شبكة ذي قار
عـاجـل










يصعب تعريف المعرف مثلما يرى أي انسان نفسه أمام حرج طافح حين يسأله أحدهم عن لون الدم مثلا . تعريف المعرف دوران في فراغ يقصد من استدعاءه الالهاء أو السخرية من عقولنا والسؤال عن لون الدم مفارقة يراد منها ألايحاء بأننا لا نرى جيدا ولا نحفظ جيدا . اذن: لتكن البديهيات بديهيات وليكن اتجاه صرف الجهد اتجاها مثمرا بدل الخوض في تدوير المسموع والذي صار معروفا للقاصي وللداني.

أميركا دولة رأسمالية أمبريالية أستعمارية تغوص في الجشع المادي وتستخدمه في الارتقاء بحياتها المادية وتفوقها العلمي والتكنولوجي ورفاه شعبها والارتفاع اليومي في عدد أثرياءها . أميركا دولة تسير وفق عقيدة التفوق والهيمنة وتحركها نوازع الفوقية والتفرد .

وايران دولة منافقة منهجها رأسمالي أستعماري وتبحث عن سبل امتلاك القوة والقدرات التي تؤهلها لبناء أمبراطوريتها القومية .

التقت أميركا وأيران عند نقطة مفصلية ملخصها ان أميركا تريد الارباح صافية باقل الخسائر أو بلا خسائر وايران تريد تحقيق أغراضها دون حساب للخسائر فايران لا يهمها عدد المقتولين منها أو ممن يقابلها في الميدان بل ترى ان الموت وانهار الدماء هي طريق تحقيق ذاتها القومية العابرة لحدودها. ايران تبحث عن مجد لا تقدر على تحقيقه فوجدت من يحققه لها مقابل تبادل الموارد بالدم ومقابل أن تضع ايران أو لمجرد أن تجد نفسها في الطريق الى الحلم الفارسي بعودة الامبراطورية التي صارت عظامها بعض رماد . ايران تؤمن بالزواج المنقطع وأميركا لا يهمها عنوان العلاقة بقدر ما يهمها تحقق توقها المادي في العلاقة. أميركا يهمها تحقيق نزواتها وايران لا يهمها أي مقياس للشرف في العلاقة .

هكذا حصل التلاقي في التفكير قبل أن يحصل على أرض الواقع .
وهكذا وجدت أميركا ( دولة ) مرتزقة بدل أن تبحث عن متطوعين للارتزاق.

ولأن أميركا بلا أخلاق وايران بلا شرف فقد حصلت عملية التهجين بين جشع المصالح الامريكية على أختلاف عناوينها واتجاهاتها وبين الهوس الايراني لتأسيس الامبراطورية الفارسية بثوب المذهب والمذهب بعيد كبعد الارض عن السماء .

أميركا تريد ثروات العراق وتريده وطن ممزق لا حول له ولا قوة وخارج معادلات الـتاثير والتوازن الاقليمي والعالمي وخارج مسارات صراع العرب مع الكيان الصهيوني وهكذا أهداف لا يمكن تحققها في العراق على أكمل وجه الا بأثارة خلافات هي في واقع الحال عبارة عن فتنة أجتماعية ترقد على وسادة الجهل والتخلف أسمها الفتنة الطائفية وايران هي الدولة التي أقامتها الأمبريالية العالمية والصهيونية كممثل وراعي لهذه الفتنة بعد أسقاط الشاه واستبداله بخميني. ايران تريد العراق أرضا بلا انسان :

هذا هو جوهر الزواج الايراني الامريكي في العراق , أميركا لها ما تحت الأرض في أرض بلا أنسان و لا هوية وتتنازع بقايا الانسان فيها خلافات لا قرار لها ولا احتمالية لحلها ناتجها الاجمالي اللااستقرار وانعدام الامن والامان وايران لا يهمها الانسان ومرامها أرض تابعة لسلطتها وبعض بقايا الانسان السابح في ترع الفتنة وهيجان الهوس يمارس ويمتهن المنهج الايراني .

ان اصرار ألامريكان على تأسيس نظام سياسي تديره قوى سياسية طائفية وعرقية وبنسب ترجح كفة المشروع الايراني عبر سيادة الاحزاب والمليشيات والحضور الميداني الايراني وبطريقة محاصصة مذهبية وعرقية بعيدة عن التوازن الرياضي المعروف بل تمثل معادلات الاتزان البنائي المعروف في انظمة الفيزياء والكيمياء وهو اتزان تتكون مكوناته من نسب غير متساوية في منظومة ذات بنى ومعمارية مختلفة لم يكن اصرارا على تمثيل ( مكونات ) الشعب العراقي كما يدعون زورا لانه برهن عبر سنوات الاحتلال ان هناك طيفين عراقيين هما المتحكمان في العملية السياسية في حين ان الوجود الواهن للاطياف الاخرى غير مؤثر وليس بوسعه عمل شيئ يذكر سوى الانصياع لسلطة الاحزاب الايرانية والكردية واذا رغبت أميركا مشاكسة ايران لاي سبب كان فانها تحرك مظلومية المشاركين في كومبارس السلطة , أي انه اصرار على تكريس الفتنة الطائفية التي تحقق ألاهداف الامريكية التي أشرنا اليها أعلاه.

أشتغلت الولايات المتحدة الامريكية وتبنت الطائفية لاسباب عدة أهمها:
اولا : لانها المنهج الذي يجعل ايران قردا راقصا في حلباتها وتحول ايران الى كلب تنفيذ لمشروعها التفتيتي للعراق وللامة العربية كلها.

ثانيا: لان الطائفية تشكل حلقة رخوة في الشراكة الاجتماعية حيثما كانت وفي أية بيئة زرعت وللاسف الشديد ان معظم بيئتنا العربية قد اخترقها هذا الوباء العضال.

ثالثا: لان أهداف الفوضى وايصال المجتمع الى الحرب الاهلية أو الرقود على وسائدها والتعكز على حافاتها الحرجة لا يمكن تحقيقة بأية وسيلة غير المذهبية العدائية المجرمة.

رابعا: لان جناحي أميركا في المنطقة, ايران والكيان الصهيوني, ينتهجان الطائفية والعنصرية والتطرف .

يمارس الامريكان ومرتزقتهم مهمة أنهاء الانتماء الوطني الذي يشكل كثقافة وموقف كل شعوب الارض ليحل محلها ثقافة الولاء للمذهب وهي ثقافة يحتاجها المشروع الايراني في مسارات توسعه وتوطينه في الارض العربية. كما ان التطرف المذهبي هو الرحم الذي تلد منه التنظيمات الارهابية التي تحتاجها أميركا في لعبة الكر والفر وزرع الفوضى وتقويض مؤسسات الدولة. والمليشيات هي الاخرى مولود طائفي لا غنى للمشروعين الامريكي والايراني عنه في تحقيق الأهداف الأستراتيجية للصهيونية والأمبريالية وللطائفية الايرانية البغيضة.





السبت ٢١ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة