شبكة ذي قار
عـاجـل










أولا - محرجات السياسة المبتذلة الفاصحة :

 عدد من مخرجات فارغات وهجينات، يمارسهن حزب الدعوة العميل مع الحاشية من الطائفيين اللصوص، في خطابه السياسي الاعلامي الطائفي المأزوم ، رغم كل الذي حدث من تدمير وتخريب وتقتيل وتهجير وتمكين جيوش الأجانب، الأمريكيين والأيرانيين والدواعش همج العصر ، من الهيمنة على مقدرات البلاد والدفع بها إلى الهاوية .. وهذا الحزب الأداة العميلة بيد الأيرانيين ما يزال يعلن بصفاقة قل نظيرها بأنه:

- أول من استجاب لنداء المرجعيه بتأسيس ( الحشد الطائفي ) على أساس مبدأ ( الجهاد الكفائي ) .. فيما التجأت المرجعية ذاتها الآن إلى الصمت، بعد أن زرعت الفتنة الطائفية لمصلحة النظام الصفوي في طهران ولمصلحة العملية السياسية الميتة، التي يشترك في إدارتها كل من السفير الأمريكي ونظيره السفير الأيراني في بغداد.

- والحكومة تحارب الارهاب والتكفيريين كما يقول هذا الحزب العميل .. والمعنى في هذا ، انها تحارب كل من يعترض ويرفع صوته ضد الظلم والظالمين والفساد والفاسدين واللصوص والعملاء والجواسيس .

- وان الحكومة استجابت لنداء المرجعية ( التي تلتزم صمت الموتى الآن ) لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين .. والمخادعة هنا، أن الشعب خرج بكل أطيافه واعلن رفضه للحكومة وسياساتها وللعملية السياسية وللدستور وليس لعدم توفر الخدمات الأساسية للمواطنين فحسب .

- وإن حكومة العملاء تطالب بعدم التجاوز على ممتلكات الدولة والممتلكات العامة .. ولكن هذه الحكومة بكل رئاساتها قد نهبت خزينة الدولة وأفلستها ووضعت الشعب أمام بوابة التشرد والذل .

- وتطالب هذه الحكومة الألعوبه بعدم التجاوز على الأليات الدستورية لأجراء التغيير والاصلاح .. والمعنى في ذلك الأبقاء على حالة النهب والسلب والأنفلات الأمني تحت رعاية دستور الأستعمار الأمريكي وبتنفيذ إيراني .

- تعزف حكومة العملاء على نغمة ( المندسين ) .. وهذه النغمة نجدها عند تدمير بيوت المواطنين في جرف الصخر وديالى وصلاح الدين وبيجي وتل أعفر وقرى لا تعد ولا تحصى المحيطة بالعاصمة بغداد، والقاتل هو ( الحشد الشعبي الأيراني ) .

- كما ان هذه الحكومة لا تخجل حين تطلب من المتظاهرين العراقيين الشرفاء عدم التعرض الى (( هيبة الدولة )) .. ولكن أين هي هيبة الدولة ؟ لا أحد يحترم العراق ولا حكومته ولا حتى المواطن العراقي في الخارج .. فأين هي الهيبة التي تتحدث عنها.؟!

ثانيًا - صراعات داخلية ـ وتصفية حسابات :

- الحالة التي وصل اليها العراق لا احد يتحملها .. لا الشعب العراقي ولا دول المحيط الأقليمي ولا حتى الأستعمار الأمريكي، الذي يريد توازنًا طائفيًا وعرقيًا يستنزف من خلاله ثروات العراق النفطية، ومثل هذا التوازن المختلق لن يحصل ما دام اللصوص الطائفيون في السلطة .. لقد بات الوضع العام على فوهة بركان ، حتى أخذ البعض يتموضع والآخر يتخندق وراء متاريس وبعضهم أخذ يحفر خنادق تمتد لكيلومترات - كما تفعل عصابات ( الخزعلي ) المجرمة وكذا الأمر عصابات ( العامري ) منظمة بدر الأرهابية – فيما فر العديد من النواب وحُولَتْ أرصدة وسُفرَتْ عوائل وتم ترتيب مقرات بديلة في الخارج .. طفح الكيل، وتفككت مجاميع اللصوص في الرئاسات الثلاث - وهم يتصارعون على الغنيمة ممثلة بالحصص والمحاصصة بأسم الكتلة والمذهب والعرق والأكثرية والأقلية وتحت يافطة الشرعية والشرعية الدستورية .. والدستور صنعه الأستعمار الأمريكي ووافق عليه الأستعمار الطائفي الأيراني.

- حكومة الاحتلال في مأزق خانق .. أزمة سياسة وأزمة اقتصاد وأزمة إدارة وأزمة منهج وأزمة علاقات .. وهي في المحصلة حكومة فاشلة بكل المعايير .. وهذا الأمر لا يسر المستعمر الأمريكي ويسر وكيله المستعمر الإيراني .

- تفكك البيت الطائفي .. المالكي خلق اعتصام مجلس النواب بالتزامن مع سيناريو تهديد مقتدى باجتياح المنطقة الخضراء وبصمت عسكري أمني واضح .. أحدهما يريد إفشال الآخر وإزاحته من أجل القفز إلى السلطة أو البقاء فيها .. المالكي منذ ان ازيح من السلطة لم تستكن محاولاته للعودة إلى الولاية الثالثة والرابعة مدعومًا من إيران وبيده ( الحشد الطائفي ) الذي نهب أسلحة الجيش وافشل وضعه العام في أن يكون مؤسسة عسكرية لا تريدها إيران إنما تريد أن تسود تشكيلات المليشيات المسلحة وهي تحركها متى ما ارادت، واحياناً تحولها الى أداة للضغط على الدول المجاورة مثل ( اختطاف العمال الأتراك واختطاف القطريين واختطاف الجنود الأمريكيين .. إلخ ) .

- الشارع يغلي كالبركان ، حتى بات يهدد جميع العملاء اللصوص في المنطقة الخضراء .. والحاجة باتت ضرورية لـ ( تنفيس ) غليان هذا الشارع .. ركب مقتدى موجة الجماهير بما يمتله من تأثير واضح على بسطاء الناس وفقرائهم من جهة وعلاقاته مع الجهات الرسمية ومنها قوى الأمن والجيش، التي مهدت له طريق تنفيذ سيناريو الأقتحام .. ولا بأس من تضرر بعض المكاتب وسرقة بعضها وتلف الـ ( القنفه ) البيضاء الأنيقة في مجلس النواب، الذي فر أعضاؤه بصورة مخزية .. انتهى السيناريو بإعلان السيد الأنسحاب ثم غادر فورًا بطائرة إيرانية إلى طهران على أساس الأعتكاف .. وترك الشارع وترك جماعته وترك انصاره .. ولا بأس في ذلك لأنه انجز المهمة .. وحصته بالتقييم الإيراني ومباركته ليتمتع بفترة راحة لمدة شهرين .. هكذا تدار السياسة الفاضحة .!!

- كل المداخل والمخارج مقفلة بوجه العملية السياسية، والبرلمان مأزوم بالكتل والتكتلات التي تأكلها أمراض هي الأخرى مزمنة - الطائفية والمحاصصة والفساد والمفسدين والعفونة لحد الزكام - والحرب على الأرهاب تأكل الأخضر واليابس وهي تصميم ستراتيجي لا يرحم العراق ولا شعب العراق وهو ماض في استنزاف الموارد المادية والبشرية .. فكيف تستمر سياقات الحرب على الأرهاب مع أزمة الحكومة التي لا مخرج لها وهي تدور في حلقة مفرغة تدفع بها الأهواء نحو ( اللبننة ) وربما نحو التصادم ؟ إذن .. هذا الوضع جعل الأدارة الأمريكية تعيش التوتر العالي، على الرغم من التوافق الأستراتيجي القائم بين العاصمتين واشنطن وطهران، والبحث عن سيناريو ينفذ على وفق التوافق وبإخراج أمريكي والبطل هو السيد مقتدى الذي لا يرغب ان تكون للمالكي مكانة مباشرة في القيادة الطائفية، فيما يعمل الأخير على النبش من تحت اطراف البيت ولا يهمه غرق السفينة بمن فيها .. الأمر الذي دفع السيد أن يأمر بالأقتحام المدروس ويأمر بالأنسحاب المدروس ويعلن الأعتكاف في محراب قم لمدة شهرين ولا يكترث لأتباعه والذين شاركوا في مهمة اليقظة والنهضة .. والمهم نفذ ما كلف به في اجتماع بيروت الذي جمع الثلاثي الأرهابي الخبيث ( حسن نصر الله ونوري المالكي و مقتدى الصدر ) .!!

ما الذي سيحدث بعد كل هذا الضجيج السياسي والأعلامي والعملياتي

- سيعيد المحتلون الأمريكيون أوراقهم الصفراء، التي باتت لا تتناسب مع طبيعة المرحلة وتحولاتها، ويشذبون العملية السياسية ويرشقونها بسبب ( المتغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة - وإنهيار اسعار النفط - وترتيب واقع الديون والمديونية الخارجية التي ترتبت على العراق - والتحالفات والمستجدات التي ظهرت في ملفات المنطقة الساخنة، التي لا تستوجب التأجيل والتأويل - فضلاً عن الخشية من الشعب ومقاوماته الوطنية المسلحة والسلمية التي باتت تؤثر على وجود حكومة الاحتلال بصورة مباشرة وسحبت البساط من تحت اقدامها كليًا والخوف من تردي الموقف اكثر فاكثر .. إلخ ) .

- سيعيدون ترتيب المقاعد تبعًا لمتطلبات الحاجة والموقف، ويقللون من النفوذ الإيراني المستشري بما لا يستفز الشعب العراقي، ويضعون حدودًا للمعايير إن استطاعوا في إطار التقييم العام الشامل بما يضمن المصالح الأمريكية أولاً والمصالح الإيرانية ثانيًا على وفق التوافق أنف الذكر .. والمعنى في هذا : لن يتغير تمثيل التكتلات الطائفيه ولن يتغير الدستور، وهو سبب البلاء في البلاد، وسيبقى حيتان الفساد والمفسدين على رأس أحزابهم ومليشياتهم وفقًا لمعايير وحدود معينة بحيث تعطي ( هيبة ) للدولة التي سقطت الى الحضيض في الداخل والخارج .. ولكن ، هل تبقى المليشيات أكبر من الحكومة والدولة ومن القانون، إن وجد قانون ؟ وهل تبقى الدولة بدون جيش ؟ وهل يبقى السلاح في خارج نطاق مؤسسات القانون ؟ ثم كيف يكون عليه واقع السجون والمعتقلات ومعدلات الأعدام وملايين النازحين ومدنهم وقراهم المدمرة .. وكيف سيعالج الفساد الذي اصبح (( غانغرينا )) لا تنفع به أي علاج سوى البتر .. والفساد مستشري ومنتشر كالسرطان من رأس الرئاسات الثلاث حتى احزابها واطرها ومليشياتها وحواشيها .؟!

هذا هو السؤال الكبير الذي لن يستطع الأمريكيون الأجابة عليه ابداً .!!





الاربعاء ٢٧ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة