شبكة ذي قار
عـاجـل










في بدء الرسالة لابد من البيان بأن الظالم عند الناس من فعل الظلم أى الضرر بالآخرين والمظلوم من وقع عليه الضرر ، والوحى الإلهى يخبرنا أن الظالم هو مظلوم فمرتكب الظلم أى فاعله هو نفسه المظلوم الذى وقع له الضرر والأذى وهل هناك ضرر أكثر من أنه يدخل نفسه النار ولذا قال تعالى بسورة النساء * ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وكما قال تعالى بسورة آل عمران * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم * فمرتكب الفاحشة أى الذنب هو ظالم نفسه وبعيدا عن التفسير فإن الله العلي الاعلى قال بسورة الزخرف * وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين * فالكفار ظلموا أنفسهم بارتكابهم للسيئات أى الفواحش أى الذنوب ، إذا فالظالم هو المظلوم لأنه هو الذى أوقع الضرر العظيم - أى دخول النار - بنفسه فما حال من وقع عليه الضرر من الظالم فى الدنيا ؟ ، يبين الوحى لنا أن من وقع عليه الضرر من الظالم يصبح ظالم لنفسه إذا هو رضى بهذا الظلم فركن لظالمه أى ترك أخذ حقه بأى وسيلة ولذا يتساوى المظلوم التارك حقه بالظالم فيصبح مثله فتكون عاقبته هى نفس عاقبة الظالم وهى دخول النار وفى هذا قال تعالى بسورة هود * ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون * فأقول ويلك أيها الظالم ان كنت حاكما أو من ارتضى أن يكون مطية الحاكم وقوته التي تبطش بالمظلوم أو من يروج لصلاح الحاكم الظالم بالرغم من تعنته واتخاذ الكذب وسيلة للتضليل والدفاع عن ظلم الظالم ألذي امتلكتك الدنيا بزغرفها وبهرجتها وغرورها وفتنتها وشرها لتكون مطية الشيطان العاصي لأمر الله الواحد الاحد كي تتلذذ بنعمها والسحت الحرام الذي يلهيك عن صرخة المظلوم من الولاة والقائمين بالأمر وأنت لا هم لك سوى الدنيا ناسيا" يوم الحساب الذي لا ينفع فيه المال والبنون إلا من اتى الله بوجه حسن ، فالويل لك من المظلوم فإنَّ الله سبحانه وتعالى خلَق النَّاس في هذه الدُّنيا من ذكَر وأُنثى أحرارا" وجعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارَفوا ويتآلَفوا ويتعاوَنوا على البر والتَّقوى وعلى الأمر بالمعْروف والنهي عن المنكر والقيام بأفعال الخير ،

وكذلِك لكَي يتعاوَنوا على دفْع الإثْم والعُدْوان وعن أفْعال الشَّرّ ، فلا يتكبَّر أحدٌ على أحد ، ولا يتجبَّر أحدٌ على أحد ولقد أمر الخالقُ عبادَه هؤلاءِ عن طريق الأنبياء والمُرْسلين ، وعن طريق المبشِّرين والمنذِرين بأَن يكونوا إخوةً متحابِّين فيما بينهم ، تسُود بينهم علاقاتُ المحبَّة والشَّفقة والتَّراحُم ، ولكنَّه في نفس الوقت حرَّم عليهم أمرًا ، هذا الأمر هو صفة المُجْرمين هذا الأمْر ما شاع في الأُمَّة إلاَّ هوى بها إلى أسفلِ السَّافلين ، فكم من بيوتٍ عامرة ، وكم من قصورٍ شامِخة تهدَّمتْ بسبب فِعْلهم لهذا الأمْر ، وكم من أُسرةٍ كانت تظلُّها السَّعادة ، وتسود بين أفرادِها المحبَّة والتَّعاون فبسبب انتِشار هذا الأمر بينهم أحاط بها الشَّقاء ، ونزلت بها المصائب والمِحن ، هذا الأمر لخطورتِه حرَّمه الله على نفسِه قبل أن يحرِّمَه على النَّاس ، إنَّه الظُّلْم ، وما أدراك ما هو الظُّلم ؟ ، أيها الحاكم المستبد المتقوي بجمع الكفر والبغض والحقد والكراهية على ابناء جلدتك المدعي انك منهم ، ألم تعلم وانك مدعي الايمان من خلال حزبك العميل بامتياز المنتحل للصفة الاسلامية وما هو منها بقريب أن الظُّلم ظلمات يوم القيامة واسمع إلى كلام الله تعالى وهو يقول في الحديث القدُسي * يَا عِبَادي ، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسي وجَعَلْتُهُ بيْنَكم مُحَرَّمًا ، فَلا تَظَالَمُوا * ألم تقرأ ما هو الظلم ؟ لتجنب نفسك الحساب العسير من الرحمن الرحيم الواحد الاحد ، فان غوتك الدنيا فالظُّلم هو مُجاوزة الحدود التي شرعها الله عزَّ وجلَّ والتَّطاوُلُ على الحرمات التي قدَّسها ربُّ الأرْباب فتعْذيب المسلم ظُلْم ، وسرِقةُ ماله ظُلْم ، وقَذْفُ نسائِه ظلم ، وقتْلُه ظُلْم ، وتهجيره ظلم ، وحرمانه حقوقه ظلم ، والقبول بما اراده جمع الكفر ظلم ، والسكوت عن من يخرق القانون ظلم ، والادعاء بدون فضيلة الاتقاء والالتزام بالأحكام الشرعية ظلم ، وكل ما تعرض له العراق مهد الرسالات السماوية وموطن ومثوى الانبياء والرسل والأئمة الاطهار هو ظلم ، وتمكين خوارج العصر من ارض العراق وشعبه ظلم .... الخ ولتعلم أيها الحاكم الظَّالم أنَّ المظلوم في ذلك اليوم العصيب سيُوقفك أمام المحكمة الرَّبَّانيَّة الَّتي لا يُظلم فيها أحد ، وسيَعْلَم الَّذين ظلَموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون

يتبع بالحلقة الثانية





الثلاثاء ١٧ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عبــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة