شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- لا غرابة في أن تتكشف علاقات إيران مع ( إسرائيل ) يومًا بعد آخر.. ولا غرابة أيضًا في أن البعض من العرب السذج مازالوا مأخوذون بالهوى الفارسي على حساب شعبهم ووطنهم وأمتهم، ولا أتحدث هنا عن عملاء إيران.. وما كشف أو سرب بتوقيت لا يحجب حقيقة العلاقة الكائنة بين تل ابيب وطهران.. والمفارقة تكمن في نص يشير الى ( أن ايران تعمل على تحرير القدس عبر بغداد وعبر حلب وغيرها من البلدان ) ، وفي الوقت ذاته تحتضن ( اسرائيل ) قنوات إعلامية إيرانية تعمل من تل ابيب وتبث برامجها الموجهة بالضد من العرب ومن خلال قنوات ست هي ( آل البيت، الحسين، الأنوار،العالمية، الغدير، فِداك ) وبواسطة القمر الأصطناعي الأسرائيلي عاموس ( RR. SAT ) ، وتتولى رعايته ومسؤوليته شركة الأتصالات الاسرائيلية، ويرأس هذه الشركة عميد في الجيش الاسرائيلي ( ريموس عاد ) .. والتعاون الثنائي الأيراني الأسرائيلي ليس جديدًا إذ يعود إلى عام 1981 وهو تاريخ تأسيس الشركة بموافقة الحكومية الأسرائيلية :

- تركز برامج هذه القنوات الفضائية الست الموجهة، على نشر وتسويق ( التشيع الفارسي ) إعلاميًا – لطم وبكاء ونحيب وتطبير ورايات سوداء وقصص خرافية لا يقبلها العقل ولا المنطق عدا السذج والذين في قلوبهم مرض .. هي برامج موجهة مباشرة إلى أخوتنا الشيعة العرب.!!

- الأيرانيون يتحدثون عن معادات ( أمريكا وإسرائيل ) ويرفعون شعارات ويافطات ( الموت لأمريكا ، الموت لأسرائيل ) .. ولكن ( إسرائيل ) نجدها تحتضن قنواتهم ، أنفة الذكر ، لتسويق الفتنة الطائفية والأحتراب الطائفي والعنصري إعلاميًا وبأدوات إسرائيلية وبالقمر الأصطناعي الأسرائيلي من قلب تل ابيب تشرف المخابرات الاسرائيلية والأيرانية معًا على إدارة ملف التسويق الطائفي على الجماهير العربية .. فماذا يقول السذج من العرب الذين ما يزالون يكابرون ويمسك بعضهم العصى من الوسط ويميل البعض الآخر بهواه نحو طهران، التي لا تشتري الدين الأسلامي الحنيف ( بدينار واحد ) ..!!

ثم ماذا يقول الذين يُنَظِرونَ في المؤتمر القومي ( العربي ) البائس المخطوف والمستعبد من لدن إيران، في بياناتهم الختامية وتصريحاتهم وتحركاتهم حيال العمل الأيراني- الأسرائيلي المشترك بإدارة دفة الأعلام الموجه ؟

 (  ( ..راجع أصل المعلومة – قناة روسيا اليوم، التي سربتها، ليس لوجه الله ولا حبًا بالعرب، ولكن كما قيل كرهًا بالفرس الصفويين حيث يتوقع الروس ان ينقلب عليهم المجوس تبعًا لمصالحهم، التي تلهث وتميل طغمة السياسة الطائفية في طهران إلى الغرب اكثر بكثير من أي شيء آخر يتوهم به الروس )  ) .!!

ثانيًا - علاقات إيران بالقاعدة عامة وبـ ( داعش ) خاصة :

1- إيران تدعم لوجستيًا ( القاعدة ) بالأموال والتدريب على أراضيها ورعاية أسر قياداتها في إيران .. وهي توظف عناصرها لخدمة إستراتيجيتها في المنطقة والعالم .. هذا ما كشفه الأعلام الأمريكي والبريطاني مؤخرًا .

2- كشفت ( سكاي نيوز ) البريطانية ، كيف أن نظام دمشق خلق ( داعش ) ودعمه ليحارب فصائل الثورة السورية ( تخفيفًا للضغط الهائل الذي تعرض له النظام ) ، وكيف انساحت بعض فصائل هذا التنظيم الهجين الى العراق بالأتفاق مع طهران ، ليتولى ( المالكي ) سحب فرق الجيش العراقي الست من مواقعها، ليتم من ثم احتلال الموصل ليكون ذريعة لتأسيس ( الحشد الطائفي ) تحت غطاء ( الجهاد الكفائي ) ، وإعلان محاربة الأرهاب.. وهو تدخل ايراني عسكري فاضح لتنفيذ إستراتيجية إيران عبر ديالى- صلاح الدين- الأنبار نحو سوريا- مشروع الغازالإيراني- .

 ( سكاي نيوز ) هذه كشفت ايضًا كيف لعبت دمشق دورًا كبيرًا بدعم وتعزيز ( داعش ) بهدف تخفيف الضغط العسكري على النظام جراء زخم الثورة السورية، كما أسلفنا .. كما كشفت بالوثائق إتفاق ( تدمر ) في نهاية آذار الماضي بين ( داعش ) ونظام دمشق والتنسيق القائم بينهما، وخاصة ما ظهرت نتائجه عند إنسحاب متفق عليه عسكريًا من ( تدمر إلى الرقة ) .!! – هذا ما كشفه ستيوارت رامزي أحد كبار مراسلي ( سكاي نيوز ) - Act-center للترجمة والأبحاث - .

3- كما كشفت صحيفة ( وول ستريت جورنال ) وثائق تؤكد العلاقة التنسيقية بشأن شراء وبيع النفط بين ( داعش ) ونظام دمشق .. ومع كل هذا، تدعم أمريكا - أوباما بقاء الأسد على رأس النظام الفاشي في دمشق، وذلك لسواد عيون طهران وعلاقاته الحميمة معها على حساب الملايين من البشر... وبالمناسبة هناك ( 4 ملايين لآجئ عراقي – 5 ملايين لآجئ سوري – 3 ملايين لآجئ يمني – وهنالك 9 ملايين لآجئ فلسطيني – ومجموع اللآجئين بحدود ( 21.900 ) واحد وعشرون مليون وتسعمائة ألف لآجئ عربي، بسبب حروب أمريكا وحروبها بالوكالة الأيرانية ) .. فمتى يتحرك مجلس الأمن والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان وغيرها من قوى العام الحر المتحضر؟!

تعامل نظام دمشق مع ( داعش ) نفطيًا ، كما كشفته الصحيفة، ساهم بنحو 72% من إيرادات ( داعش ) ، الأمر الذي ساعد على جمع إيرادات بلغت أكثر من 45 مليون دولار شهريًا، أما حقول الغاز الطبيعي القريبة من ( تدمر ) السورية فقد جرى التعامل معها بين ( الفريقين المتصارعين ) على مستوى التنسيق اللوجستي..هنا يكمن عهر ومخادعة الحرب على الأرهاب التي تقودها أمريكا وإيران في غرفة عمليات واحدة .

ثالثًا- ديكور المنطقة الخضراء وهشاشة الحصانة الفارغة :

بعد اقتحام برلمان المنطقة الخضراء وظهور الهشاشة في بناء هذا الديكور الأمريكي- الأيراني، على الرغم من شكل المسرحية التي انجزت وأسدلت ستارتها بالسفر المفاجئ للسيد الى ايران تحت ذرائع متهاوية لم تكن منطقية ( الراحة- وزيارة اقاربه- لديه بيت في ايران- للأعتذار أمام قاسم سليماني عن الهتافات الوطنية التي دوت وأفزعت أركان النظام الديكور الفاسد ( إيران بره بره بغداد تبقى حره ) – استدعاء ايران للسيد على عجل لأنذاره وتوبيخه، والدليل على ذلك ما قاله قاسم سليماني في رسالته للسيد مقتدى (( لم كلابك وإلا أرسلت كلابي )) ، وهو إحتقار قبل أن يكون تهديدًا للسيد ولأنصاره .. هنا ماذا سيقول مقتدى الصدر، بعد انتهاء إعتكافه المعتاد، لأنصاره حول كلاب قاسم سليماني .. وماذا سيقول أنصار السيد عن هذا الجربوع الأعور، الذي أسمه قاسم سليماني.؟!

هل سيتغاضى السيد ويلتزم الصمت حيال هذه الأهانه أمام أنصاره؟ وهل تدفع انصاره لأعادة النظر ليؤكدوا وطنيتهم العراقية بعيدا عن اي تأثير ويعززوا المذهب العروبي بعيداً عن النهج الفارسي العنصري؟ هذا الأمر متروك للضمائر الحية فقط التي تنبض بشموخ من اجل عراق حر وكريم للجميع.!!

رابعًا- ( غيتو ) المنطقة الخضراء وحكاية أسوار السمنت العالية :

أهتزت فرائص أعضاء النظام الطائفي الفاسد بعد سقوط البرلمان في المنطقة الديمخراطية المحصنة، التي لا يدخلها الشعب ويعيش الفقراء يوميًا بإذلال عند بواباتها المقرفة – على الرغم من شكل إخراج المسرحية التي راح بطلها الى خارج الحدود للراحة والأستجمام .. فقد عمد القرار الأول الذي اتخذه رئيس الحكومة (( بناء جدار عالي وسميك من السمنت يحيط بالمنطقة الخضراء )) محصن بالأسلاك الشائكة، الأمر الذي يعكس أن الذين خلف الأسوار من السفهاء الفاسدين الطائفيين والعنصريين أنهم سجناء لا يحلوا لهم العيش إلا وراء الجدران والاسلاك الشائكة في عزلة تامة عن الشعب لينعموا بمزيد من الرفاهية والنهب والسلب، حيث يصنعون القرارات وتقوم المليشيات الطائفية المسلحة بتنفيذها لحسابهم سواء كان الامر يتعلق بغسيل الاموال والتحويلات غير المشروعة لملايين ومليارات الدولارات .. والذي يحتج يصطدم بالجدار وبالاسلاك الشائكة كما يصطدم بالمليشيات الايرانية التي تعيث بالبلاد فسادا وترفع العلم الايراني في بعض مناطق بغداد والمحافظات بشكل وقح واستفزازي.

ولم يقتصر وجود الجدران السمنتية العالية، التي تطوق المنطقة الخضراء فحسب، إنما تحيط مثل هذه الجدران عددا كبيرا من احياء العاصمة بغداد السكنية تحت دواعي ( الأمن ) و ( محاربة الأرهاب ) منذ ثلاثة عشر عامًا وحتى هذه اللحظة .. والمواطن يتساءل ، إلى متى ؟ هل هي ثقافة الديمقراطية أم ثقافة العزل العنصري؟ المواطن العراقي يريد أن يعرف بالضبط، لماذا هياكل السمنت جاثمة على كاهله صباحا ومساءًا وإلى متى؟!

وبالأضافة إلى تلك الجدران التي تحيط بالأحياء السكنية، التي تكرس الفصل العنصري- الطائفي، هناك سيطرات أمنية ثابتة تشكل مدخلا واحدا لكل حي سكني، وهناك مفرزات أمنية ومليشية حولت تلك الاحياء الى ثكنات عسكرية استخبارية تبث الرعب في نفوس المواطنين باجراءاتها التعسفية والاستفزازية، وهي قادرة على اعتقال اي مواطن لشهور وسنين دون ذنب سوى الاشتباه – والدليل هو أنه أحيانا يعلن عن إطلاق صراح عدد كبير من المواطنين وبالمئات تحت تبرير الأشتباه أو عدم كفاية الأدلة – ولا أحد يقول ، ما ذنب هذا المواطن الذي أمضى عددا من الشهور أو السنين معتقلا أو محتجزا، ومن يعوضه عن الأضرار التي لحقت به بدنيا ونفسيا ووظيفيا واجتماعيا.؟! لا أحد يجيب في المنطقة الخضراء على هذه الأسئلة المشروعة أبدا .!!

دوافع جدران السمنت السميكة العالية حول المنطقة الخضراء وحول الاحياء السكنية للمواطنين .. لها مغزى ، بعضهم يعزيه إلى الترسبات الكائنة في اعماق يهود الـ ( غيتو ) الذين يحكمون في المنطقة الخضراء، لأن معظم عناصر الحكم ينفذون اجندات إسرائيلية ودليلهم على ذلك أن في الجيش الأمريكي المحتل للعراق يهود بصورة رسمية موزعون على الوحدات العسكرية، وموزعون على الوزارات في العراق بصفة مستشارين .. مستشارون في كل وزارة أو مرفق حكومي .. إذن, عقلية الجدران أو ثقافة جدران العزل العنصري هي من هذه الدوافع المترسبة القائمة على الخوف .. الأحتلال يخاف الشعب وثورته العارمة.. وعملاؤه يخافون الشعب وثورته العارمة .. ووكلاء أمريكا الأيرانيين يخافون الشعب العراقي وغضبه العارم .. وإلا لماذا الجدران السمنتية والأسلاك الشائكة وسياسة الفصل الطائفي- والعنصري ما دام هناك ديمخراطية اللصوص والعملاء والجواسيس؟!





الثلاثاء ٣ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة