شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد الانتهاء من مقالتي - ألمأزق العراقي وكيفية الخروج منه ؟ - راودني السؤال الذي اخترته عنوانا" للمقال الذي اكتبه الان وكانت رغبتي الجامحة ان احدث الاثارة فيما بيننا نحن العراقيين الذين اكتووا بنار الغزو والاحتلال وما افرزاه من عملية سياسية بائسة هدفها وغايتها ليس تثبيت ركائز الدولة العراقية وإعادة بنائها بما يتوافق والنمو الناتج في الحياة بكل مناحيها على المستوى العالمي لان العراق وبدون أي تردد ركن اساس وفاعل في هذه الاجواء لما يمتلكه من مقومات التأثير لعمقه التأريخي ودوره في اليقظة الانسانية عبر تأريخه الحضاري والرسالة الانسانية التي شاع ضيائها من خلال الرسالات السماوية التي كان العراق موطن حامليها والمبشرين بها ومهدها في ان واحد وهذه المسلمة لا يختلف عليها اثنان في الكون واني لن أكون متجنيا على أهلي العراقيين لو قلت إن العراق لم يعد يعني لشعبه شيئا ، وهذه الرؤية التي اعرضها اليوم لم ولن تكن هي المحصلة النهائية لاعتقادي أو افراز من افرازات الظلم والجور الذي تعرضت له كما تعرض الاخرين من اخوتي العراقيين الذين عشقوا العراق عشقا" لا يسموا عليه عشق إلا العبودية للخالق البارئ الجليل الاعلى الله الواحد الاحد ، فأقول عندما يعني لك من تحب شيئا ما فإنك عفويا ستعمل على الاهتمام به ، التفكير به ، معرفة ما يرضيه ، المحبوب إرضائه بأي شيء حتى وان كان الجود بالنفس وما الاكرم منا شهداء العراق عبر تأريخه وصراعه مع الباطل بظلم الظالمين إلا شاهد ومشهود في اليوم الاخر الذي ستنشر فيه الصحائف ويبان الحق من الباطل ، نعم ان رعاية المحبوب برعاية بهذه البساطة هي شيء لا يتوافق وحجم الانضمام على الابوة التي لا يرتقي اليها حنان الاب الذي ننتسب اليه في دنيانا يبدو العراق كوطن لهذه الفئة التي انتحلته عنوه ليس ايمانا" واختطفته من ابنائه لجهلهم وهشاشة البصيرة عندهم هو شيئا" غريبا" عنهم ، لا يعنيهم ربما ،

هل ترون شوارعنا كيف أضحت ؟ أهي حقا مسؤولية عمال البلدية بأجرهم اليومي أو المؤقت ؟ في صيانتها ونظافتها وتشجيرها ؟ أم أن علينا واجبا" تجاه هذه الطرقات التي نسير عليها ؟ وعندما اخوتي أبدء أسئلتي بشوارعنا لأنها ملابسنا الكبيرة ليس في الحفاظ عليها نظيفة وحسب لان الناظر اليك من خلال هيبتك وهندامك سيأخذ القرار حتى وان كنت جائعا" عطشانا" لم تمتلك شيء سوى اللباس النظيف الوقور ، وهذه الرؤية تدعونا في البحث عن السبل التي تجعل من عمال التنظيف يقومون بواجباتهم ليل نهار ، انظروا إلى شوارع العراق !

هل تليق بنا حقا ؟ لا أظن أن أحدا يمتلك ذرة من كبرياء الإنسان وعزته وذوقه يرتضي لنفسه أن يكون له شارع وسخ مملوء بالحفر والطين – السيان - والمياه الآسنة التي يخلفها المطر وتقذفها مواسير المياه الثقيلة ، بمقابل هذا التخلف يبدو شعبنا راضيا كل الرضى بما يجري في شوارعه لان السكوت علامة الرضى بل السكوت رضى لا يحتاج إلى علامة وهذا ناتج لان امين العاصمة يمثل كتلة المجلس الاعلى او حزب الدعوة وهنا العصمة لهذين الكتلتين والتهجم او التهكم هو خط احمر لا يمكن اجتيازه ، لان الحكومة التي ترعاهما هي حكومة ملائكية وإياكم والمارد ان خرج من قمقمه كما قال ويقول المهووس ابراهيم الاشيقر ونحن كشعب عراقي ذا التأريخ والمواقف المشهودة بثورة العشرين الخالدة والثورة مايس 1941 ، وتموز 1958 ، وعروس الثورات في 8 شباط 1963 ، و17 - 30 تموز 1968 سحقنه سنوات العدوان والتآمر من قبل قوى الشر الامبريا صهيونية وحلفائهم الذين يرتدون جلباب الدين والدين المحمدي منهم براء لأنهم الاشرار الذين ورد عنهم في الملاحم والفتن وما يفعلونه بأمة النبي العربي الهاشمي محمد بن عبد الله صل الله عليه واله ، وسنوات الحصار الجائر الذي استمر لثلاثة عشر عاما" منع فيها الدواء والغذاء وكل ما يمت للعلم بصله كي يعود العراق الى عصر ما قبل الثورة الصناعية هكذا هو القرار الماسوني الصهيوني بحق العراق وشعبه وينتهي الامر بالغزو والاحتلال لتترجم الاجندة والبرامج الى واقع مرير يتجلى بناره العراقيين ، يبدو أننا استعذبنا هذه الحياة البائسة التي ترفض النفوس الأبية العيش فيها لان الغالبية منى يقول اني أشعليه ، فهل سيطول انتظارنا لنرى وطننا بمستوى كرامة الانسان ؟ ،

هل علينا أن ننتظر أصلا ؟ وننتظر من ؟ وننتظر ماذا ؟ ولماذا نظل ساكتين عن حقنا في أن نحيا حياة عزيزة تليق بنا كعراقيين ؟ أليس الساكت عن حقه شيطانا أخرس ؟ أم تغير الامر كما يراه الدجال أبو النستلة جلال الدين الصغير عندما يلفق قول يسنده زورا" وبهتانا" الى امير البلغاء ما بعد الرسول صل الله عليه واله وسلم علي بن ابي طالب عليه السلام يريد منه ان يكون الخنوع للظالم بالرغم من ظلمه !! ، فهل ارتضينا حياة الشياطين ؟ السكوت رضى لا يحتاج إلى علامة ، لعل الشوارع والمتنزهات والمرافق السياحية التي كانت علامة من علامات العراق في ضل الحقبة الزمنية التي سبقت الغزو والاحتلال بل في ضل الحصار الجائر الذي اريد منه الموت البطيء للعراقيين هي المظهر الأبرز لكرامة الشعب وكيف يتم النظر من خلالها الى الفرد العراقي ،

نعم هي وحدة قياس الكرامة الشعبية ومدى توافق المؤسسات المعنية مع واجباتها وصلتها بمن توكلت رعايته والاهتمام بحياته اليومية وتوفير الاجواء التي تساعده على العطاء والإبداع ، وكيفما تكونوا تكن شوارعكم أو هذا ما يمكن أن نرفعه من لافتات نستبدل بها ملايين الشعارات الحزبية التافهة التي تعلو شوارعنا طيلة السنوات الثلاثة عشر الماضية شعارات لا تليق إلا بشوارعنا ولا بتأريخنا وحضارتنا ، وصور لاتمت الى الواقع العراقي وماضيه وحاضره ومستقبله بصلة إلا انها داله من دالات ألاحتلال المشرعن بهوية الاحزاب والتيارات والحركات المتأسلمة وحقيقتها مليشيات تشكل هيكلة قوة اسيادها داخل الارض الوطنية العراقية وبهذا تم سلب واختطاف السيادة الوطنية ومفهوم الاستقلال ، كيف الوقوف في وجه هذا الخراب ألا يخرج العراقي معترضا بالطرق الديمقراطية السلمية بشكل متواصل لا بهبة وقتيه تتلاشى فيما بعد ولا يكون لها التأثير الفاعل والميداني ؟

أي عذر يمكن أن يقدمه لبقية الشعوب الشقيقة والصديقة التي يرى شوارعها إن كان قادرا على تقديم اعتذاره لنفسه ؟ ما الذي يدفعه إلى الصمت طيلة هذه السنوات العجاف ؟ ، ميزانية تجاوزت مليارات دولار ! لو كان العراق يعني لسياسي الصدفة شيئا لكانت شوارعنا بيوتنا العامة التي نشاركها الحياة يوميا ، المكان بالمكين ! رقيه وتخلفه ، فبمن يا ترى تليق هذه الشوارع التي نراها كل يوم ؟ قلت نراها ، هل نراها حقا ، هل نحن قادرون على الإبصار أصلا ؟ هل ثمة ما يؤكد أن لدى العراقيين عيونا يبصرون بها ما يتراكم حولهم من خراب يكاد يطبق على آخر عراقي يشعر أن اسم العراق لا يليق إلا بالعراقة ؟! ، هل تحدثتُ عن كل ما يحصل ويحدث في هذه الشوارع اللا شوارع ؟ ،

أظن أنني لم أتحدث فما راءٍ كمن سمعا أعتمد على ما ترونه هذه المرة هل بإمكاني أن آمل ذلك لطفا ؟! فهل بعد كل هذا الخراب الذي حل بيننا ، حل فينا ، ينخر فينا ، هل بعد كل هذا الذي يلتهم العراق يمكن أن يقول أحدنا إن العراق الوطن بات يعني لنا شيئا ؟ ، قد يعني لكم العراق شيئا ما وقد يعني لبعضنا شيئا ما ولكنه في كل ما قد يعنيه ، لن يكون إلا بلدا خرابا يستوطنه ملايين ارتضوا بسكوتهم أن يظل في قبضة الخراب إلى ما لا ترى له نهاية فالسكوت رضى لا يحتاج إلى علامة ، اخوتي أيمكنني التيقن بأنكم أدركم ما أقصد وأكتب والإشارات الرمزية التي استدللت بها أي شوارعنا وصلت الى معاني الفهم والوعي بالأمر الخطير الذي يهدد العراق بتأريخه ومستقبله ولا أقحم نفسي لا قول بوجوده ضمن خارطة العالم والإقليم لان الغرباء عازمون على قتله ودفنه ، بكوا وتباكوا على اريكه - القنفة – وأصبحت هيبتهم لأنهم لا يدركون معنى الهيبة السياسية والدستورية والقانونية وحتى الاخلاقية والإنسانية نعم لا نهم تقوا على شعبهم من خلال النواب وان كانوا لا يمثلون الشعب لسكوتهم وانحنائهم انبطاحا" امام رؤساء كتلهم نعم تقوا عليهم بالكلاب البوليسية وفتية مليشيا ويون من الحزب الاسلامي - الاخوان المسلمين فرع العراق - وعصائب اهل الباطل وسيد الشهداء والخراساني وسريا السلام ...... الخ كي يقيموا الشرعية التي ارادها اوباما وخامنئي نعم قالها بدون خجل سليم الجبوري بأنه تلقى القبول والتأييد من السفير الامريكي والسفير الايراني ، بل قالها وهو يلوي رقبته لأنها الغصة الكبيرة التي كشفت عوراتهم وكشفت عن الوجوه الكالحة عندما لاك صالح المطلك الاعتراف مبلعما" بان الاتفاق الامريكي الايراني يوجب الحفاظ على الرئاسات الثلاث ومن هنا كانت عباراتي بحسجتها واخترت الشارع ليكون هو الدالة على الوهن الذي حل بالعراق بفعل الغرباء العملاء ،

أقول الغرباء لأنهم مزدوجي الجنسية والجنسية المكتسبه هي الجنسية التي تبين هويته وانتمائه نعم من هنا اخترت الشارع لمماحكتي اهل بلدي واستنهاضهم لأنهم يوميا" لابد وان يكونون في الشارع ليروا بأم اعينهم ما حل بها وأكوام القمامة تحاصر بيوتهم ومدارس الاطفال وحتى المعاهد والكليات وهذا هو البرهان على انعدام الدولة وضياع الحكومة التي لا تجرئ على مواجهة مليشياوي واحد فكيف الحال بها والمليشيات تجوب شوارع بغداد العاصمة تخطف وتسلم وتأخذ الاتاوات وتدخل المنافذ الحدودية لتتحكم دون رقيب ومحاسب ومانع ، بل يخرج الوزير المليشياوي سالم الغبان المسؤول عن الامن الداخلي يكذب ما اعترف به حاكم الزاملي بانفلات الوضع الامني في منفذ الشلامجه وموانئ البصره وتدخل الحشد الشعبي في عملها ، وهنا السؤال هل يعني العراق حارة الصبيان ؟ وكلمن ايده الو ؟ ام كيان ودولة بحكومتها وإرادة شعبها ؟!! ، الاجابة على هذه الاسئلة اتركها الى الشعب وخاصة المنتظرين للفرج ان يأتيهم وهم ببيوتهم ؟؟؟

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون





الاثنين ٩ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة