شبكة ذي قار
عـاجـل










ذات يوم وقف عبد الله بن عمر امام الكَعْبةِ فقَال - ما أعْظَمَكِ وأعْظَمَ حُرْمَتَكِ ! والمُؤْمِنُ أعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ - نعم هذه هي الحقيقة التي لا تغيب عن بصيرة المؤمن الصادق الذي يؤدي رسالته كخادم للإنسان واجره القبول والرضا من الله ليس الملايين من الدولارات والمليارات من الدنانير الم تدرك انها يوم الميعاد سيتم كوي جبينك بها وتحرق جلدك وان حالك ايها الحاكم الظالم الذي سلطك عدو الاسلام والمسلمين المتلهف للغنائم ماهي الا من علامات السَّاعة كما قال صلَّ الله عليْه وأله وسلَّم {{ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ الهَرْجُ قَالُوا ومَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّه ؟ قَال القَتْلُ القَتْلُ }} ، وفي لفظ أخر {{ لا يدْري القاتلُ فيم قَتَل ولا يدري المقتولُ فيم قُتِل ! }} وها انت اليوم مَن يقتل ويساعد في قتْل الأبرياء - أيُّها الظَّالمون ، إن كُنتم تظنُّون أنَّكم ستنْجون من مَحاكِم الدُّنيا ، فاعْلموا أنَّ هناك مَحكمةً أُخرى ليستْ فيها رشوة ، وليستْ فيها واسطة ولا شفيع ، تلك المحكمة التي شعارها{ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } الكهف : 49 ، ولا تتصوَّر أنَّ الله تعالى غافلٌ عنك وعن هؤلاء القتله من المليشيات والعصابات وعن أعمالهم الاجرامية في بغداد والمحافظات – لا - بل إنَّ الله تعالى الذي يمهل ولايهمل يعلم خائنةَ الأعيُن ،

إنَّ الله لا تَخفى عليه خافية ولكنَّه يؤخِّرهم ويُمهلهم لكي يزْدادوا آثامًا مع آثامِهم ، ثمَّ يقول لهم هناك * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ * الصافات : 24 فيا ليت شِعْري ماذا سيكون جواب الظَّالم هناك ؟! ماذا سيَكون جواب القاتِل في ذلك اليوم الَّذي يجيء المقتول المظْلوم آخذًا بتلابيب قاتِله ، وأوداجُه تشخبُ دمًا حتَّى يأتيَ العرش ، حتى يصل إلى المحكمة ، فيقول المقتول يا رب ، سلْ هذا لِمَ قتلني ، ما هو السَّبب الَّذي دفعه إلى قتْلي ؟ فيسأله الله عزَّ وجلَّ يا فلان ، لِمَ قتلتَه ؟ ما الَّذي دفعك إلى قتْلِه ؟ فيقول هذا الظَّالم يا ربّ ، قتلتُه لتكون العزَّة لفلان ، قتلته لأنال رضا فلان ، قتلتُه من أجْل أن أنال منصبًا من فلان ، قتلتُه لتكون العزَّة لفلان ، فيقول له الله تعالى تعِست بل العزَّة لي ، خذوه إلى النَّار * وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا * النساء : 93 ،

أيها الظالم اسمع إلى هذا الحديث سأل النَّبيُّ صلَّ الله عليْه وأله وسلَّم يومًا أصحابه ، فقال {{ أتدرونَ مَنِ المُفْلِسُ ؟ }} قالوا المفْلسُ فِينَا مَنْ لا دِرهَمَ لَهُ ولا مَتَاع ، فقَالَ صل الله عليه واله وسلم {{ إنَّ المُفْلسَ مِنْ أُمَّتي مَنْ يأتي يَومَ القيامَةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزَكاةٍ ، ويأتي وقَدْ شَتَمَ هَذَا ، وقَذَفَ هَذَا ، وأَكَلَ مالَ هَذَا ، وسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وضَرَبَ هَذَا ، فيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِه ، وهَذَا مِنْ حَسناتهِ ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُه قَبْل أنْ يُقضَى مَا عَلَيهِ أُخِذَ منْ خَطَاياهُم فَطُرِحَتْ عَلَيهِ ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ }} فأين أنت ياعبادي وسلفك الهالكي وحزبك من الارواح البريئة التي زهقت لا لذنب سوى لإشباع طائفيتكم وحقدكم وكراهيتكم للعراقيين الذين ركعوا حاخامكم خميني وجعلوه يعترف جهارا" نهارا" بأنه متعطش للدماء الغزيرة عندما قال اوافق على القرار الاممي القاضي بوقف اطلاق النار بين ايران والعراق وكأنه كأس سم زؤام يتجرعه ، يامن تدعون الايمان وتبكون وتنوحون تظاهرا" وليس ايمانا" وورعا"يقول المبعث رحمة للعالمين لقد صلَّى وزكَّى وصام ، ولكن مع ذلك ها هم المظْلومون يظهرونَ له يوم القيامة ، يجرُّونه جرًّا ليقفوه بين يدَي الله جلَّ وعلا ، هذا يجرّه من ظهْرِه ،

وهذا يجرُّه من لحيته ، وهذا يجرّه من يَمينه ، وهذا يجرُّه من يساره ، فإذا أوقفوه بين يدَي الله ، يقول أحد المظْلومين يا ربّ ، هذا شتمني ، والآخر يقول يا رب ، وهذا ظلَمني ، والآخر يقول يا ربّ ، هذا اغتابني ، والآخر يقول يا ربّ ، هذا غشَّني في البيع والشِّراء ، والآخر يقول يا ربّ ، هذا وجدني مظلومًا وكان قادرًا على دفْع الظُّلم ، فجامل ونافق الظَّالمَ وتركني ، والآخر يقول يا ربّ ، هذا جاورني فأساء جواري ، والآخر يقول يا ربّ ، هذا عذَّبني وقتلني ، سترى كلَّ مَن ظلمتَه في الدُّنيا متعلِّقًا بك بين يدَي الملك جلَّ وعلا يُطالِب بحقِّه وأنت واقف ، فيقال خُذوا من حسناتِه ، فتنظر إلى صحيفتِك الَّتي بين يديْك ، فتراها قد خلَتْ من الحسنات التي تعِبت في تَحصيلها طوال عمرِك ، فتصرخ وتقول أين حسناتي ؟! أين صلاتي ؟! أين زكاتي ؟! أين قرآني ؟! أين طاعتي ؟! أين؟! أين ؟! أين ؟!

يتبع بالحلقة الاخيرة





الاربعاء ١٨ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عبــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة