شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يدور على أرض الفلوجة يشكل جريمة العصر الذي يفقد فيه كل القيم الإنسانية منذ إغتصاب فلسطين على أيدي الصهاينة ، فكانت عملية إغتصاب شعب على مرأى ومسمع الإنسانية المتوحشة التي تبيح القتل والتشريد بالجملة ، منذ أن إمتهن الإنسان القتل مع بداية الخلق ، فأباح لنفسه قتل أخيه الإنسان من أجل تحقيق مصالحه وإرضاء لذاته وأنانيته .

جريمة ما يجري اليوم على أرض الفلوجة تحت ذريعة محاربة داعش عملية قتل ممنهجة من فريق الاجرام الدولي الامبريالي الصهيوني الفارسي المجوسي ، كل يريد أن يأخذ ثأره من الفلوجة ، لإنها رمز والصمود والمواجهة ، فهي من مرّ غ أنف الامريكان في الوحل مع الاحتلال ، وهي من يمثل العراق الذي تعيش الهلوسات اليهودية في الذهنية الصهيونية للإنتقام منه ، منذ نبوخذ نصر وحتى صدام حسين ، وهو من يمثل عراق القادسيتين اللتين كانتا عنوان عروبة مؤمنة في وجه فارسية رخيصة حاقدة.

نفهم أن الامبريالية والصهيونية عدوتا الإنسان في كل زمان ومكان ، فماذ يفسر لنا عملاء المجوس وملاليهم الذي يتخندقون معهم في خندق ما يسمى الممانعة والمقاومة في تدمير سوريا العروبة ؟ ، والتحالف الفارسي المجوسي مع الامبريالية والصهيونية تحت يافطة محاربة داعش ، وهل ما يسمى بالحشد الشعبي و قوات قاسم سليماني بعيدتا عن ذهنية داعش وسلوكيتها الطائفية ؟ ، فما الفرق بين طائفية الملالي وطائفية داعش ، فكلاهما يقتل الإنسان على الهوية ، وكلاهما لا يقيمان وزناً لقيم إنسانية ؟ .

جريمة الفلوجة أن لكل هؤلاء ثأر عندها ، ولها الفخر أن يكون لها هذا التاريخ ، فهو تاريخ البطولة ، وليس بتاريخ العمالة والخيانة ، كما هؤلاء الذين يتستابقون تحت مسمى الحشد الشعبي الطائفي ، وتفخر الفلوجة أنها تحمل لواء المقاومة ، فالاصلاح لن يتحقق إلا بماقاومة ، ومكافحة الفساد على أرض العراق لن تتم إلا بالمقاومة ، وهل هناك فساد أكبر من عملية احتلال وطن على أيدي عملاء نهبوا الثروة ، وسرقوا السلطة ، فتحول العراق من حال إلى حال ؟ .

الفلوجة تذبح من الوريد إلى الوريد ، وهاهو عالم الخسة والنذالة يصمت كصمت الاموات في القبور ، وهاهي دول تتدثر بالعروبة ، وأخرى بالاسلام لا تحرك ساكناً ، فلا العروبة حركت فيهم مشاعرهم الميتة ، ولا الاسلام دق على رؤوسهم المتعفنة، فخانت هذه الدول عروبتها واسلامها ، فماذا بقي لها من الوجود بعد أن تجردت من هويتها، وإنسلخت عن تاريخها ؟ ، فلا هوية ولا تاريخ ولا وجود ، حجارة شطرنج تحركها مصالح أعدائها لتقضي على كل معاني الوجود والحياة فيها ، نامت حتى عن الحياة، وتكلست عن الحركة ، فلم تعد تسمع لها صوت ولا حركة ، فغطت في نوم أبدي ، تنتظر ساعة الرحيل إلى مثواها الأخير .

لله درك أيها الفلوجة ، يا مدينة المساجد والبساتين ، فأنت مدينة الإيمان ومدينة الحياة ، ولأنك هكذا فأنت مدينة الاسود والابطال ، ومن لها تاريخ بنصاعة تاريخك فإنها تعي تماماً أن التاريخ يقاتل مع أهله وأصحابه ، وكل هؤلاء الذين احتشدوا اليوم للقضاء عليك بلا تاريخ ، وهم بلا هوية ، فالثبات الثبات في وجه كل هؤلاء شياطين الارض وأعداء الله ، وما النصر إلا من عند الله ، والله ناصر لعباده الذين هم في خندق الدفاع عن الحق والخير والجمال الذي يفتقده كل هذا الرهط الشيطاني الذي يحتشد اليوم في مواجهتك .

الفلوجة ستسطر بطولات خارقة ، وستقدم للعالم دروساً في التضحية والفداء ، وهي لن تقبل أن يمر هؤلاء الاوغاد على أجساد شجعانها ، لأنها على يقين إما النصر أو الشهادة ، وكلاهما ديدن كل مناضل يذود عن وطنه ويعمل على حماية عرضه ،وهو على يقين من مات دون أرضه أو عرضه أو ماله فهو شهيد ، فهنيئاً لمن يطلب الشهادة وينالها ، وهنيئاً لمن يسطر تاريخه بأحرف من نور ، وهل هناك أجمل من المقاومة في وجه من خارت في جسده وضاعت روحه عن الحديث عن المقاومة؟ .

الفلوجة لن تهزم ، وهي لن تنكسر أمام أعدائها ، وهي تقاتل بكل بسالة ، وإن إنحنت فهي لن تركع ، لأنها على يقين أن لها جولات وصولات مع كل هؤلاء الذين دفعت بهم الخسة والنذالة أن ينالوا من صمودها .

حيّا الله الفلوجة بصمودها ، وببطولة أبنائها ، وبمآذنها ، وببساتينها ، وبكل قيم الأرض وتعاليم السماء .

dr_fraijat45@yahoo.com





السبت ٢١ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة