالم وحافظت على حياتها وسلاحها البسيط المعزز بالايمان العظيم .

ثالثا : وضعت الاستراتيجية التفصيلية للتحرير وأعادة العراق وطنا سيدا مستقلا تحكمه دولة ديمقراطية تعددية ذات مؤسسات مدنية وتعتمد الانتخابات الديمقراطية السليمة الحقيقية الممثلة لارادة الشعب وقواه الوطنية التي لم تشارك في الاحتلال ومنتجاته الاجرامية ولم تشارك بسفك دماء العراقيين .

رابعا : أنضجت مؤسسات مدنية سياسية على مراحل زمنية متعاقبة وحسب ما تسمح به وتتيحه ظروف الفوز في فتح ثغرات في الحصار السياسي والأعلامي المفروض عليها منها الجبهة الوطنية والقومية والأسلامية والمجلس السياسي العام لثوار العراق .

خامسا : تمكنت بصبر وحكمة وفطنة من الدخول الايجابي على دول اقليمية وعالمية بعيدة كانت أبوابها مغلقة بسبب الضغط الامريكي الصهيوني المجرم ومناورات الشريك الفارسي الطائفي الخبيث . ومن بين النتائج العظيمة المتحققة هنا تشكيل الحلف العربي وتصاعد دوره في مواجهة الاحتلال والنفوذ الايراني غير الحميد قي وطننا العربي وفي عدة أقطار أهمها وأكثرها خطرا في تغول المشروع الصفوي الفارسي المغلف بستار الدين والمذهب هو العراق الذي أحتلته ايران بالكامل بعد الانسحاب الأمريكي .

سادسا : انضجت عبر كفاحها الدموي وتضحياتها الجسيمة مشروعا وطنيا سياسيا صار الان محور الحراك للقوى الوطنية والقومية والاسلامية الذي تتمحور حوله سياسة المقاومة وعلاقاتها الدولية وسبل توسيع وتطوير وتجذير تلك العلاقات لتوفير مستلزمات الفهم الدولي للكارثة التي نتجت عن غزو العراق واحتلاله وما زالت قائمة تنتج الموت والدمار وانغلاق سبل الحياة الامنة المطمئنة للشعب العراقي.

سابعا : من بين أهم منجزات المقاومة العراقية الباسلة هو اسقاطها مشاريع تقسيم العراق طيلة السنوات الماضية وقلصت المساحات التي يتحرك عليها دعاة المشروع التفتيتي الطائفي تحت ستار الفيدرالية . لقد تمكنت مقاومتنا البطلة الى الان من الحفاظ على الوحدة الوطنية للعراق ولله الحمد .

ثامنا : نتج عن جهاد مقاومتنا الباسلة وعي وطني وقومي متزايد للخطر الايراني ليس ضد العراق فقط بل ضد كل أمتنا وتغيرت بسببه بوصلات وسياساتات عربية وبرزت مواقف جديدة ومهمة وخطيرة وتحالفات تشي بالكثير لصالح العراق وشعبه.

ان من يتفحص الحراك السياسي الذي ينضج المشروع الوطني العراقي ويشكل أركانه الأساسية يلاحظ فيه سمتين رئيسيتين :

الاولى : شموليته لكل القوى الوطنية والقومية والاسلامية وهذا يعني ارتكازه على الشعب وارادته وتطلعاته وتمثله لمنهج حكيم عابر لردود الأفعال الانية والضيقة يتجاوز هنات وعثرات من عثر خلال سنوات الاحتلال ثم عاد الى رشده وغادر هفواته وأستقر في موقف العداء والتناقض مع منتجات الاحتلال وايقن ان العملية السياسية باطل لا بد له أن يقوض من جهة ومن جهة أخرى فان المشروع منفتح على كل من يعلن ويثبت التزامه بمضامين تحرير العراق وتحقيق استقلاله الناجز عبر البرنامج السياسي المعلن للمشروع بلا عقد وبكل سمات الفطنة والروح العلمية الواثقة .

الثانية: ان المشروع سلمي مدني وهو يمثل المقاومة العراقية المسلحة وناتج من رحمها المقدس وينتمي لها كذراع من أذرعها . انه يدعم المقاومة ويعمل على ادامة فعلها المؤثر البطولي ويمجد ويتمسك بكل الاستحقاقات المترتبة على تضحياتها ومنها وفي مقدمتها دماء شهداء العراق ومعاناة الاسرى والمعتقلين والنازحين والمهجرين . ويقدم المشروع الوطني السياسي العراقي فياصل جازمة وحازمة تبني جبال من الحواجز بين المقاومة العراقية الباسلة وبين قوى الارهاب أيا كان منبعها وايا كان اسمها وثوبها.

ان المشروع الوطني العراقي هو ضرورة كما البندقية ضرورة لان الوجه السياسي للمقاومة هو ضمان نفاذها الى العالم ولتقديم الارادة الوطنية العراقية كحل أصيل وليس بديل للكارثة التي أنتجها الغزاة المحتلون والتي تسمى جزافا بالعملية السياسية وما هي الا الوجه المدني للاحتلال بكل قبحه وعدوانيته وفساده وشراهة المتوظفين فيه للثراء الحرام ولتحقيق أغراض وأهداف ومنافع مذهبية وحزبية وعائلية وشخصية على حساب المصلحة العامة للوطن وللشعب . ان العملية السياسية الاحتلالية قد تم تركيبها وتغذيتها بكل مقومات الدمار والفتن وعوامل الفرقة والأجرام لتنفذ مناهج الغزاة وخططهم المعادية

للعراق وللامة العربية ولذلك صار لزاما ان يكون لأحرار العراق برنامج سياسي يوضح صورة الدولة العراقية التي ترمي المقاومة المسلحة اقامتها وهويتها وأعمدتها ورؤاها العملية لاعمار العراق ونزع فتيل عوامل الاحتراب الداخلي التي زرعتها عملية الغزاة المخابراتية ذلك لان العالم قد دخل فعلا في مراحل الأقتناع بعبثية واجرام منتجات الاحتلال .

تمكنت مقاومتنا المسلحة الباسلة بعمل بطولي اسطوري تقويض الغزو العسكري بجهد وجهاد مسلح عملاق ووليدها المبارك الذي نضجت ممكنات وضرورات انبثاقه سيجهز على بقايا الاحتلال الايراني المجرم والامريكي الحامي له عبر فرض منطق الحق العراقي وتحقيق ارادة شعب العراق بالوحدة والاستقلال وتضميد جراح شعبنا والانطلاق في عوالم الاعادة الشاملة للبناء والتعويض والاعمار والحضور المشرف للعراق في كل مواقع الحضور المحلية والاقليمية والعالمية التي قوضها العملاء والخونة الذين باعوا أنفسهم للغزاة وصاروا أدوات رخيصة ومطارق في افناء وطن لا يمكن للعالم كله أن يستقيم حاله بدونه .





السبت ١٦ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة