شبكة ذي قار
عـاجـل










بدءا ,لا مناص من تقسيم المعارضة الى أنواع . فمعارضة حزب للحكومة في البرلمان تسمى معارضة وعادة ما يكون لها في الدول المتقدمة وذات البناء السياسي الحكومي المؤسساتي الثابت والمستقر ما يسمى بحكومة الظل التي تعمل على ملاحقة أداء الحكومة والحزب أو الأئتلاف الحكومي المعارض وتسقط أخطاءها وأخفاقاتها وتكون حكومة الظل جاهزة كبديل في الحالات التي يصل بها الامر الى انتخابات مبكرة أو استقالة الحكومة الأصلية.

وهناك المعارضة التي يستخدمها البعض اصطلاحيا وتعبر عن مناقضة الاحتلال ومقارعته وتكون عادة على ثلاثة أنواع :
الاولى : مسلحة أي انها مقاومة وليست معارضة بالمعنى السياسي.
الثانية : مسلحة ولها جناح أو أجنحة سلمية مدنية.
الثالثة : سلمية مدنية وتشتمل على التظاهرات والاضرابات والاعتصامات والعصيان المدني .

عقيدتنا الراسخة ان الاحتلال لا يعارض سلميا فقط بل يتوجب الضغط عليه عسكريا مع الابقاء على مسارات العمل السياسي والدبلوماسي والاعلامي المرافق للعمل العسكري المقاوم والساند له .

في حالة كحالة العراق لا يجوز الحديث عن معارضة مجردة من السلاح لان العراق محتل والذين لا يرون ان العراق محتل لا يفرقون بشئ عن الذين جاءوا مع الاحتلال أو جاء بهم الاحتلال .

ان من يحاولون استخدام مصطلح المعارضة تحت أي عنوان كان كسبيل للانتماء الى العملية السياسية لا يخدعون شعبنا وقواه الوطنية بل يخدعون أنفسهم . شعبنا انتهى من أصدار الاحكام النهائية على العملية السياسية على انها منتج للغزو والاحتلال وتنفذ ماربه وأهدافه في تدمير العراق شعبا وأرض. وان التفاف شعبنا حول مشروع التحرير الناجز بالمقاومة وأسقاط العملية السياسية قد تصاعدت ونمت وتوسعت بشكل لافت .

وتبقى مسألة اللقاء بالامريكان وتبادل وجهات النظر معهم أو التفاوض معهم محكومة بمنهج وأستراتيجية التحرير وتتطلب اعلانا واضحا وصريحا من الامريكان بالرغبة على انهاء احتلالهم للعراق بكل اشكاله وأنواعه وليس العسكري منها فقط واستعدادهم لرفع قبضتهم الغاشمة التي تحمي العملية السياسية وانتقالهم الى مرحلة الاعتراف بالقوى المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية كأساسيات لابد منهم :

بمعنى اخر واضح لا لبس فيه ..لا تفاوض مع الامريكان هدفه تطويع المقاومين وجرهم الى ساحة الاحتلال ومنتجاته المجرمة تحت لافتة معارضة سلمية .

لقد قدم شعبنا تضحيات جسيمة منذ يوم الاحتلال الأول ولا زال يقدم في مقاومته الباسلة للاحتلال التي شملت مسارات جهاد مسلح شرس ولازالت وشملت مسارات مقاومة مدنية بأنواعها وما زالت ولها خطوط عمل سياسية ودبلوماسية واعلامية كلها تقع تحت اساسيات استراتيج التحرير الشامل والناجز . ولعل البعض يظن واهما ان الامتداد الزمني والتكاليف الباهضة المقترنة بشح موارد المقاومة وضعف أو انعدام من يناصرها كفيلة بجر المقاومين الى الساحة الرمادية ومنها الى فقدان اللون والطعم المميز لهم كأباة ضيم وحملة مبادئ وطنية وقومية واسلامية راسخة لا تتزحزح عن حقوق الوطن والانسان ولهؤلاء البعض نقول : ان ظنكم وهم وتذاكيكم بلادة فالاحرار لا يغلبون.

ان تحويل المصطلح بطريقة التطويع والترويض الزمني المترافق مع اعلام متناقض وغير واضح المعالم والحافات والاتجاهات من المقاومة الى المعارضة لن يمر على عقول تتحمل مسؤولية الدم الذي أريق ولازال يراق ومسؤولية الوطن الممزق بالجراح والشعب الممتحن بالكوارث.

ان من يريد اخراج العراق من محنته عليه ان يدرك ان أخضاع أميركا وايران لحقوق شعبنا لا يتم الا بطريقة واحدة هي القوة المسلحة التي برهنت قدراتها على هذا الطريق فاجبرت اميركا على الهرب بجيوشها والى الهرب الى الصديق والشريك الايراني ليقاتل نيابة عنها وهو شريك انتقته اميركا بعناية لاسباب عميقة منها انه شريك لا يهمه حجم الدم المراق مقابل ان يكون له حضور اعلامي وسياسي وامال مريضة . اما المؤتمرات التي ترعاها امريكا بالذات فهي تختلف عن المؤتمرات التي تجبر اميركا على حضورها فمؤتمرات ( المعارضة ) التي ترعاها أميركا ان هي الا مناورات للتغلب على الفشل الذي تواجهه عمليتها السياسية ليس الا .

وليدرك أصحاب المال والدعم : ان ما انجزته الدماء العراقية لن يجير ولن نسمح بتجييره للاستسلام فتجربة فلسطين ما زالت شاخصة .





الاحد ٢٢ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة