شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد تبلور التنافس بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري في ماراثون السباق على الترشيح للإنتخابات الامريكية في العام القادم بعد إنتهاء ولاية الحزب الديمقراطي بزعامة اوباما، فقد إنحصر التنافس بين كلنتون عن الحزب الديمقراطي، وترامب عن الحزب الجمهوري ، بعد فشل المتنافسين لكل منهما في سباق الترشيح على مستوى الولايات المتحدة الامريكية .

صحيح أن الحزبين الامريكيين عدوان للآمال والطموحات العربية عموماً ، ولكن لكل منهما اسلوبه الخاص في التعامل مع القضايا العربية تحديداً ، خارجاً عن إندفاعهما في التسابق على دعم الكيان الصهيوني الذي لاجدال عليه ، رغم إنحسار دور هذا الكيان الغاصب بعد أن تم تمزيق الجيوش العربية في الدول العربية الرئيسية كالعراق وسوريا ، وتحييد الجيش المصري في اتفاقية كامب ديفيد .

لكل من الحزبين اسلوبه الخاص في الهيمنة على العالم ومنها منطقتنا العربية، فالحزب الديمقراطي يؤمن بالسيطرة من خلال الاساليب الحريرية ، وعن طريق الطرق الدبلوماسية ، ومن خلال اخضاع قرارات المنظمة الدولية ، هيئة الامم المتحدة ، وهوما يحقق اهداف الادارة الامريكية، في الوقت الذي يرى الحزب الجمهوري أن القوة هي الطريق لتحقيق أهداف امريكا في وصولها للسيطرة على العالم ، وبالتالي تجد أن معظم عسكرة المجتمع ، وغزو العالم كان على ايدي الحزب الجمهوري عندما يصل إلى البيت الابيض ، وهوما يعني أن الهدف الامريكي واحد سواء أكان بالاسلوب الحريري أو الاسلوب الحديدي .

الحزب الديمقراطي يسمونه حزب قوس قزح ، وهو يضم الكثير من الاقليات ، وهو ما يضبط حركته وتوجهاته في الداخل والخارج ، في حين أن الحزب الجمهوري هو حزب اليمينيين المتطرفين ، ورجال الاعمال ، واللوبيات الامريكية ، مثل اللوبي الصهيوني ، ولوبي صناعة السلاح ، ولوبي النفط ...الخ ، ولهذا فإن من مصلحته أن يشعل النار في العديد من مناطق العالم لخدمة هذه اللوبيات ولقياداته اليمينية ، فالحرب لصالح مصانع السلاح ، وهي كذلك في التهافت على النفط لحاجة الآلة العسكرية ، والكيان الصهيوني له مصلحة في تدمير القوة العربية لبيقى سيداً في المنطقة ، فلو قارنا سياسة امريكا من خلال حكم بوش الابن بزعامة الجمهوريين الذي شن حربين عدوانيين على افغانستان والعراق ، وحكم اوباما الذي رفضت فيه الادارة الامريكية أن تمارس العسكرة في التعامل مع القضايا الدولية ، لوجدنا الفرق بين الحزبين الكبيرين المتنافسين على الوصول إلى البيت الابيض .

علينا أن نتوخى الحذر في وصول ترامب المرشح الجمهوري إلى البيت الابيض ، خوفاً من حرائق العدوان المسلح في وطننا العربي من قبل السياسة الجمهورية اليمينية ، خاصة وهو يلعب على عقول الامريكان في اثارة العديد من القضايا الامريكية الداخلية ، وبشكل خاص ما اثاره من عدوانية واضحة وجلية اتجاه هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة ، ورغم تصريحاته المعادية للنساء ، وتحفظات عدد كبير من الزعماء الجمهوريين حول ترشح ترامب ، وحديثه عن اقامة سياج بين امريكا والمكسيك ، لمنع ابناء المكسيك من التسلل إلى الولايات المتحدة من خلال الحدود المشتركة بين البلدين من جهة ، وتكبيد المكسيك كلفة هذا السياج من جهة أخرى ، والجمهوريون في العادة يسعون لصدم المواطن الامريكي في العديد من القضايا ليجد فيهم الملاذ للخلاص ، ورغم ذلك فليس أمام الحزب الجمهوري من مخرج إلا من ترشيح ترامب والاحاطة به كاحاطة الاسوار بالمعصم للعب به ، بسبب جهله في السياسة كما حصل لبوش الصغير الذي لعب به سدنة الحزب وخاصة الجناح الاكثر يمينية ودموية .

هناك ضبابية في حسم توجه الناخب الامريكي لحسم المعركة الإنتخابية الرئاسية ، فالحزب الديمقراطي بترشيح امرأة للوصول إلى البيت الابيض سيكون فيه صعوبة من التقبل الامريكي لحكم امرأة ، على الرغم أن اسم كلينتون كان معروفاً لدى الامريكان منذ عام 1993 ، تاريخ وصول زوجها إلى البيت الابيض ، وعضويتها في الكونغرس الامريكي ، وتنصيبها وزيرة خارجية في العهد الاول لاوباما ، فهي سياسية معروفة ، وصعوبة تقبل ترامب الذي كان مثيراً للعديد من القضايا الخلافية في داخل المجتمع الامريكي ، وعدم خبرته في السياسة ، حيث أنه لم يتقلد أي منصب سياسي ، إلى جانب أن الامريكان قد يصابون برعب الخوف من ارسال أبنائهم خارج حدود بلادهم ، ليعودوا في نعوش مملوءة بجثث موتاهم كما حصل لهم بعد غزو العراق واحتلاله ، وفي حروب يمكن أن يحققوا أهدافهم دون اشتعالها، وتقديم الخسائر البشرية فيها .

أمام ضعف سياسة اوباما في البيت الابيض ازاء العديد من القضايا الدولية ، وبشكل خاص امام الروس الذين باتوا يسيرون على نهج امريكا في استخدام الآلة العسكرية لقتل الشعوب ، لتحقيق مصالحهم الامبريالية ، كما حصل في تدخلهم في سوريا الذي لا يختلف عن التدخل الامريكي ، كلاهما يتدخلان لتحقيق مصالحهما الامبريالية ، وليس لسواد عيون بشار أو المعارضة ، فإن الناخب الامريكي قد يميل إلى إنتخاب ترامب ، بسبب عدم تقبله لوجود امرأة في البيت الابيض ، وازدياد نفوذ روسيا في مناطق النفوذ الامريكية ، مما يستدعي الحذر من قدوم اليمين الامريكي هاوي الحروب ، ومدمر مقدرات الشعوب ، وبشكل خاص في الوطن العربي على غرار ما فعله بوش في العراق .

وأمام عدم دراية وخبرة ترامب في السياسة ، سيكون على شاكلة بوش الابن تحت هيمنة عتاة اليمين في الحزب ، ويدفعون بالادارة الامريكية لارتكاب الجرائم العدوانية على المستوى العالمي، والوطن العربي سيكون أكثر الخاسرين في ظل هيمنة اليمين الامريكي ، ورغم ضعف وتردد الحزب الديمقراطي أمام الزحف الروسي على المنطقة ، فإنه أهون الشرين في التعامل معه ، بديلاً عن عسكرة المنطقة ، وتدمير مقدرات أبنائها ، وعدم وضع وطننا العربي ساحة صراع لمصالح دولية روسية امريكية ، ومن ورائهما لاعبين اقليميين لهما ذات الاهداف الدولية .

fraijat45@yahoo.com





السبت ٧ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة