شبكة ذي قار
عـاجـل










نشرت صحيفة أمريكية إن قيمة الأرصدة في البنوك العالمية للمسئولين العراقيين تجاوزت 220 مليار دولار، وهذا يكفي لموازنة العراق لمدة ثلاث سنوات بدون ان يبيع العراق برميل نفط واحد.

صدق فنان العراق الراحل وصاحب المونولوج الساخر المرحوم عزيز علي حين اعاد غناء المثل الشعبي وغناه بعنوان ( الركعة صغيره والشك كبير ) .

المشهد العراقي يبدو مضحكا ومبكيا في آن واحد وواجهته سوق العملات والارصدة والمال السياسي والسحت الحرام .

والملاحظ له، إن هذا المشهد تسوده واحدة من أغرب الظواهر السياسية والاجتماعية تتجلى في حمى عقد المؤتمرات والصرف والبذخ عليها ، ففي الوقت الذي سارع فيه زيباري إلى عمان قاطعا إجازته المرضية قادما من مستشفاه في لندن, انتقلت معه كل دواوين حكومة ألعبادي بكل وزاراتها إلى العاصمة الأردنية لحضور مؤتمر المفاوضات مع الصندوق الدولي للحصول على القرض المالي البائس المنتظر، وفق شروط مجحفة بحق مستقبل شعب العراق.

إن فاتورة عقد المؤتمر تجاوزت بضعة ملايين من الدولارات، كانت السفيرة عزيزة بنت السهيل تتنقل بين منصات الندوات الصحفية في الفندق وخدمات شركات العلاقات العامة لتقديم صورة لمؤتمر اقل ما يقال عنه انه بات سوقا ومزادا لبيع ما تبقى من العراق مقابل ديون مستقبلية، نسبة فوائدها اكبر من قيمة المبلغ الفعلي، الذي لن يتجاوز 15 مليار دولار تجد مقابلها ، أضعافا من المليارات ، في حسابات اصغر لصوص العملية السياسية سواء كانوا عربا أو كردا أو تركمانا ، ومن كل مكونات المافيا العراقية.

في ذات الوقت عقد مؤتمر واجتماعات متواصلة في شمال العراق كرست جداول أعمالها " اخذ المعلوم" من القرض المرتقب لجيوب حيتان الحكومة الكردية ، بشروط الدفع المسبق، وشرط عدم الالتزام بأية صيغة من الصيغ بالمساهمة في طريقة إعادة الدين وآجال دفعاته وحتى المساهمة في دفع جزء من نسبة الأرباح المترتبة على العراق بعد سنوات.

وفي عمان ولندن وباريس وعمان وعواصم أخرى عقدت وستعقد مؤتمرات عديدة منها ، في ظاهرها اقتصادية، تتجمع فيها حيتان الفساد المحلي والدولي، تحت باب إعادة أعمار العراق، وإعادة أعمار نينوى والانبار ، كما عقد مؤتمر خاص بالنفط والغاز في العراق بلندن، وهناك مؤتمرات أخرى سياسية، تنظمها رؤوس أموال النشاط السياسي لعقد الصفقات لميلاد عملية سياسية جديدة بإشراف الولايات المتحدة وبالتنسيق مع إيران وتركيا وبلدان عربية وخليجية أخرى.

وتتقافز إلى السطح الإعلامي أسماء دخيلة على العمل السياسي، مثل أنشطة المخضرم غسان العطية بمجموعة " المبادرة العراقية" بجمعه عدد من المقاولين وسياسي الصدفة واستغلال الظرف الحرج وبحضور ديكور غير متجانس و بائس بمقاعد يحضرها عدد من العسكريين المتقاعدين والمقاولين وشيوخ الفنادق وبقية مكونات البازار العراقي ، والمؤتمر تم بتمويل نصفه بدعم سلطوي وآخر مجهول المصادر. كما هو حال نسمع جعجعة ولا نرى طحينا قادما من مطاحن مناورات ومبادرات خميس الخنجر وجمال الضاري وتتبعهم تلك الأجواق العازفة هذه الأيام على أوتار التغيير والإصلاح وتعديل العملية السياسية والدستور وغيرها من الأمور التي لا تبتعد عن جوهر العملية السياسية المبني على المحاصصة واقتسام السرقات وريوعها المالية والإبقاء على حالة العراق في صيغة من التفكك السياسي والاجتماعي والفقر المستمر .

وهكذا هي بقية الأطروحات لكل من حسين الخشلوك وسعد البزاز ومضر شوكت وغيرهم كثيرون يعملون في السر والعلن؛ ممن تحركهم ملايينهم وملياراتهم المشبوهة من أرصدة وأرباح البازار السياسي .

إن أرقام التسرب المالي للأرصدة والمليارات المسروقة صارت ملكا مشاعا تتوزع في جيوب كثيرة ، فكلهم أصبحوا أثرياء وتجار حرب وأزمات، وقبلها كانوا حيتان وقطط سمان وسماسرة في صفقات الحصار، ثم تحولوا إلى تقديم خدمات للغزو واحتلال العراق، الذي أضحى بشعبه هو الشحاذ الوحيد .

لقد صار العراق مثلا للفقر والفاقة والنزوح والتشرد تماما كما هي السيولة المالية لدى أصحاب السيلانات السياسية من لصوص العراق المنتشرين على طرفي معادلات الصراع على الموائد والموارد يتاجرون بالسياسة كما يتاجرون بسلع أخرى .
 





السبت ٢١ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة